ما هي نصيحتكم لكي ينصلح حال أخي، ويعود إلى صوابه؟

0 331

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي عمره 25 سنة، تخرج في الجامعة قبل10 أيام بتقدير جيد جدا، تخصص التاريخ، والمشكلة تتلخص في أنه حصل على وظيفة في التدريس فور تخرجه، وهو يرفض تماما الالتحاق بعمله، ويتذرع بسبب تافه، وهو: أنه يلثغ لثغة بسيطة في حرف الراء، ووالدي ووالدتي في حال سيء جدا، ويكاد الحزن أن يقتلهم عليه.

عرضناه على أطباء نفسيين، وشيوخ لقراءة القرآن، وكلهم أجمعوا بأنه بخير، وليس عنده سوى توتر وقلق نفسي بسيط.

قبل سنوات، وحين أنهى أخي الثانوية، حصل على مقعد لدراسة الهندسة، وداوم في الجامعة لمدة يومين ثم هرب، وظللنا نحاول مرارا وتكرارا وهو يرفض الجامعة، يخرج في الصباح ويذهب للانترنت موهما إيانا بأنه ذاهب للجامعة، وهكذا حتى ضاعت سنتان من عمره، وفي النهاية درس التاريخ بلا رغبة، ولكنه أبدع فيه، وتخرج بتقدير جيد جدا، ليتعثر من جديد.

ولقد حاولت أن أعرض عليه الالتحاق بمركز للنطق، ولكنه لا يريد.


أرجوكم هل من حل؟ وما هذه الحال الغريبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نسرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكرك على الاهتمام بأمر أخيك.

هنالك إجماع من جانب الأطباء النفسانيين، وكذلك من المشايخ أن أخاك ليس لديه علة في النطق، ولا توجد حبسة لحرف الراء أو غيره.

سلوكه التجنبي للتدريس سبقه أيضا تجنبه لموضوع دراسة الهندسة، فربما يكون في الأصل ما يعرف بالشخصية التجنبية، وهي شخصية قلقة متوترة بطبيعتها، ومثل هذه الشخصيات تجد صعوبة كبيرة جدا في المواجهات.

أعتقد أن هذا الأخ يحتاج لمن يجلس معه بشيء من المعرفة فيما يخص القلق والتوتر، ليطلعه على أن القلق والتوتر الذي يعاني منه هو قلق إيجابي، وليس قلقا سلبيا، لأن الإنسان حين يريد الشروع في أي نشاط جديد، أو مهنة جديدة فيها شيء من المواجهات، فإنه يأتيه القلق، والتوتر، والتوجس، والتخوف، حول أدائه، وهذا أمر طبيعي جدا، وهذا القلق هو المحفز الحقيقي للإنسان ليكون منتجا ومجيدا لما يقوم به.

إذن هو محتاج إلى نوع من التفسير والاستبصار حول حقيقة القلق. هذا هو الأمر الأول.

الأمر الثاني: دعوه يقوم بعرض بعض المواضيع وإلقائها على نفسه بصوت عال، ويسجل ما يقوم به من أداء، وبعد ذلك يستمع لنفسه. ومثل هذا التعريض في الخيال – كما يسمى – هو نوع من التحسين التدريجي السلوكي، ليجعله يتواءم ويتواكب مع نفسه، ويمكنه أن يتصور نفسه أنه يقوم بإلقاء درس على الطلاب، وهذا أيضا يجب أن يسجله ويستمع لنفسه مرة أخرى، وهنا سوف تتحسن قناعاته الشخصية بأن مقدراته أفضل مما يتصور، وأنه ليس لديه علة في النطق، هذه من الطرق الجيدة والطرق المفيدة جدا.

خطوة علاجية أخرى: أعتقد أن هذا الأخ لو تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف الاجتماعية، مثل: عقار زيروكسات، فإنه سيستفيد كثيرا، وجرعة الزيروكسات في حالته جرعة صغيرة، يبدأ بنصف حبة – أي عشرة مليجرام – يتناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك يجعلها حبة كاملة يتناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء بديع جدا وممتاز جدا، وإن شاء الله تعالى سوف يزيل عنه القلق والتوتر الاجتماعي على وجه الخصوص.

خامسا: مراجعته للمشايخ أعتقد أنها مهمة، وذلك لتحسين مخارجه للحروف، والمشايخ بفضل الله تعالى لديهم القدرة على الإقناع وعلى تحسين النطق حتى بالنسبة لعامة الناس الذين لا يشتكون من علل، فدعوه يتواصل مع أحد المشايخ، هذا سيفيده كثيرا.

سادسا: تمارين الاسترخاء مهمة جدا لهذا الأخ، فأرجو أن يتدرب عليها، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم 2136015 أرجو أن يطلع عليها، ويحاول أن يأخذ بما فيها من إرشاد عله يفيده.

النقطة الأخيرة: دعونا أن نجعل لهذا الأخ أنشطة أخرى تخرجه من التفكير حول موضوع التدريس، وهذا سوف يزيد الرغبة لديه في التدريس، والأنشطة التي أقصدها، أن يكون له دور في حياة الأسرة، أن يكلف بعض الأمور والأنشطة الأسرية، أن يشارك في المناسبات الاجتماعية، وأن نجعله دائما في المقدمة كما يقولون، هذا يفيده كثيرا.

موضوع مركز النطق قد لا يكون مقنعا له، لأنه يرى أن علته فوق العلاج، فأعتقد أن الطرق التي ذكرتها ربما تساعده.

أشكرك على اهتمامك بأمر أخيك وعلى ثقتك في إسلام ويب، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات