هل كل ما نحياه قضاء وقدر؟ ما حقيقة القضاء والقدر؟

0 389

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرغب في شرح بسيط وواضح عن القضاء والقدر، لأني قرأت الكثير، ولكن لم أحصل على فهم واضح، وهل كل ما نعيشه هو قضاء وقدر؟ أم أننا نستطيع التحكم في مستقبلنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ساهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك - أختنا الفاضلة - في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به .

وبخصوص ما سألت عنه - أيتها الفاضلة - فإن أهل العلم قد تحدثوا في الفروق بين القضاء والقدر على وجوه كثيرة ذكرها ابن القيم - رحمه الله - وفصل فيها كثيرا، والخلاصة أن بينه: القضاء والقدر عموم وخصوص، وبينهما تمايز كذلك.

فالقضاء فهو: إتقان الأمر وإحكامه وإنفاذه، وكل ما أحكم فقد قضي، والعرب تقول: (قضيت هذه الدار) أي: أحكمت عملها. والقدر يعود في معناه إلى التقدير، وهو يتضمن علم الله تعالى بما يكون من مخلوقاته قبل وجودها علما مفصلا.

وهو مكتوب في اللوح المحفوظ، كما قال صلى الله عليه وسلم: (كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة )[رواه مسلم]. يقول الإمام ابن القيم: " والقدر عند أهل السنة والجماعة: قدرة الله تعالى وعلمه ومشيئته وخلقه، فلا يتحرك ذرة فما فوقها إلا بمشيئته وعلمه وقدرته ".

وعليه فالقدر بمنزلة إعداد المكيال والميزان، والقضاء بمنزلة القيام بالوزن، وهذا كما قال أبو عبيدة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما أراد الفرار من الطاعون بالشام: أتفر من القضاء؟ قال: (أفر من قضاء الله إلى قدر الله) تنبيها على أن القدر ما لم يكن قضاء فمرجو أن يدفعه الله، فإذا قضي فلا مدفع له.

نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف عنا وعنك الشر، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات