السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من غازات باستمرار، ولا أستطيع التحكم بها عند الخروج، وتسبب لي حرجا شديدا جدا، وهي قليلة الكمية، علما أني لم أجر عملية جراحية في فتحة الشرج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من غازات باستمرار، ولا أستطيع التحكم بها عند الخروج، وتسبب لي حرجا شديدا جدا، وهي قليلة الكمية، علما أني لم أجر عملية جراحية في فتحة الشرج.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أنت تقول إنك لا تستطيع التحكم بها، ولا بد وأنك قرأت ماذا يعني هذا الكلام، وقلت إنك لم تجر عملية جراحية، لأنها تأتينا الكثير من الاستشارات وتدور في نفس الموضوع، وبشكل عام فإننا نستطيع التحكم في مرور الغازات إلى حد ما، ونتحين أقرب فرصة للتخلص منها، بسبب ما تسببه من ضيق في منطقة الشرج، إلا أنه أحيانا تكون بكمية كبيرة، ويصعب على بعض الناس التحكم بها، بسبب الشعور بأنها ستسبب ألما وضيقا، وبالتالي تخرج وتسبب له إحراجات اجتماعية، وبعض الناس ينعزلون بسبب ذلك، ويسبب هذا القلق والتوتر، وأحيانا الاكتئاب أو العزوف عن الزواج.
كما تعلم فإن الغازات إما أن تدخل إلى الجسم عن طريق الفم عند الطعام، والمشروبات الغازية والتدخين، أو تتشكل في القولون وفي أعلى المعدة تخرج عن طريق التجشؤ، إلا أن الغازات التي لا تخرج عن طريق الفم فإنها تمر إلى القولون وتصل إلى منطقة المستقيم فيشعر بها الإنسان ويحاول أن يتخلص منها إلا أن بعضها قد يحدث صوتا وأحيانا رائحة، ولذا فإنها تكون مربكة.
مهم جدا التفريق بين الشعور بها مع عدم الاستطاعة لحبسها، وبين أن تخرج دون أن نحس بها، لأنه إن كنا لا نحس بها وهذا يحصل أيضا مع البراز أي أن يخرج دون أن نستطيع التحكم فيه أو الإحساس به إن كان هناك ناسور، وفي حالات إصابة المعصرة أو الصمام الشرجي نتيجة تضرر المعصرة إما برضوض أو إجراء عملية فيخرج البراز والريح، ويسمى سلس البراز والريح.
من ناحية أخرى فقد يكون ضغط الغازات كبيرا، بحيث يشعر الإنسان أنها تخرج وكأنه لا قدرة على حبسها، ولتفهم كيف أن الناس لا يستطيعون التحكم بها، فيجب أن نعلم أن هناك معصرتين للشرج.
الأولى داخلية، وهذا لا تخضع تحت تحكم الإنسان وتسمى المعصرة اللاإرادية، والأخرى خارج الأولى، وهي إرادية أي أن المخرج الأخير للبراز والغازات تحت تحكم الإنسان إلا أنه مع وجود الغازات بكثرة فإنها تتحرك حتى تصل إلى المنطقة ما قبل المعصرة الداخلية غير الإرادية، فيزداد كميتها هناك، وترفع الضغط داخل القولون، فيولد ذلك الإحساس الداخلي بالحاجة لإخراج ما في القولون، فتحصل تقلصات في القولون، ومع ازدياد الضغط في المنطقة قبل المعصرة الداخلية وتقلصات القولون فإن الجسم يستشعر وكأنه في حالة إفراغ ما فيه (مثل حالة التغوط .
إن هذا يؤدي إلى ارتخاء المعصرة الداخلية اللاإرادية، وتصل هذه الغازات إلى ما قبل المعصرة الخارجية، فيحدث ذلك شعور بعد الارتياح، وصعوبة شديدة في إبقاء المعصرة الخارجية متقلصة، ويجد الإنسان أنه لابد وأن يرخي هذه المعصرة فيخرج الريح، ويفسره الإنسان أنه عدم تحكم في الريح أو الغازات، إلا أنه بالمعنى الطبي يعني عدم القدرة على مقاومة الغازات التي تصل إلى المعصرة الخارجية.
على ما يبدو أنك تعاني من صعوبة في مقاومة خروج الغازات من الشرج, وتشعر بها وهي خارجة، إن بلع الهواء يعتبر أحد أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالغازات في المعدة، ويفعل الجميع ذلك دون أن ينتبهوا لذلك، وهم يتناولون الطعام والشراب، ويعتبر الأكل بسرعة، ومضغ العلكة (اللبان)، والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء هذه.
- كثرة بلع الهواء مع الطعام أيضا عند الذين يعانون من التوتر والقلق، ويتناولون الطعام بشراهة.
- المشروبات الغازية أحد أسباب زيادة الغازات في البطن أيضا, وكذلك التدخين وتدخين الشيشة.
- الإمساك والذي يؤدي إلى تجمع كميات من الطعام في الأمعاء الغليظة، وهذه قد تؤدي إلى تخمر الفضلات وخروج الغازات.
- بعض الأطعمة لها خاصية توليد الغازات، ومنها البقوليات من فول وحمص وبازلاء ولوبية، وفاصوليا بيضاء، والفلافل والحليب ومشتقاته، وبعض السكريات والنشويات.
في بعض الأحيان يكون الحليب قد يكون السبب في تولد الغازات في البطن، والعلاج هو تغيير العادات الغذائية, وتناول الأدوية وبعض الأعشاب, وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.
يجب أن تقوم بتقوية عضلات الشرج, وعضلات العجان, فهذه تساعد على التحكم في خروج الغازات, وهذه التمارين يمكن أداؤها في أي وقت، وفي أي مكان, وفي الوضعية التي تناسبك، تأخذ هذه التمارين مجرد بضع دقائق من وقتك.
اجلس أو قف وركبتاك متباعدتان قليلا، وركز جهدك على فتحة الشرج، لا تتوقف عن التنفس, ولا تضغط على مؤخرتك, وأبق بقية جسدك مسترخيا، كل التمارين الآتية يجب تأديتها عشر مرات يوميا.
- شد عضلة الشرج بأكبر قدر ممكن، كأنك تحاول إيقاف خروج الريح, حافظ على هذه الوضعية لمدة ٥ - ١٠ ثوان (يعتمد على قوة العضلة), استرخ مدة ٥-١٠ ثوان (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
وهناك تمارين قدرة التحمل:
- شد عضلة الشرج بمقدار ثلاثة أرباع القوة المذكورة في التمرين السابق, حافظ على هذه الوضعية لأطول فترة ممكنة (٤٥ ثانية).
- استرخ لمدة ٥-١٠ ثوان (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
تمارين لإعادة تشغيل سرعة العضلة:
- شد وأرخ عضلة الشرج بأسرع قدر ممكن.
- أعيد التمرين ١٠ مرات.
- استرخ لمدة ٥ -١٠ ثوان (أعد أداء التمرين ١٠ مرات).
التمارين المذكورة يجب ممارستها ١٠ مرات يوميا وباستمرار, وهناك بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من الغازات، منها دسفلاتيل, وتؤخذ ثلاث مرات في اليوم, وكذلك ويوكاربون Eucarbon.
من الأدوية التي تساعد على هضم الطعام Spasmocanulase , ويفضل في حالة كثرة الغازات، ويفضل الذهاب للحمام كلما سنحت الفرصة، حتى يتم التخلص من هذه الغازات، وخاصة قبل الصلاة مباشرة، ومن ثم التوضؤ.
وهناك بعض المشروبات التي تساعد على التخلص من الغازات أيضا بإذن الله ثمار اليانسون, فهي مضادة للمغص, وطاردة للغازات, تؤخذ ملء ملعقة كبيرة من اليانسون وتغلى لمدة 5 دقائق في وعاء يحوي ملء كوب من الماء, ثم يبرد ويصفى, ويشرب بعد الأكل.
ومن الأعشاب أزهار البابونج, حيث تعتبر طاردة للغازات, ومهضمة, وفاتحة للشهية, وضد المغص أيضا, تؤخذ نصف ملعقة كبيرة من الأزهار, وتضاف إلى ملء كوب ماء مغلي, ويترك لمدة خمس دقائق مغطى, ثم بعد ذلك يصفى ويشرب بعد الأكل مرة واحدة فقط في اليوم.
والحلبة أيضا تعتبر من المواد الممتازة لطرد غازات المعدة, فيغلى ملء معلقة أكل, مع ملء كوب ماء لمدة خمس دقائق, ثم يصفى ويشرب بمعدل مرتين في اليوم, مرة بعد الفطور, ومرة أخرى بعد العشاء.
ويستعمل الكمون للتخفيف من الغازات, وتؤخذ ملء ملعقة كبيرة من ثمار الكمون وتوضع في حوالي لتر من الماء, ويغلى على النار لمدة ثلاث دقائق, ثم يبرد ويؤخذ من هذا المغلي المصفى كوبا قبل الأكل بنصف ساعة, بمعدل ثلاث مرات في اليوم (جرعة واحدة قبل كل وجبة) وذلك لمدة أسبوعين كاملين.
وبالله التوفيق.