خوف شديد من الجن ووسواس يجعلني لا أنام.. فساعدوني

0 580

السؤال

السلام عليكم

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من عتقاء النار في هذا الشهر المبارك.
سأكمل الآن سنة كاملة على هذا الألم الذي لا أعرف ما سببه.

أنا فتاة محافظة على أذكار الصباح والمساء، في كثير من الأحيان أشعر بخوف شديد من الجن، فلا أجلس وحدي، ولا أصلي وحدي، أرقي نفسي ولكن لا أتأثر، فكلما أقرأ شيئا عنهم أو أقرأ أعراض المصابين بالعين أو الحسد أو المس أو السحر أشعر بأني مصابة بمثل هذه الأعراض، وعندي وسواس حتى لا يجعلني أنام، ولكن الخوف يذهب إذا تكلمت مع أحد، وإذا جلست وحدي أشعر بالخوف، أحس أني أريد أن أبكي أو أصرخ من شدة ما أكتم.

وهذه الأيام إذا خرجت من البيت أخاف أن يحدث في شيء، ودائما تفكيري في الجن، مع أني لم أكن هكذا، ولدي آلام في البطن، ثم يأتيني خوف شديد، وضيق في التنفس، وغازات، وإمساك -الله يكرمكم- قلت ممكن عندي قولون عصبي، فهل هذه الأعراض طبيعية؟

أتمنى الموت وأرتاح من هذه الآلام، أنا أقرأ القرآن، وأعاني من السمنة، فهل من طريقة للتخلص من هذا الخوف الذي كرهت بسببه حياتي؟

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يمتعك بالصحة والعافية، وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يشفيك كما شفا أيوب عليه السلام. كما نسأله تبارك وتعالى أن يربط على قلبك، وأن يذهب من قلبك تلك المخاوف وهذه الوساوس، وأن يجعلك من الصالحات القانتات السعيدات الموفقات، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن تلك الآلام آلام مزعجة، وأن الله سبحانه وتعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه لم يضع ما بذلته من جهد سدى أو هباء، فأنت -ولله الحمد والمنة- تحافظين على الأذكار وتحافظين على رقية نفسك، وهذا مما لا شك فيه أثر كثيرا في حالتك، بمعنى تصوري أنك لم تفعلي هذه الأشياء لكانت حالتك أسوأ بكثير مما أنت عليه الآن، فأتمنى أن تواظبي على ما أنت عليه من طاعة، وما أنت عليه من أذكار وأدعية وقراءة للقرآن، لأن هذا نافع جدا ومفيد، إلا أنه أحيانا قد يكون الدواء الذي يتعاطاه الإنسان دواء مستوى دون المرض، فالمرض يحتاج إلى جرعات أقوى، ويحتاج مثلا إلى دواء يكون أكثر تركيزا، وهذا الذي أتصوره في حالتك.

وأنت الآن -الحمد لله تعالى - ما تقومين به يؤثر بنسبة في تقليل وتخفيف حدة وشدة الألم، ولكنك تحتاجين إلى جرعة أقوى، وهذا ما أنصحك به أولا، وهو ضرورة الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين الثقات، ليقوم برقيتك أكثر من مرة، فأنت تحتاجين إلى رقية مكثفة وطويلة ومتكررة، حتى نستطيع أن ندع حدا لهذا الاعتداء الشيطاني عليك، سواء أكان ذلك بالنسبة لقضية الخوف أو بالنسبة لقضية الوساوس؛ لأن هذا كله من الشيطان – لعنه الله – ومع الرقية الشرعية والمحافظة على الآداب والتعليمات التي سوف يدلك عليها الأخ الراقي سوف تتحسنين بإذن الله تعالى تحسنا كبيرا.

إن قدر الله تعالى وتم علاجك بالرقية الشرعية ولكن لم تتحسن حالتك فأنا أرى أن تعرضي نفسك على أخصائي أمراض باطنية، لأن هذه الأمراض التي وردت في رسالتك، تدل على أن احتمال أن يكون هناك شيء غير طبيعي، ولكن أنصح أن يكون العرض على أخصائي طبيب، أن يكون ذلك بعد الرقية الشرعية، لأن الرقية الشرعية كلها خير، وهي قطعا إذا لم تنفع فيقينا لن تضر، لأنها مجموعة من الآيات القرآنية المباركة والأحاديث النبوية الكريمة أيضا.

فعليك – يا بنيتي – بالاستعانة بعد الله تعالى بأحد الرقاة الشرعيين الثقات، المعروف عنهم الإتقان والأمانة وسلامة المعتقد وصحة الطريقة، وأن يكرر هذا الأمر معك، ولا مانع من الاستعانة بأكثر من راق، يعني إذا لم تستريحي مع الراقي الأول فيمكن أن تبحثي عن راق ثان، لأن هذا مثله مثل الطب من الممكن أن يفشل طبيب وأن ينجح آخر، فإذا لا مانع من التكرار حتى تكوني قد وصلت إلى درجة من القناعة أن الأمر الذي فيك ليس له علاقة بعالم الجن، ولا علاقة له بعالم الرقية، فإذا قدر الله وتم شفاؤك ولو لمعظم هذه الأعراض نكون قد حققنا إنجازا.

وإذا لم يتم شفاؤك من الأعراض فيما يتعلق بالإمساك وكذلك أيضا آلام البطن، فأرى أن تعرضي نفسك على أخصائي في هذا المجال، وبإذن الله تعالى سوف تنتهي هذه المعاناة، لأن الذي أمرنا بالدواء والتداوي إنما هو الله تبارك وتعالى على لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: (تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام – أو بمحرم) وقال أيضا: (تداووا عباد الله فإن الله ما خلق داء إلا خلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله) والصحابة – رضي الله تعالى عنهم – كانوا يمرضون في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فكان يأمر باستقدام الأطباء، بل كان يقوم أحيانا بنفسه في اختبار بعض الأطباء لمعرفة مدى خبرته وقدرته على علاج الأمراض.

فعليك بارك الله فيك أولا بالرقية الشرعية، لأنها كما ذكرت لك إذا لم تنفع فيقينا لن تضر، ثم بعد ذلك إن قدر الله أن ذهبت الأعراض من الخوف والوسواس وبقيت الأعراض البدنية العضوية فأرى أن تعرضي نفسك على أخصائي تخصص في هذا المجال، وعليك أيضا بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله تبارك وتعالى، وأن يصرف عنك كل سوء، واطلبي الدعاء أيضا من أرحامك كالوالدين وكذلك من بعض أخواتك الصالحات، لعل الله تبارك وتعالى ينفعك بدعوة من هؤلاء الأخيار، فيرفع عنك البلاء حتى تبلغي الشفاء والعافية.

أسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات