السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 22 سنة، أعاني من الإمساك، ومنذ شهرين ظهرت مشكلة جديدة وهي: عندما أريد التبرز أشعر بضيق شديد بفتحة الشرج لدرجة الصراخ، وقبل الخروج -البراز- مباشرة تتوسع فتحة الشرج قليلا، وأشعر أنها غارت إلى الداخل، ويكون أول 3سم من البراز قاسيا كأنه يابس، أما الباقي فيكون عاديا (حسب تغيرات المعدة)، وأحيانا يكون البراز مصحوبا بدماء وبعد قضاء الحاجة يبقى الألم الشديد لمدة ساعتين وأكثر.
أرجو المساعدة في معرفة حالتي وعلاجها!
مع العلم أني لا أستطيع إجراء أي عملية أو رؤية أطباء حاليا.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهذه أعراض الشرخ الشرجي، وهو عبارة عن تمزق أو قطع طولي قصير في مخاطية الشرج من الداخل, ويصاحبه تقرح سطحي في الوجه الخلفي من الفوهة الشرجية، ويبدأ الشرخ كقطع صغير تحت فتحة الشرج من الداخل، ثم يزداد طوله مع إهمال العلاج، وقد يتورم الجلد حوله مكونا نتوءا عالقا بالشرج.
والشرخ الحاد هو الذي لا يزيد عمره عن 3 أسابيع، أما الشرخ المزمن فينجم عن عدم شفاء الشرخ الحاد، وهو الذي يرتبط في كثير من الأحيان بتكوين بروز جلدي عند فتحة الشرج - والأعراض عندك من شهرين، وهذا يصنف بالشرخ الشرجي المزمن.
والأعراض تكون كما هي عندك بشكل:
- آلام شديدة في فتحة الشرج عند التبرز، وتستمر بعده لمدة تتراوح بين دقائق وساعات.
- نزول دم بعد التبرز، ويكون دما نقيا غير مخلوط بالبراز.
- الشعور بالألم وعدم الراحة أثناء الجلوس.
- وجود إمساك, حيث إنه المسبب الرئيسي للشرخ، كما أن المريض بالشرخ الشرجي عادة ما يميل إلى تأجيل التبرز خوفا من حدوث الألم، والإمساك يكون سببه قلة وجود الماء في البراز، وبالتالي يكون قاسيا وصلبا في أوله، ثم البراز الذي يليه قد يكون لينا.
تحول الشرخ إلى شرخ مزمن صعب الالتئام يتسبب في تليف وتشنج جزء من العضلة القابضة الداخلية للشرج، وهذا ما هو حاصل عندك؛ حيث إن الألم يكون من انقباض عضلة الشرج أيضا.
أما العلاج فيكون بالتخلص من الإمساك أولا، وذلك بالتالي:
- تناول طعام غني بالألياف مثل: الخضر، والفاكهة، وتناول كميات كبيرة من السوائل لعلاج الإمساك، فعليك أن تتناول على الأقل من 8-10 أكواب من الماء كل يوم أو أكثر في أيام الصيف.
- تناول الملينات مثل: (Agiolax) ملعقة مرتين في اليوم.
- عمل مغطس دافئ لمنطقة الشرج لمدة عشرين دقيقة ثلاث مرات في اليوم.
- التقليل من الجلوس على الأرض فترة طويلة.
- من الأدوية التي تستخدم هي: (xyloproct)، وهو عبارة عن مرهم مسكن، يلين العضلة العاصرة لفتحة الشرج، ويدهن به فتحة الشرج قبل التبرز, مع الحرص على نظافة اليدين.
في إحدى الدراسات وجد أن استخدام ( Nitroglycerine 0.2% Ointment ) -ويجب الانتباه إلى أن لا يكون 2% المستخدم للقلب - يساعد على شفاء الشرخ المزمن في 70% من الحالات؛ لأنه يرخي العضلة المعصرة للشرج، وتقلص العضلة هو السبب في عدم الالتئام، ويكون ذلك بوضع كمية قليلة منه على عود قطن، ثم إدخاله قليلا فقط في الشرج, ومسحه هناك مرتين في اليوم، وقد يسبب الصداع، والدوخة؛ لذا فإنه يستخدم أول مرة في الليل عند النوم، وهناك أيضا - إن وجد - ( Nifedipine Ointment 2% )، فيمكن استخدامه بدلا عن النتروغليسيسرين.
في بعض الحالات يتم إعطاء حقن البوتيوليزم ( البوتوكس ) في الشرج، وقد يفيد في كثير من الأحيان.
وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالأدوية هي عملية الشرخ عبارة عن قطع العضلة الضامة الداخلية للشرج تحت تخدير كامل.
بارك الله فيك وشفاك.