أبي تزوج من ثانية وهجر أمي... فما نصيحتكم؟

0 534

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبي متزوج زوجة ثانية، وهجر أمي وأبناء أمي، لا يحبهم أو يحب التواصل معهم، وهو صعب التعامل، وأي كلام تقوله زوجته مصدق لها، وهي تكرهنا جدا، وعلى العلن، لكن عند أبي تبين له أنها تحبنا!

أبي لا يرى سوى أولادها أبناء له، وأمي شخصيتها ضعيفة جدا، كيف أتعامل مع أبي وزوجته القاسية؟

أريد حلا لجميع العائلة للتعامل، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يصلح لكم الأحوال، وأن يلهم هذا الوالد السداد والصواب، ونسأل الله أن يجنبه من الظلم، فإن مرتع مبتغيه وخيم، والإنسان إذا كانت له أكثر من زوجة فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل، بل إننا نلاحظ في الدنيا كثيرين يصابون بالشلل لأجل هذا الظلم والعياذ بالله.

ما أحوجنا إلى أن نذكر هذا الوالد – ونذكر هذا الأب – بضرورة أن يعدل بين أولاده، وأن يعدل بين زوجتيه، لأن هذا هو الذي تأمر به هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.

أنت -ولله الحمد- في مرحلة استطعت أن تكتبي هذه الاستشارة التي تدل على نضج ووعي وعقل، فاجتهدي في الإصلاح، واجتهدي في تقليل الشقة، وشجعي الوالدة على التواصل مع الوالد، وألا تكون سلبية، وأن تقوم بواجباتها كاملة، وألا تعطي فرصة لهذا الأب حتى لا يصدق تلك الزوجة التي تمثل وتلعب أدوارا هي كاذبة فيها، ولابسة ثوب زور يوشك أن ينكشف.

إذن أنت ينبغي أن يكون لك دور في نصح الأب، والاقتراب منه، ينبغي أن يكون لك دور كذلك في نصح الوالدة، وتشجعيها على حسن التواصل مع الأب والوفاء له ونسيان ما حدث.

الشرع يبيح للرجل أن يتزوج زوجة ثانية وثالثة، لكن الشرع لا يقبل منه الظلم، والشرع لا يقبل من الوالدة أيضا إذا ظلم الوالد أن تقصر في واجبها، فإذن نتمنى أن يكون لك دور وتكون لك رسالة، وعليك أن تبحثي في أسباب الاختلاف، الأسباب التي تثير المشاكل دائما.

ذكري الوالدة أن من حقها أن تطلب ما تريد، لكن ليس من حقها أن تقارن، وليس من الحكمة أن تقول: (مثل ما جئت لفلانة أن تعطيني كذا، ومثل ما اشتريت لفلانة تشتري لي) وإنما تطلب ما تريد، تقول: (اشتري لي كذا) دون أن تأتي بسيرة الزوجة الثانية، ودون أن تتكلم عنها لا بخير ولا بشر، وإن تكلمت عنها بخير فهذا دليل على أنها قهرت نفسها، وإن كانت لا تستطيع هذا فلا أقل من أن تمسك لسانها، فلا تعطي الحسنات التي جمعتها لتلك الزوجة أو لغيرها.

عليكم كذلك أيضا أن تحرصوا على بر الوالد والإحسان إليه، وإكرامه عندما يأتي إلى البيت، لأن الرجل إذا جاء البيت فوجد الحفاوة والاحترام وحسن الاستقبال فإنه سيكون في البيت، أما إذا جاء البيت فوجد النقاش والجدال وما يثير غضبه وتوتره فهذا سيدفعه للهروب من المنزل، والبعد عن البيت، والوالدة هي الخاسر الأول في هذه الحالة.

لذلك هذا ما نتمنى أن يكون واضحا، وأرجو أن تعلم الوالدة أن كثيرا من الزوجات تزوج عليهن أزواجهن، فلما حرصن على حسن التعامل معهم وحسن الوفاء لهم كسبن الجولة، بل بعضهم طلق زوجته الجديدة لأنه جاء نادما يعتذر من زوجته على هذا الذي فعل؛ لذلك ينبغي أن تكون الوالدة أقرب من الوالد أكثر، وألا تستمع لكلام من يحرضنها، بل يدفعنها إلى الهاوية عبر معاندة هذا الوالد.

أرجو كذلك أنتم معشر الأبناء والبنات أن تتذكروا أن هذه والدة وطاعتها واجبة، وأن هذا والد وطاعته واجبة، فالوالد ينبغي أن يطاع، وينبغي أن يشجعكم على بر الوالدة، والوالدة من حقها أن تطاع ومن واجبها أن تدلكم وتدعوكم إلى احترام الوالد، ومساعدته في ظروف هذه الحياة الصعبة، والوقوف إلى جواره.

إذا كانت الزوجة الثانية تمثل – كما قلت – وتتكلم بكلام هي غير صادقة فيه فإن النفاق لابد أن ينكشف، والمرائي يفضحه الله تبارك وتعالى، فلا تحزنوا على ما يحصل، فإن الحساب بين يدي الذي يعلم السر وأخفى، بين يدي من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وكم هو سعيد الذي يخرج من هذه الدنيا دون أن يظلم أحدا ودون أن يقصر في حق أحد.

نسأل الله تبارك وتعالى لكم التوفيق والسداد، وأن يؤلف بين القلوب، ونتمنى أن يكون لك دور، وسنكون سعداء بالتواصل مع الموقع، وشكرا لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات