السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عراقي، أبلغ من العمر 19 عاما، أعاني من الخجل المفرط منذ سنوات، ولدي أعراض أخرى عديدة سأسردها تباعا:
1- الخجل المفرط.
2- الاكتئاب وعدم الرغبة في العمل، أو الدراسة.
3- أحس دائما بالحرج، وأحرج من أمور لا ينبغي الحرج فيها.
6- أمارس العادة السرية (أجلكم الله) بكثرة وأدخن.
7- أناني!
8- الشك بداعي أو بدون داعي بالنجاسة مما سبب لي قلقا وتوترا، تناولت عقار زولوفت لمدة 15 يوما بمعدل حبة واحدة صباحا، فلم أجد أي نتيجة ملموسة فتركته...والآن أفكر بتناول عقار بروزاك فإذا رأيتموه يصلح لحالتي الرجاء منكم إعطائي الجرعة اليومية.
هذا وجزاكم الله خيرا...دمتم سالمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
تطور النفس، وتخليصها من الشوائب وبناء فكر ومعارف، ومهارات جديدة يتطلب أولا أن يتدارس الإنسان وبصدق وأمانة مع نفسه كل العيوب والممارسة الخاطئة التي يقوم بها، ثم يتخلص منها، ويكون صارما وجادا في ذلك، وبعد ذلك يسعى إلى إضافات جديدة في حياته إضافات تساعد على ارتقاء النفس وتطورها، بمعنى آخر لا يمكن للإنسان أن يبني نفسه بناء صحيحا إلا إذا صحح مساره وأضاف إضافات إيجابية لحياته، فأنت -أيها الفاضل الكريم- الآن لديك بالفعل أعراض قلق، وتوتر ومخاوف ووساوس، وشيء من الاكتئاب البسيط، هذه كلها توجد في بوتقة واحدة، وهي متداخلة ويمكن أن نسميها الاضطرابات الوجدانية ولديك الإشكالية الأخرى، وهي أكبر في نظري ألا هي موضوع التدخين، وممارسة العادة السرية.
ووصفك لنفسك بأنك أناني لا أعرف إلى أي مدى هذا الوصف دقيق، لكن عموما الأنانية سمة بغيضة كما تعلم، والذي أرجو منك هو أن تواجه نفسك مواجهة حقيقية، موضوع التدخين خطير جدا؛ لأن التدخين هو مدخل لكثير من الانحرافات المستقبلية خاصة فيما يخص تعاطي المخدرات والمسكرات، العادة السرية لها آثار وخيمة جدا على بناء الشخصية، خاصة بالنسبة للذين يتميزون بوجود الخجل سوف يحدث لهم انكباب أكثر على أنفسهم، وتحرم الشخص من التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات رشيدة، الافتقار إلى التعلم من الآخرين.
أيها الفاضل الكريم – صحح أخطاءك السلوكية، وهذا سوف يعود إن شاء الله تعالى بإيجابيات كثيرة.
بالنسبة للسلوك الإيجابي الآخر المطلوب هو تنظيم الوقت، وأن تحس بأهمية العلم، وتسعى لأن تكون من المتميزين، وعليك بالعلاقات الطيبة مع الرفقة الصالحة، وأن تكون بارا بوالديك، وأن تمارس الرياضة، وأن تساعد الضعيف هذا يبني شخصيتك بناء ممتازا، ويخرجك من موضوع الخجل، والانكباب على نفسك.
بالنسبة للعلاج الدوائي؛ الزولفت علاج ممتاز بالطبع، لكن أن يعطي فائدة علاجية حقيقية في أسبوعين، هذا لا يمكن، فإن أردت أن تتناول الزولفت فأرى أنه علاج ممتاز ومفيد، ويمكن أن تعطي الدواء فرصة أخرى بصورة صحيحة، وهي أن تبدأ بحبة واحدة كما فعلت سابقا واستمر عليها لمدة شهر بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم، أي (100) مليجرام، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة مسائية، أو بمعدل حبة صباحا ومساء وبعد أربعة أشهر على هذه الجرعة خفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناولها، فعالية الزولفت غالبا تبدأ بعد مضي أربعة إلى خمسة أسابيع وتصل ذروتها بعد ثلاثة أشهر من التناول المنتظم.
البروزاك لا أراه بديلا مناسبا لكن الزيروكسات سوف يكون بديلا مناسبا الجرعة تحسب كالآتي، تبدأ بنصف حبة أي عشر مليجرام تناولها يوميا لمدة أسبوعين بعد ذلك تجعلها حبة كاملة تستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها حبتين في اليوم، تتناولها بمعدل حبة في الصباح، وحبة في المساء، ومدة العلاج على هذه الجرعة العلاجية هو أربعة أشهر بعدها تخفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إذن خيارك إما أن يكون الزولفت أو الزيروكسات كلاهما جيد وممتاز لكن الدواء لا يمكن للإنسان أن يستفيد منه كاملا إلا إذا التزم بالجرعة المدة العلاجية المطلوبة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.