السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بداية أود أن أشكركم أيها القائمون على هذا الموقع المتميز.
منذ 5 شهور وأنا خارجة من الدوام، أصبت بدوخة قوية، وبعدها حصل تسارع في نبضات القلب، وخوف شديد، وبعد تكرار الأمر أكثر من مرة، ذهبت للطبيب في أثناء فترة الخفقان، وقام الطبيب على الفور بعمل تخطيط للقلب، فكان النبض منتظما، ولكنه سريع، فقام أيضا بعمل صورة أشعة للقلب، وكانت النتيجة سليمة، فطلب مني عمل فحص للغدة الدرقية، فكانت النتيجة انخفاض في tsh وt4 , t3 طبيعية، فقال الطبيب: بأنه يشك بوجود فرط في النشاط، ولكن يجب إعادة الفحص بعد ثلاثة أسابيع.
وبعد مرور الفترة قمت بإعادة الفحص ( عند نفس المختبر )، فكانت النتيجة انخفاض tsh، وارتفاع في قيمة t4 ، فعندها قال لي الطبيب: أنني أعاني من فرط النشاط، ولكنني قرأت عن أعراض فرط النشاط، ومن ضمنها انخفاض الوزن، وحصول الإسهال وأنا على العكس أعاني من السمنة البسيطة، وأعاني من بعض الإمساك، فقمت بالذهاب لطبيب قلب باطني، فقام بعمل تخطيط للقلب، وفحص للأملاح حول القلب، وكانت النتيجة سليمة.
وبعدها قام بعمل التراساوند للغدة، فتبين أنها متضخمة، وقام بعدها بإعادة الفحص الخاص بالغدة، وطلب مني تغيير المختبر، وكانت النتيجة أن هناك انخفاضا في tsh ، وأن free t4 طبيعي، فعندها قال لي: بأنني أعاني من التهاب في الغدة ناتج عن التهاب مزمن كان لدي في البول، ولم تتم معالجته، حيث أن الطبيب عمل لي فحوصات دم، وضغط، وبول، وكلسترول، وقال لي: بأنه ربما أكون قد تعرضت لما يسمى بنوبة الهلع، نتيجة الضغوطات التي مرت علي، في تلك الفترة في البيت والعمل، وكذلك ربما كانت حالة عدم تشخيص سبب الخفقان قد زادت من حالة الهلع لدي، فقام بوصف دواء نورمنتين 25، لأني كنت أشكو من الخفقان بشدة، ولكني بعدها أصبحت أعاني من الأرق والدوخة بعد استعماله، فقام بوصف ديرلين 10 حبة صباحا وحبة مساء.
عندي عدة أسئلة، وأرجو أن يتسع صدركم لإجابتها:
أولا: أنا أعاني من خفقان عند النوم نغص على حياتي، بالإضافة إلى ضيق النفس، والخوف الشديد، والوسواس، وأترقب الموت، وأصبحت أراقب كل ألم، وكل نغزة أحس بها، فهل أنا أعاني من الغدة أم من القلب؟ وما تشخيصكم؟
كذلك منذ سنتين أعاني من آلام على فترات متفرقة في المعدة، وأصبحت هذه الأيام أعاني من حرقة بالثدي والصدر والمريء، وإحساس بالاختناق، فما سبب ذلك؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فهناك ما يسمى بزيادة نشاط الغدة الدرقية تحت السريري subclinical hypethyroidism ويعني بهذا: أن المريض يكون عنده انخفاض في TSH وأن تكون التحاليل الأخرى للغدة من T4, T3 طبيعية، والمريض قد لا يشكو من أية أعراض أو حتى عرض واحد مثل ما هو عندك، فأنت أعدت التحليل ثلاث مرات، وكان TSH منخفضا، لذا يفضل الاستمرار بالدواء الذي تتناولينه، وقد يلزم أيضا زيادة جرعة الدواء إن لزم، لكي يتم ضبط الأعراض.
وواضح وكما ذكرت من أنه لا يوجد عندك أية أعراض أخرى لفرط نشاط الغدة الدرقية، والتي ذكرتها، والتي لم تذكريها.
وأما عن آلام المعدة المزمنة، فكما تقولين أنها آلام متفرقة، فإنها قد لا يكون لها دلالة مرضية إن كانت متباعدة جدا، فقد يكون إما عسر هضم، أو طبيعة الطعام.
أما إن كانت متكررة، ولها ارتباط مع الطعام، وتوقيت معين بعد الطعام مثلا، فيكون السبب إما: التهاب في المعدة، أو قرحة في المعدة، وإن كانت في حالة الجوع، وتخف مع الأكل، فإن الأعراض قد تكون سببها القرحة الاثنى عشرية، ومن الأسباب: آلام البطن في منطقة المعدة، ومشاكل المرارة أيضا، وإن كان هناك إحساس بالحرقة أو الحموضة خلف الصدر، فيكون السبب هو الارتجاع المعدي المريئي، وهو قد يسبب آلاما في الصدر تشبه آلام القلب، وقد يشعر الإنسان بالاختناق كما هو عندك.
وواضح أن هناك عوامل نفسية لها دورها الكبير في استمرار الأعراض عندك، ويمكن تفسير الكثير من الأعراض التي تشكين منها بهذه العوامل، فالإحساس بالاختناق، وحرقة الثدي والصدر والمريء، ومراقبتك لكل شاردة وواردة في جسمك، يدل على ذلك.
وسأترك المجال لاستشاري الأمراض النفسية، ليعطيك رأيه في هذا الموضوع.
ونرجو من الله لك راحة البال والشفاء.
_______________________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة استشاري الأمراض الباطنية، وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم، استشاري الأمراض النفسية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
فكما أفادك الأخ استشاري الأمراض الباطنية، فإن موضوع الغدة الدرقية بسيط، وهو - إن شاء الله - محسوم تماما، أما بقية آلامك الجسدية، والتي معظمها مرتبطة بالجهاز الهضمي، فربما يكون القلق والتوتر الذي تعانين منه قد لعب دورا في ذلك، وهذا لا يعني أن لا تقابلي أخصائي الجهاز الهضمي، ومن الأفضل أن تقابليه لحسم كل شيء.
ومن المعروف أنه توجد علاقة وطيدة جدا بين نوبات القلق، ونوبات الهلع، واضطراب الجهاز الهضمي، والخفقان الذي حدث لك مع الخوف وضيق التنفس الشديد، وكذلك الوسوسة، والرغبة في الموت، فهي سمات أساسية من سمات ما نسميه بنوبات الفزع والهلع، والطبيب أعطاك التشخيص الصحيح في هذا السياق.
الذي أنصح به هو: أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين بسيطة جدا، وممتازة جدا، وقيمتها العلاجية كبيرة، وإن قابلت أخصائية نفسية تدربك على هذه التمارين فهذا طيب وجميل، وإن وجدت صعوبة في ذلك، فإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم 2136015، أرجو أن ترجعي إليها وتطبقيها، فهي تمارين مفيدة جدا.
الأمر الثاني: هو أن لا تتركي للفراغ مجالا، فالفراغ دائما ما يعطي الإنسان الشعور بأن الأعراض تسيطر عليه، لذا فالفاعلية، وإجادة إدارة الوقت له أثر إيجابي جدا، وأنت لديك الكثير الذي يمكن أن تقومي به، ومهنة التدريس هي مهنة تتطلب الكثير من الوقت، وكذلك بجانب واجباتك الأخرى.
أنت ذكرت أن الطبيب قد قام بوصف عقار ديرلين عشرة مليجرام صباحا وعشرة مليجرام مساء، وهذا الاسم اسم تجاري، والدواء غير معروف لي، فلذا أعطني الاسم العلمي، وسوف نفيدك بمعلومات حوله.
والأمر الآخر: أفضل دواء لعلاج هذه الحالات يعرف باسم استالوبرام، وهو دواء جيد جدا، ويسمى سبرالكس، وجرعته الفعلية عشر مليجرام، يتم تناولها يوميا لمدة شهر، وبعد ذلك يمكن أن تكون عشرين مليجراما، فإذا كان الديرلين هو نفس السبرالكس فهذا جيد ومفيد، - وإن شاء الله تعالى - سوف تنتفعين به كثيرا، وربما يكون العلاج علاجا آخر، ولكنه مفيد، فلو تم تزويدنا بالاسم العلمي، فإننا نكون شاكرين جدا، وإن استفدت من الدواء، فهذا يعني أنه دواء بالفعل جيد ومفيد.
وعموما كل الأدوية المضادة للقلق تساعد في مثل هذه الحالة، فإذن تشخيصنا لحالتك كما أفادك الطبيب أنك تعانين من ما يسمى بنشاط الغدة تحت السريري، وهو حالة بسيطة، وليس هنالك ما يشير إلى أنك تعانين أمراضا في القلب، ولكن بكل تأكيد يوجد لديك قلق المخاوف التوتري، مع وجود نوبات الفزع والهرع، وهذه الحالات أيضا حالات بسيطة، - وإن شاء الله - يتم علاجها من خلال ما ذكرناه لك من إرشاد.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا،ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.