خطيبي ملحد فماذا أفعل؟

0 470

السؤال

السلام عليكم.

لدي مشكلة وأريد حلها.

أنا مخطوبة لابن عمي، واكتشفت بعدها بأنه ملحد, لا أعلم ماذا أفعل؟ حيث أنه لا يحب النقاش بهذا الأمر أبدا، ولا أستطيع أن أتركه في ضلاله، وأحتاج إلى من يساعدني على هدايته، حيث أني كل يوم أدعو لله عز وجل بأن يهديه, ولا أحد يعلم بهذا لأمر سواي, ولقد حاولت كثيرا ولكني لم أستطع أن أفعل شيئا سوى الدعاء.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك - ابنتنا الفاضلة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك وتسكن إليه نفسك.

الذي فهمناه – أيتها البنت العزيزة – من كلامك أنك لا تزالين في مرحلة الخطبة - أي لم يعقد عليك هذا الرجل العقد الشرعي -، ومن ثم فنحن ننصحك بأمرين مهمين:

الأمر الأول: هو أنه يلزمك شرعا أن تتعاملي مع هذا الرجل معاملة الرجل الأجنبي عنك، لأنه لم يعقد عليك العقد الشرعي، فهو كغيره من الأجانب، ولا يجوز لك أن تختلي به، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم).

ويجب عليك أن ترتدي الحجاب الشرعي أمامه، ما دامت قد حصلت الرؤية الداعية للخطبة، وما ألفه المجتمع من تساهل المرأة مع خطيبها عرف خارج عن الشرع، ومن ثم لا يجوز العمل به والالتفات إليه.

وكوني على ثقة تامة – أيتها البنت الكريمة – أن حرصك على رضا الله تعالى سبب لسعادتك في الدنيا والآخرة، وأنك لن تجدي سعادة في حياتك وطمأنينة وسكينة في زواجك إلا إذا بني هذا على تقوى من الله ورضوان، أما المعصية فإنها لا تجر لصاحبها إلا الحرمان والتعاسة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) وقد قال الله تعالى قبل ذلك: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} فاحرصي - بارك الله فيك – على إقامة شرع الله في نفسك، واعلمي أن بذلك سعادتك.

أما النصيحة الثانية فهي: أن تصرفي النظر عن هذا الرجل، وتفسخي الخطبة ما دام بالوصف الذي ذكرت، فإنه إذا كان ملحدا – أي منكرا - لوجود الله تعالى ولربوبيته ولألوهيته فإنه خارج من الملة، فإن هذا معلوم من دين الله تعالى بالضرورة، معلوم بالعقول الصحيحة والفطر السليمة وجود الباري سبحانه وتعالى، وخلقه لهذه المخلوقات العظيمة والصغيرة، فمنكر هذا جاحد بكل ما جاء به الأنبياء والرسل، فهو خارج من دين الإسلام، ولا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من رجل كافر، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه}.

ولك أن تبدي لأهلك من الأسباب والتبريرات ما يتناسب معهم إذا كانوا لا يصدقون إن ذكرت لهم ما يبوح به خطيبك لك، فلك أن تختلقي من الأعذار وتقنعيهم بما ترينه مقنعا لهم من الأساليب، ولو أدى ذلك إلى إغضابهم، فإن هذا لا طاعة فيه لمخلوق، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، كما قال النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

وكوني على ثقة تامة - أيتها البنت الكريمة – أنك لن تتركي شيئا من أجل الله تعالى إلا عوضك الله سبحانه وتعالى خيرا منه وأصلح وأبرك لك، فنسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى الخير، وأن يقدره لك حيث كان ويرضيك به.

وأما إذا كنت ترين أن هذا الرجل لا يزال بحاجة إلى من يناصحه ويأخذ بيده، فإنه كذلك يمكنك أن تستعيني ببعض محارمك كإخوانك أو نحوهم ممن يمكن أن يناصحه، ويظهر له الأدلة الدالة على وجود الخالق سبحانه وتعالى، وعلى تصرفه في مخلوقاته، ومن المفيد: الاستعانة بأهل العلم في هذا المجال، والاستعانة كذلك بما أثبته العلماء من دلائل دالة على أن ما جاء به القرآن الكريم دال على أنه منزل من عند الله تعالى، وأنه حامل لعلم لا يعلمه البشر، فالإعجاز العلمي فيه الكثير من دلائل الربوبية.

فحاولي أن تذكري إخوانك أو محارمك بسؤال أهل العلم في هذا الباب، والاستفسار عن الوسائل المفيدة لإقناع من وجدت في قلبه الشبه، فإذا كان الله عز وجل يريد خيرا بهذا الشاب فإنه سييسر له من الأسباب ما يرده بها إليه، وإلا فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

نسأل الله تعالى له الهداية، ونسأله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير، وأن يرضيك بما يقدره لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات