السؤال
مشكلتى تبدأ منذ عدة سنوات، في يوم ما وأنا أجلس مع أصدقائي حكى لنا أحدهم قصة عن الجن، وفجأة شعرت بأنني مغيب تماما عن الواقع، شعرت أن الأشياء والناس تبدو غير حقيقية، أو بعيدة، أو اصطناعية، أو فاقدة للون أو الحياة، كأنني أصبحت شبحا، لا أحس بجسدي، والآن أشعر بأن قدرتي على التركيز والاستيعاب قد نقصت، وأصبحت متقلب المزاج، وأشعر بإحباط رهيب، أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي يظهر لي أن لديك شخصية حساسة، وربما تكون عاطفيا ووجدانيا، وقد تكون أيضا سريع التأثر.
القصص عن الجن وعن الغيبيات وعن الخوارق دائما تجدها مثيرة لفضول الإنسان، وبعض الناس يقع عليهم ما نسميه بالتأثير الإيحائي الشديد، أي حين يسمع ما يقال وما يحتويه من معاني قد تكون غريبة جدا وجاذبة لتخيل الإنسان، هنا يتغير الإنسان ويدخل في حالة مما نسميه بـ (Trance) ويقصد بها أن الإنسان يدخل في شبه غيبوبة، بالرغم من يقظته، وينجذب وجدانه وعواطفه بعيدا عمن حوله، ويصبح متأكدا من ذاته أو محيطه، وتعتبر حالة نفسية بسيطة جدا ليست خطيرة، بالرغم من غرابتها، وهذا هو الذي حدث لك، واضطراب التركيز قد يكون مرتبطا بظهور قلق في تلك اللحظة أيضا.
بالنسبة لتقلب المزاج والشعور بالإحباط: يظهر أيضا أنك عرضة لتقلبات المزاج، بمعنى أنه لديك الاستعداد ولديك الميول لمثل هذه التقلبات المزاجية. فهذا هو الذي حدث لك.
فيا أخي الكريم: كن أكثر ثقة في نفسك، أنت لست بمريض، حاول أن تمارس الرياضة، حاول أن تجعل لحياتك معنى، أن تغير من نمطها تجعله إيجابيا، كن بارا بوالديك، صل رحمك، عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، احرص على الصلاة في جماعة، فالصلاة في جماعة داعم كبير وعظيم ومثبت للمزاج، وباعث على الطمأنينة ولا شك في ذلك.
يوجد في مصر دواء بسيط جدا يعرف باسم (موتيفال) مضاد للقلق ومضاد للتوترات، ومثبت للمزاج، فلا مانع أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعلها حبة في الصباح وفي المساء لمدة شهر، ثم اجعلها حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول العلاج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، وأرجو أن تطمئن، فالحالة بسيطة جدا.