نفسي تحجم عن الطاعة بحجة الإبداع في خدمة المسلمين

0 319

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب متفوق ولله الحمد في عملي ودراستي، وأطمح بإذن الله إلي خير كبير لنفسي ووطني وديني، وأنا ملتحي وأعتبر ملتزما دينيا عند من هم حولي.

مشكلتي أني لا أرغب في العبادة مثل صلاة السنن، وقراءة القرآن، ولدي سرحان في الصلاة، ومن هم حولي يرون أني مبدع ومبتكر، وأنا مهتم بأعمال الفكر والتنمية البشرية.

أحب ديني وأتمني أن أخدمه، وهدف حياتي ابتكار الخدمة، وأن أكون تاجرا مثل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

أحب المشاركة في العمل الخيري في الجماعة مثل توصيل مساعدات للمحتاجين، ولا أتشجع في عمل فردي مثل قراءة قرآن أو صلاة نافلة.

هل هذا يعد تكبرا مني على عبادة الله عز وجل أم أن الله ييسر لي العمل في باب الطاعة الجماعية؟ علما أني لم أكن كذلك وقت دراستي الجامعية، ولكني شعرت بالتغيير بعد التخرج والعمل.

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يحفظك من كل مكروه وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به .

أخي الحبيب: جميل منك تلك النوايا الطيبة الخالصة التي حببها الله إليك، خاصة أنها من العبادات المتعدية النفع، أي ينتفع بها خلق كثير، فالعبادات على قسمين : قسم متعد النفع ، وقسم غير متعد، والأفضل بلا شك هذا المتعدي للغير، فشكر الله لك تلك النية الطيبة ووفقك الله لأن تبتكر ما يصلح للأمة، وما يقيمها من ركدتها وعثراتها.

ثق أيها الحبيب أنك بذلك تتعبد لله عز وجل، فهناك من يقيم الليل بالصلاة، وهناك من يقيم الليل في طلب العلم وهناك من يقيم الليل في الإصلاح بين المسلمين، وهناك من يقيم الليل في مداواة المرضى وعلاجهم، ولكل فضله حسب نيته، وأنت مأجور على ما تقوم به، إن شاء الله تعالى.

لكن ما استوقفنا في رسالتك قولك : لا أرغب في العبادة مثل صلاة السنن وقراءة القرآن! وقولك: لا أرغب كلمة ثقيلة، ونحن متفهمون أنك لا تقصد المعنى، أو أن المعنى أنك تجد محبة للبحث والعلم تفوق محبتك للسنن فتقوم إلى المحبة الأكبر الكامنة في قلبك .

نحن نوصيك أخي الحبيب أن تداوم على السنن المؤكدة وأن تجعل لنفسك حظا من قراءة كتاب الله، ولو صفحة واحدة في اليوم، وتستطيع أن تفعل ذلك بين الأذان والإقامة، أو قبل الأذان أو بعد الصلاة، ولن تأخذ من وقتك خمس دقائق، وسيكون لها مردود طيب عليك إن شاء الله، ولا نوصيك بالكثرة فإن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع.

أسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يحفظك من كل مكروه، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات