السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 28 عاما، طولي 170، ووزني 78، بدأت مشكلتي منذ حوالي ثمانية أشهر، حيث كنت أتمرن في إحدى صالات الألعاب الرياضية، وبعد مضي شهر من التمارين، وأثناء أداء التمرين شعرت بدوخة قوية وضيق بالتنفس وضربات قلب سريعة جدا، وكنت على وشك مفارقة الحياة، وتم نقلي سريعا إلى المستشفى، وسرعان ما تم فحصي، فكان ضغط الدم 150/100، وضربات القلب 130، وقاموا بفحص درجة الحرارة وكانت طبيعية، ورسم للقلب وكان طبيعيا، وعمل فحص للدم وكان طبيعيا، فقام الدكتور بإعطائي مسكنا وحبوب فيتامين B مركب، وقال إنه إرهاق، ومنذ ذلك اليوم لم أذق طعم الراحة، فلم تهدأ الأعراض وظلت معي.
ذهبت بعدها مرة أخرى للمستشفى، فلم أشعر بالتحسن، دوخة وضيق قوي في التنفس، وعملت فحصا للصدر بالأشعة، ورسم قلب، وتحليل دم، وكل النتائج سليمة، وظلت الأعراض كما هي، وبعدها بشهر ذهب إلى دكتور وعملت فحوصات شاملة، تحليلا للسكر وللدهون ولوظائف الكلى والكبد، وصورة دم، وكل شيء سليم، وتحليل براز وتحليل جرثومة المعدة، وتحليل الغدة الدرقية، وكل النتائج سليمة، عملت فحصا للقلب إيكو، وكان سليما، وكان تشخيص الدكتور أنه ارتجاع للمريء.
أخذت علاج ارتجاع المريء لمدة شهرين، ولم أتحسن، ولكن الأعراض بدأت تخف تدريجيا، ومازلت مستمرا على علاج ارتجاع المريء، وكلما توقفت عن العلاج رجعت المشكلة وبدأت أحس بحموضة، رغم أني لم أشتك من الحموضة في بادئ الأمر، وهي ضيق تنفس ونبض في البطن واضح عندما أنظر لبطني.
غازات وألم في البطن تحت القفص الصدري، مرة من اليمين ومرة من اليسار، ومرة من المنتصف، ومرة في كل كان، وألم في ظهري من ناحية الكتف، ولكنه غير مستمر، والإخراج عندي غير منتظم، وأحس أن الأكل غير مهضوم، وإمساك وبواسير وقمت بمعالجتها بالأدوية، نفسيتي تعبت، وأنا أعتقد أن الأكل يتسبب فيما أنا فيه.
الرجاء التكرم بالرد على تلك الرسالة، وهل هناك تحاليل أخرى أقوم بها؟ وشكرا لسعة صدركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ RAMY حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله أن التحاليل والفحوصات الطبية طبيعية، فهذا يستبعد أي مشكلة عضوية في القلب أو في الصدر، ولابد وأنه حصل في هذا اليوم تسارع في ضربات القلب، فأنت قلت إن النبض كان 130 في الدقيقة، وقلت إن التخطيط طبيعي، فعلى الأكثر أنه ليس طبيعيا؛ لأن زيادة النبض ستظهر في التخطيط، وكذلك قد يظهر نوع الاضطراب في نظم القلب المسبب للتسارع، وإذا كان التسارع شديدا فإن الإنسان قد يحس بالدوخة، وقد يغيب عن الوعي، مع الإحساس بضيق في النفس، وكأن الشخص يفارق الحياة -كما وصفته- وعند وصول المريض إلى الطوارئ قد يكون اضطراب النظم القلبي قد تحسن، إلا أنه بسبب الخوف والتوتر المرافقين قد يبقى النبض سريعا، ويكون هناك ارتفاع في الضغط.
وأما عن سبب هذه الأعراض التي تعاني منها الآن، فقد ذكرت أن الأعراض تحسنت -ولله الحمد- مع تناول أدوية الارتجاع، والارتجاع من الأمراض التي قد تعطي أعراضا كثيرة غير الإحساس بالحرقة، ومنها آلام الصدر، والسعال، ومنها أيضا الإحساس بالطعم المعدني.
الأعراض العديدة التي تشكو منها من آلام في البطن، وإمساك، والاضطرابات الأخرى، هي أعراض قولون عصبي، وهي لها علاقة بالتوتر والقلق، وواضح من رسالتك المعاناة، إلا أن هناك أمورا مطمئنة -ولله الحمد- والعامل النفسي في استمرار بعض الأعراض، خاصة عندما يتوقع المريض أن تظهر التحاليل أو الصور سبب الأعراض التي يعاني منها، ويبقى عنده شك أن هناك أمرا لم يكتشفه الأطباء، ولذا يبقى يحاول بشتى الطرق أن يجري جميع التحاليل والصور الأخرى.
من الأدوية التي تساعد في علاج القولون العصبي وتخفف من القلق -بإذن الله- دواء دوغماتيل Dogmatil (Suplride) وتكون الجرعة حبة مرتين في اليوم، وبالنسبة للإمساك فإن العلاج يتطلب كثرة شرب الماء، وتناول الخضار والأطعمة التي تحتوي على الألياف، والإقلال من الشاي الثقيل، وتناول بعض الفواكه التي تحتوي على الألياف مثل التفاح والخوخ (البرقوق).
من الأمور التي تفيد -بإذن الله- شغل نفسك بالرياضة، كالجري أو المشي، وكذلك تمارين الاسترخاء، وستجد شرحا لها في كثير من المواقع، وهذه تفيد في علاج التوتر والقلق، وحالات القولون العصبي.
إن لم يتحسن الوضع، فيمكن تناول بعض الأدوية التي تساعد على التخلص من الإمساك مثل: agiolax، وهو مركب عشبي يساعد -بإذن الله- في التخلص من الإمساك، إلا أنه يجب أن يتم تناول الكثير من السوائل معه.
بارك الله فيك وعافاك.