السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد أن أدخل في الموضوع بشكل مباشر: مشكلتي هي أنني لا أكلم أخواتي الإناث منذ 5 سنوات، أنا بعمر 18 سنة، وهن أعمارهن بين ال15-19، وهن 3.
أنا لا أكلمهن بسبب خلاف بسيط معهن وأنا صغير، وبأني قمت بعمل شاذ في ذلك اليوم، ولم يردن التكلم معي بعدها، ولا أذكر.
أريد طريقة: كيف أكلم أخواتي؟ هن الآن لا يجلسن بجانبي أو يكلمنني، وموضوع الكلام معهن صعب جدا؛ حيث إني حاولت التحدث إلى إحداهن قبل سنة فاحمر وجهي، ولم أعرف الكلام.
أيضا أنا أشكو من أنني لست اجتماعيا، وهناك العديد من الناس ينتقدونني لخجلي، ويتكلمون عني وهذا يجرحني، وأثناء الدراسة في الثانوية كان هناك شاب يخبرني أن شكلي غير جيد، رغم أني أراه جيدا، وكان يسخر مني.
أرجو المساعدة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
شكرا لك على الكتابة إلينا.
يبدو أن عندك وبشكل عام - وكما ذكرت أنت - شيئا من الخجل الاجتماعي، سواء في البيت أو خارجه، ولسبب ما فقد توقف الكلام مع أخواتك، ومن ثم وجدت صعوبة في العودة للحديث معهن.
هل أفهم أنك الابن الوحيد بين ثلاث أخوات؟ فإذا كان هذا هو الحال فما تمر به يعتبر ولحد كبير مشكلة شائعة بين من هم في مثل حالاتكم، حيث هناك ثلاث أخوات، وبأعمار متقاربة نوعا ما، وأنت الوحيد الغريب بينهن.
هذا لا يمنع من أن تتعامل وتتحدث معهن، وأقصر الطرق في مثل هذه الحالات هو الطريق المباشر تبدأ بالحديث معهن، ولو كن مجتمعات على مائدة الطعام مثلا، ويمكنك أن تبدأ ببعض الكلام الخفيف أو البسيط، كأن تصبح وتسلم عليهن جميعا، وربما مع عدم النظر في عيونهن؛ لأن هذا قد يربكك.
تكلم معهن وقل لهن كلاما عاما عن أمر حدث معك، أو اطلب مساعدتهن في أمر يسير.
يمكنك أيضا أن تواجههن جميعا، وتقول لهن كم أنت حريص على الحديث معهن والاستفادة من آرائهن في أمر ما يتعلق مثلا بالدراسة أو غيرها.
أنا عندي شعور بأن أخواتك يرغبن بالحديث معك، ويتطلعن لذلك، فأنت أخوهن الوحيد ربما، إلا أنهن أكثر منك ترددا وارتباكا، وسيكون لك فضل كسر حاجز الرهبة هذه، وكسر الحاجز الذي أقامته الأيام بينكم.
أيضا أتساءل في نفسي: أين والدكم وأمكم من كل هذا؟ فهل يمكن لأحدهما أن يكسر هذا الحاجز بينكم، ويبدأ بالحديث والحوار معكم جميعا؟
أهم شيء في الأمر: ألا تؤخر موضوع الحديث والكلام أكثر من هذا، ورغم بعض الصعوبات في البداية إلا أن الأمر سيسهل شيئا فشيئا.
بالنسبة لآخر سؤالك عن منظرك وأنه غير جيد حسب كلام صديقك؛ فمهما قال صديقك من كلام فأنت أدرى بالحقيقة، والمهم ما تراه أنت وتطمئن إليه، ولعل تأثرك بكلام هذا الزميل جاء من بعض ضعف الثقة بالنفس بسبب الخجل الاجتماعي؛ ولذلك فعندما تتجاوز بعضا من هذا الخجل الاجتماعي فستشعر بأنك أصبحت أقل تأثرا من كلام الناس عنك.
وفقك الله ويسر لك، وقرب بينك وبين أخواتك وبقية أفراد أسرتك.