أبي يعاني من مرض الزهايمر.. فما الحل؟ وكيف نتعامل معه؟

0 686

السؤال

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته

أبي يعاني من مرض الزهايمر، وعمره 67 سنة، وقد اكتشفنا هذا المرض منذ سنة ونصف تقريبا، وقد كان يعاني من قلق، وتوتر، وخوف، وعدم التركيز، والنوم، كما أنه كان ينسى بعض الأشياء، مثل: عدد أولاده، والأسماء، والأماكن أيضا، فأخذناه للطبيب، وأعطي له دواء أبيكسا حبة في اليوم، وزبريكسا 5ملم حبة في اليوم، ونتروبيل 3 حبات في اليوم 800 جرام، و psychodal.

ولكن حالة أبي في تدهور، حيث أنه لا ينام نهائيا، وكثير الحركة والكلام في البيت، ولا يتذكر الأشياء، ويخطئ في الكلام – لا ينطق بشكل صحيح - وبعدها عرضناه على دكتور آخر، وحذف له النتروبيل، والسيكودال، وأضاف له نصف حبة منوم في الليل لينام مع الدواءين الآخرين المتبقيين.

ولكن المشكلة الآن أنه كثير الحركة والكلام في البيت، والسؤال هو: مازالت ذاكرته في تدهور، وتصرفاته غريبة، حتى أنه لا يفرق بين الحمام والغرفة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام لبيد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله لوالدك الشفاء ونشكرك على اهتمامك بأمره، وهذا من البر به.

علة الزهايمر لا تعني أبدا ضعف الذاكرة فقط، فهو مرض قد يؤدي إلى اضطراب في السلوك، واضطراب في الحركة، واضطراب في النوم، واضطراب كبير في الارتباط بالواقع، وهكذا.

الأمر يتطلب منكم الصبر والتواؤم، وأنا أرى أن الله تعالى قد فتح لكم بابا من أبواب الجنة من خلال العناية بالوالد، وطرق المساعد الطبية متوفرة بتوفيق الله تعالى، وهنالك ما نسميه بالتوجيه الإرشادي للأسر التي يعاني أحد أفرادها من الزهايمر، ومن أهم الأشياء أن يكون هنالك نوع من التناوب فيما يخص العناية به، ويجب أن لا يكون العبء على شخص واحد، فهذا مهم جدا، وكثيرا ما تنعكس الساعة البيولوجية لدى مرضى الزهايمر، بأن يكون النوم نهارا والاستيقاظ ليلا، وهذا مزعج، والآن التوجه الطبي هو أن لا تتغير هذه الساعة البيولوجية، وأن تترك كما هي، وهذا بالطبع يتطلب الكثير من التضحية والمراقبة، ويجب أن تكون هنالك محاذير من أجل حمايته، وأن تغلق الأبواب، وأن يكون هنالك حذر شديد حين دخوله الحمام، حيث أن هؤلاء المرضى عرضة أكثر من غيرهم لكسر عظم الحوض.

وبالنسبة لما يقوله بالطبع، ويملأ ذاكرته، والفراغات التي بها من خلال معلومات غير صحيحة، فهذا معروف من علة الزهايمر، وكثرة الحركات، ووجودها عند البعض، لكنها تقل تلقائيا.

ومن الأفضل دائما إعطاؤه المعلومات، وليس سؤاله عنها، قدموا أنفسكم دائما له مثلا أنا فلان، والوقت الآن كذا، وهذا هو الإفطار، وهذا طعام الغداء، ويعطى المعلومات البسيطة جدا، ولا يسأل عن أي شيء، لأن السؤال للاستذكار يزيد من قلقه وانفعالاته، فهو يجب أن يزود بالمعلومات البسيطة مثل الطفل الصغير، هذا مهم ومهم جدا.

وبالنسبة للعلاج الدوائي الأمر يتطلب المتابعة، وهنالك أدوية ممتازة جدا تخفف من الحركة، ولكن يعرف أن هذه النوعية من المرضى حساسة جدا للأدوية، بعضهم يحتمل جرعة كبيرة، وبعضهم لا يحتمل الجرعات، ونوعية الأدوية مثلا عقار قديم، مثل: هلوبربادولHaloperidol يفيد هؤلاء المرضى في بعض الأحيان.

وفيما يخص كثرة الحركة، وذلك بالرغم من أن الزبراكسا دواء جميل جدا، إذن الأمر يترك للطبيب المختص في طب كبار السن أو الطبيب النفسي المختص في متلازم الخرف.

أعتقد أن عقار ابيكسا مهم، وقد يفيده، وإذا لم يفده خلال ستة أشهر، ولا فائدة كبيرة، هنا يمكن أن يحاول عقار ريمانيل، والبعض يعطي الريمانيل مع الإبيكسا، وتوجد فنيات كثيرة في هذا الأمر، كما ذكرت لك من الأدوية التي قد تقلل الحركة، عقار هلوبريادول، وهو عقار قديم جدا، وزبراكسا أرى أنه دواء جيد، ويمكن تناوله ليلا، وهنالك دواء آخر يعرف باسم: السيركويل.

فإذن - الحمد لله - الخيارات كثيرة، وكثيرة جدا، أرجو أن لا تنزعجي أبدا للتدهور الذي حصل للوالد، فهذه طبيعة الزهايمر، والرئيس الأمريكي الأسبق (ريقن)، والذي كان يحكم أكبر دولة في العالم، كان لا يعرف زوجته نانسي خلال السنتين الأخيرتين قبل وفاته، وهذا يدل على فظاعة علة الزهايمر.

اجتهدوا مع والدكم، فهذا باب من أبواب الخير فتحه الله تعالى لكم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات