خطبت فتاة فرفض والدها, فهل أحاول مرة أخرى؟

0 544

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)

أنا شاب ملتزم ولله الحمد، عمري 29 سنة، في السنة الأخيرة من الدراسة الجامعية، وككل شاب يطمح أن يكون أسرة ليعف نفسه عن الحرام، بدأت في التفكير بالزواج والبحث عن زوجة صالحة تعينني على أمور ديني ودنياي، فأثارت انتباهي فتاة تدرس في نفس شعبتي وأكبرها بخمس سنوات, فهي أخت ملتزمة وجميلة، وتلبس الحجاب الشرعي وتمارس الدعوة في الكلية, لكني لا أعلم ما يحول نظري تلقائيا، وبدون أي سابق قصد إليها؟! فأرد نظري، وسبحان الله كلما يحدث هذا -وهو ما يحدث يوميا- أتفاجأ بنفس النظرات للبنت التي أنظر إليها، ثم تحول نظرها هي الأخرى.

فكرت في التقدم لخطبتها, لأنه نادرا ما تجد فتاة عفيفة وتقية في زمن كثرت فيه الفتن، واختلط فيه الصالح بالطالح, كما أني رأيت فيها الصفات التي أرشدنا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم.

شيخي العزيز مشكلتي الأولى كانت في أني لا أعرف عنوان بيتها, لأنني مغترب وهي من نفس البلدة التي ندرس فيها، وأصدقك الحديث أني لم أكلم بنتا إلا لضرورة، ووفق الضوابط الشرعية، وأنه لم تكن لي أي علاقة سابقة.

طلبت من إحدى الأخوات تدرس معي أن تخبرها أني أريد خطبتها من أبيها, وأن تدلني على عنوان البيت لأتقدم لها بشكل رسمي, فكان ردها أن والدها غير ملتزم وسيرفض تزويجها بشاب ليس له عمل، مع العلم أنها راغبة في الزواج ومقتنعة بي كزوج لها, وطلبت مني أن نتقابل في مكان أحدده وبحضور والدتها, فلم يتيسر الأمر، لأني أردت أن يكون معها أحد المحارم.
فكان رد فعلي أني طلبت منها إنهاء الموضوع لاقتراب موعد الامتحانات, مع إعادة نظرها في مسألة الرزق، وفي أسس اختيار الزوج إذا كانت حقا ملتزمة، وهذا ربما هو الخطأ الذي ارتكبت والله أعلم، والذي سبب لي المعانات.

في السنة الموالية بعد التخرج من الجامعة من الله علي بالوظيفة, حاولت من جديد عن طريق نفس الأخت التي كانت تتواصل بيننا لتبلغها أني توظفت، فمشكلة العمل قد حلت بفضل الله تعالى، فكان ردها الرفض ربما تعنتا لما صدر مني في الفترة الأولى.

بعد مدة التكوين في مدرسة تأهيل الأساتذة عينت في مدينة تبعد عن بلدها ب 400 كلم, قضيت سنة أثثت فيها المنزل الذي أقيم فيه بجميع التجهيزات والمتطلبات، وطلبت من والدتي الذهاب إليهم, بعد معرفة مكان البيت بمساعدة من أحد الإخوة, فنم استقبال الوالدة من طرف أم الفتات, فشرحت لها والدتي أنى أريد خطبة البنت، وأني معجب بتدينها وأخلاقها، كونها تلبس الحجاب وأرى فيها صفات الزوجة الصالحة، خصوصا أنه لم يسبق لي أن شاهدتها في مواطن وهي مختلطة بزملائها من الطلاب كالعديد من الطالبات اللواتي نراهن في الحرم الجامعي.

فطلبت منها التشاور مع الوالد والرد علينا هاتفيا, فكان الجواب أن الأب لا يستطع تزويج ابنته في مدينة بعيدة دون أن يسأل عن ديني وأخلاقي.

المهم بدأت في البحث عن زوجة أخرى بمساعدة الأسرة وبنفس المواصفات التي أرغبها (الدين، الأخلاق , الالتزام, الحجاب الشرعي والجمال)، لكن لحد الآن لم أجد فتاة أرتاح لها, لأن بعد كل صلاة استخارة يتجه تفكيري للبنت الأولى، وكذلك قلبي لا زال يميل إليها لأنني أحبها, كما أنني أدعو الله عز وجل في السجود وفي كل الأوقات إذا كان فيها خير لي في ديني ودنياي أن يجعلها من نصيبي، وييسر لي الارتباط بها.

مؤخرا قبل شهرين التقيتها عن طريق الصدفة عند زيارتي الجامعة فاحمر وجهها، وقامت بتصرفات وكأنها تريد قول شيء, فظننت ربما أن الأمور أو الأفكار قد تغيرت عندهم.

سؤالي يا أخي الكريم هو: هل لي أن أسأل الفتاة مرة ثانية عن طريق وسيط؟ علما أنني لمست منها بعض الارتياح للموضوع, أو أتحدث مع والدها مباشرة؟ أو ما هي الطريقة المثلى في نظركم للمحاولة، ولكن بنفس الوقت لا تشمل تنازلي عن كرامتي؟
بارك الله فيكم، وجعلكم دوما أهل ذكر يسألون، وأهل علم يقتدى بهم فيستفتون فيفتون ويحسنون.

وجزاكم الله كل خير على جهودكم الطيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبا بك أيها الولد الحبيب في استشارات إسلام ويب.

نحن نشكر لك حرصك على الوقوف عند حدود الله أيها الحبيب، واعلم بأن هذا السلوك سيكون - بإذن الله تعالى – سببا لإسعادك في دنياك وآخرتك، فإن السعادة لا تنال بشيء مثل طاعة الله تعالى، ونحن على ثقة تامة بأن تدينك لن يجرك إلا الخير والرزق الحسن من الزوجة وغير ذلك.

نشكر لك حرصك على اختيار الزوجة الصالحة، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتسكن إليها نفسك.

وحرصك على هذه الفتاة في محله أيها الحبيب ما دامت متصفة بما ذكرت من الأوصاف، ونصيحتنا لك أن تحاول خطبتها ثانية، وليس في هذا إنقاص من كرامتك، فما دمت محبا لها - وهي كذلك - فإن النكاح خير دواء لهذا الحب، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لم ير للمتحابين مثل النكاح) فحاول إعادة الخطبة، وأفضل طريقة لذلك أن تكلم أمك - أو غيرها من محارمك – لتحاول الاتصال بالفتاة مرة ثانية، أو بمن يبلغها من النساء، فإن كانت لديها الرغبة فحاول أن تعيد الطلب من أبيها مرة أخرى، وما ذكره الأب من السؤال عمن يتقدم لابنته أمر طبيعي، وهو مما ينبغي أن يقوم به الأب حفاظا على مصالح ابنته، وينبغي لك أن تكون حصيفا ذكيا في تقديم ما يحتاجه هذا الأب من المعلومات والبيانات التي تطمئنه وتعرفه بشخصك وبقدراتك، وهذا سيدعوه إلى الموافقة - بإذن الله تعالى – إن كان الله عز وجل قد قدر لك الزواج بهذه الفتاة.

حاول أن تعرض عليه الوسائل التي بها يعرفك ويعرف أخلاقك وصفاتك، بأن تدله على الأناس الذي يمكن أن يسألهم في مدينتك، أو أن تعرفه على من يعرفك في المدينة التي هو فيها، وغير ذلك من الأسباب التي تطمئنه على مستقبل ابنته، وأنه يضعها في يد الرجل الأمين.

وبعد هذا أيها الحبيب فإن كان الله عز وجل قد قدر لك الزواج بهذه الفتاة فإنه سييسره لك، وإذا لم يقدره فاعلم أن ما يختاره الله تعالى لك خير مما تختاره أنت لنفسك، وقد قال سبحانه وتعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نسأل الله بأسمائه الحسنى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات