أشعر أن زوجي يفكر بأختي، فكيف أتصرف؟

0 700

السؤال

السلام عليكم.

شكرا لكم على هذا الموقع الرائع وأتمنى مساعدتي.

أنا متزوجة منذ 5 سنوات، في السابق لم أكن أعرف أن هناك أمورا لا تذكر أمام الزوج، كنت أفعلها بصراحة، كنت أتكلم كثيرا عن أختي لزوجي أنها هي أسمن مني، وأنها تشاهد البرامج الأجنبية، مرات يكون هذا من ضمن حديثنا، ثم وبدأت أقرأ وأتعلم، وعرفت أن هذا خطأ وتركت ما كنت أفعله.

أحسست في بعض الأحيان أنه يفكر بأختي، وأنها هي أفضل مني، وأنه تورط عندما تزوجني، وأني أفكر بهم، ومن أطلب منه شيء ينسى بكل سهولة، ولكن من تطلب منه أمي شيء، أو أنا أطلب منه شيء يوصله لبيت أمي لا ينسى أبدا، في نفس الساعة يذهب، وأظل أفكر أنه سيراها حتى لو كان بالصدفة، ودائما يسأل عنها بحجة أنه سؤال عادي، وتأخذني الأفكار.

أختي مغرورة، ومن أذهب إلى بيت أمي تحاول أن تظهر أنها هي الأجمل، وتطلق تعليقات سخيفة، وتضحك لتجعله ينتبه لها، أنا خائفة أن الذي ببالي هو الصحيح.

كيف أتعامل معه؟ مع العلم أن حياتنا مستقرة، ولولا بعض المنغصات، أحيانا يقول لي: أنت في بعض الأوقات تكوني سعيدة وتقلبين البيت نكدا، أرد عليه وهل ذلك من دون سبب؟ يقول أنت المخطئة، تعبت من الجدال ووصلت لمرحلة الخرس الزوجي، كيف أكمل لا أعرف؟

أرجوكم أشيروا علي.

ساعدوني أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يصلح لك زوجك، وأن يصلح ما بينك وبينه، وأن يجملك في عينه، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فإنه مما لا شك فيه أن وصفك لأختك أمام زوجك ترك أثره في نفسه بصورة أو بأخرى، ولعلك كنت معذورة لعدم معرفتك بالأشياء التي ينبغي أن تقال والتي لا يجوز أن تقال، هذه المسألة من المسائل التي لم يهملها الشرع، لأن الله -سبحانه وتعالى جل جلاله- أخبرنا بقوله: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه} ومن هنا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تصف المرأة (أو الزوجة) أي امرأة أجنبية لزوجها، لماذا؟ لاحتمال أن يتعلق بها، وهذا الذي تشيرين إليه، والذي بدأت كذلك تلاحظينه من تصرفات زوجك، فهو يسأل عن أختك، وكلما أتيحت الفرصة ليذهب إلى والدتك عندما تطلبين منه شيئا فإنه يعجل بذلك ويذهب مسرعا، كما ذكرت لاحتمال أنه يريد أن يرى أختك، خاصة وأن أختك أيضا في ذات الوقت لديها أسلوب يجعل الرجل ينتبه لها، خاصة -وكما ذكرت- أنها تضحك ضحكات عالية تجعل زوجك ينتبه لها، وغير ذلك.

فأنا أقول: إن هذه التصرفات التي وقعت منك هي سبب هذه المشاكل، ورغم أن الله -تبارك وتعالى- قد أكرمك بحياة مستقرة إلى حد كبير، إلا أنها لا تخلو من بعض المنغصات التي جرت بها العادة، وهذا أمر طبيعي، إلا أننا حقيقة نحتاج إلى أن نقضي على هذه المنغصات، لأن هذه المنغصات لو ازدادت وتكاثرت وزادت عن حدها وأطلقنا لها العنان قد تعصف باستقرار الأسرة تماما، خاصة وأن خمس سنوات ليست طويلة في حياة الأسرة، وإنما أنتما ما زلتما في بداية السلم الزوجي.

فأنا أرى بارك الله فيك أن تجتهدي في البحث عن العوامل التي تؤدي إلى وجود هذه المنغصات والخلافات وتحاولي القضاء عليها، حتى وإن كان زوجك يتهمك بأنك إذا كنت مرحة أو إذا كنت سعيدة تقلبين البيت وتحولينه إلى نكد، هذا الكلام قد يقوله الرجل ولا يقصد حقيقته، ولكنه أيضا في نفس الوقت ينبغي أن يكون محل اهتمام منك.

فأتمنى بارك الله فيك أن تهتمي بنفسك اهتماما شديدا، خاصة النظافة الشخصية، خاصة رائحة الفم، ورائحة الجسد، وأن تجعلي غرفة نومك كما لو كانت قطعة من الجنة، وأن تلبسي له الملابس المثيرة في وقت الإثارة والملابس الجميلة أيضا الراقية في الأوقات العادية، وأن تستقبلينه عند الباب عندما يدخل بعد عمله إلى بيته، وأن تحاولي أن تسمعيه كلمات الحب، فإن هذا الكلام يجعله مغمورا بما هو في حاجة إليه، لأن أحيانا قد تترك الزوجة بعض الثغرات التي ينفذ الشيطان منها إلى الحياة الزوجية فيؤدي إلى نوع من الفتور العاطفي، بل قد يؤدي أيضا إلى إضعاف العلاقة الأسرية الحميمية داخل الأسرة.

فأنت بارك الله فيك نظرا للوضع المتعلق بأختك وضعا ليس طبيعيا، وإن كنت لم تري شيئا حقيقيا، ولكن هذه كلها أشياء كلها قرائن، ولكنها ليست أدلة على تعلق زوجك بأختك تعلقا شديدا، إلا أننا في أمس الحاجة أن نقضي على هذا الباب أو هذا المدخل الشيطاني تماما، لأنه لن يتم القضاء عليه بصفة كلية إلا بأن تكوني أنت عروسة كل ليلة، (عروسة كل ليلة) حتى إذا ما نظر زوجك إليك وتوفرت لديه القناعة بأنك أفضل من كل أحد، وأنك من أجمل نساء الدنيا، وأنه ليس في حاجة أن يفكر لا في أختك ولا في غيرها.

هذه فرصة لمحاولة الإصلاح، إصلاح الخطأ الذي وقعت فيه عندما وصفت أختك له بأنها أسمن، أو أن فيها بعض الصفات التي لا توجد فيك.

كذلك عليك -بارك الله فيك- بالمحافظة على طاعة الله، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأكثري من الدعاء أن يحفظ الله لك قلب زوجك، وألا يحوله عنك إلى غيرك، كذلك أيضا أكثري من الدعاء له أن يحفظه الله من الوقوع في الحرام أو النظر في الحرام، لأن الدعاء سلاح عجيب، وهو أكيد المفعول شديد التأثير عظيم الفائدة، وإن كنا نظن أن أمر الدعاء أمر عاديا، ولكن في الحقيقة الأمر ليس كذلك، فإن الدعاء هذا قد أباد الله به شعوبا، ودمر به حضارات عدت عن أمر ربها وعصت، وخالفت أمر الله تعالى فعاقبها الله تعالى عقابا شديدا.

فعليك بالدعاء والإلحاح على الله -تبارك وتعالى-، كما أوصيك بضرورة الاهتمام بنفسك كما أشرت إليك، وإضافة إلى ذلك: الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بنية أن يرزق الله -تبارك وتعالى- حياتك الأمن والأمان والاستقرار، كذلك أوصيك أيضا بترك الجدل، لأنه عندما يتكلم كلاما وتشعرين بأنه فيه قدر من المبالغة أو فيه مجاوزة للحقيقة، لا تردي عليه، وإنما تقولي: (ما دامت هذه وجهة نظرك فأنا أحترم وجهة نظرك، وأنا أعلم أنك صاحب ذوق رفيع، وأنك رجل لا تحب الظلم) وشيء من هذا القبيل يؤدي إلى إطفاء نار الخلاف التي قد تشتعل فتأكل الأخضر واليابس.

أسأل الله تعالى أن يصلح ذات بينكما، وأن يؤلف على الخير قلوبكما، وأن يديم المحبة بينكما، وأن يذهب عنكما كل شر، وأن يجلب لكما كل خير، هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات