كيف أضمن أن دعائي أقوى من القضاء؟

1 538

السؤال

السلام عليكم.

كيف يا شيخنا يكون الدعاء أقوى من القضاء؟ وهل بالإلحاح وتكرار الدعاء كثيرا؟
لأني أدعو أن أتزوج من شخص معين، فكيف أضمن أن دعائي أقوى من القضاء؟
ثانيا: كيف ندعو دعاء "الاستيقاظ من النوم"؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ امل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك الحرص على الخير، ونسأل الله أن يحقق لك ما تريدين، وأن يجمع بينك وبين هذا الشاب على الخير في طاعة الله تبارك وتعالى، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، هو ولي ذلك والقادر عليه.

لا شك أن الدعاء سلاح عظيم يملكه المؤمن، والمؤمن إذا دعا الله ينبغي أن يدعو الله بقلب خاشع، بقلب حاضر، يدعو الله بيقين، يدعو الله وهو موقن بالإجابة، يدعو الله وهو مقبل على الله، يدعو الله ويعزم في المسألة، يدعو الله ويكرر ويلح في دعائه، يبدأ بالثناء على الله ثم بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يرفع حاجته، ثم يختم بالصلاة على النبي عليه صلوات الله وسلامه.

وإذا دعا الإنسان وراع هذه الآداب وغيرها وتحرى أوقات الإجابة -عند السجود، دبر الصلوات المكتوبات، جوف الليل الأخير، عند صياح الديكة، عند نزول الغيث، عند السفر، بين الأذان والإقامة، ساعة من يوم الجمعة، تحرى أوقات الإجابة وفعل ما عليه- كذلك أن يوقن أن الإجابة من الله تتنوع، فإنه ما من مسلم يدعو الله بدعوة إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يستجيب الله دعوته، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها، وإما أن يرفع عنه من البلاء والشرور مثلها.

فإذن أنت لست خاسرة، فلا تتوقفي عن التوجه إلى الله تبارك وتعالى، ولكن اعلمي أن الإجابة من الله تتنوع، فقد يستجيب الله الدعاء، أو يدخل لك الأجر، أو يرفع عنك من البلاء النازل والمصائب النازلة مثلها، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، فلا يرد قدر الله إلا بقدر الله، والدعاء من القدر، والفقيه من يرد أقدار الله بأقدار الله تبارك وتعالى، والذي يتخذ الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.

فالقضاء من الله، والدعاء توجه إلى الله تبارك وتعالى، والدعاء والقضاء يتعالجان بين السماء والأرض، فإذا كان الداعي قوي موقن يدعو الله بصدق وإلحاح وإخلاص رد الدعاء القضاء بأمر الله وفضله وإذنه، وإذا كان فيه شيء من الضعف ظل الدعاء والقضاء يتعالجان بين السماء والأرض، وإذا كان في الدعاء ضعف نزل البلاء ولكن بلطف وبتخفيف بسبب ذلك الدعاء.

فعليك أن تكثري من الدعاء واللجوء إلى الله، ولكن من المهم أن تكوني راضية بما يقدره الله، قال ابن القيم الجوزي: (كانوا يسألون الله فإن أعطاهم شكروه، وإن لم يعطهم كانوا بالمنع راضين، يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول: مثلك لا يجاب، أو: لعل المصلحة في ألا أجاب) مثلك لا يجاب: فيراجع نفسه ويلح في الدعاء، ويتجنب الذنوب والمعاصي، ويكثر من الاستغفار، ثم يعيد الكرة. ولعل المصلحة في ألا أجاب: وهذا معنى مهم، لأن الإنسان قد يمنعه الله إجابة الدعاء لأن هذا فيه مصلحته، فالإنسان قد يسأل سيارة يمنعه الله لأن موته سيكون عليها، يسأل الله أموال لا يعطيه الله لأن فساد دينه سيكون عليه.

ولذلك المهم أن ندعو ونلح ونرضى بما يأتينا من الله تبارك وتعالى، والدعاء له تأثير عظيم جدا خاصة إذا تحريت الآداب المذكورة والشرائط التي أشرنا إليها.

أما مسألة عندما يتعلق الإنسان من الليل في فراشه (إذا تعار من الليل) فمن السنة أن يذكر الله، وله أن يدعو الله، لأنها لحظة غفلة، والإنسان فيها يستجيب إلى الله ويدعو الله، ويتوجه إلى الله تبارك وتعالى، ودائما ليس العبرة في الدعاء ببلاغة ألفاظه، ولكن بصدق الداعي وحسن توجهه وفي إلحاحه وباضطراره، فالله يجيب المضطر إذا دعاه، بحسن تضرعه وإلحاحه في دعائه، فعليك أن تستخدمي هذه الأوقات، وأيضا إذا تقلبت في الفراش فعليك أن تغتنمي هذه الفرصة في اللجوء إلى الله.

أما سؤالك عن دعاء الاستيقاظ من النوم.
ففي الحديث: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمدلله الذي رد علي روحي, وعافاني في جسدي, وأذن لي بذكره. رواه الترمذي والنسائي.

وعن البراء بن عازب ـرضي الله عنهماـ قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا استيقظ من نومه قال: الحمدلله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور. رواه مسلم.

نسأل الله أن يحقق لك المراد، وأن يلهمك السداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات