البيبسي وضرره على صحة الإنسان

1 790

السؤال

السلام عليكم.

في السابق كنت نحيل البنية، وأعاني من سرعة امتصاص الأكل، وكل ما آكله لا يستمر في معدتي لدقائق إلا وأخرجه في الحمام، وقبل شهر توقفت عن شرب البيبسي، فلاحظت أن وزني زاد، وأنني لم أعد أعاني من مشكلة الإسهال والبراز الغامق الطري، ولا الشعور باضطرابات القولون، ثم بدأت أشرب المشروبات الغازية الأخرى، ولاحظت أنه لم تحصل معي مشكلة، ثم رجعت للبيبسي، ورجعت لي نفس الأعراض، ثم توقفت عنه ولجأت للمشروبات الغازية الأخرى، فلاحظت أن الأعراض اختفت من جديد، ثم مجددا رجعت للبيبسي ورجعت الأعراض !!

سؤالي: هل البيبسي يختلف عن بقية المشروبات الغازية؟ وهل لدي حساسية منه أو من المواد المركبة فيه؟ وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن البيبسي يحتوي على بعض المواد التي قد لا تكون موجودة في الأشربة الأخرى، ومن هذه المواد التي يحتويها البيبسي:

- مياه غازية تحتوي على ثاني أوكسيد الكربون، والذي يعطي الطعم اللاذع.
- شراب فركتوز الذرة المركز.
- لون الكراميل، وهذا الكراميل الذي يعطي لون البيبسي أو الكولا المعروف، ويستخرج من الذرة.
- السكر.
- حمض الفوسفوريك، وهو موجود في الكولا، أما في السفن أب فيوجد حمض السيتريك.
- الكافيين.
- حمض الليمون والنكهات الطبيعية.

ويعتقد أن سبب الإسهال بعد تناول البيبسي هو احتواؤه على سكر الفركتوز، الذي يمكن أن يسبب الإسهال، وكذلك فإن احتواءه على الكافيين يرخي العضلات في الأمعاء، فيحس الإنسان بحاجته للتغوط، ولذا فإن الإسهال سيتكرر.

وأود بعد أن أجبت على سؤالك أن أعرض عليك مقالة كنت قد كتبتها ونشرت في عدد شهر مارس عام 1998عن المشروبات الغازية لتعرف ضررها:

أطفالنا والمشروبات الغازية مجلة العربي مارس 1998

كثرت المشرويات الغازية في الآونة الأخيرة وتنوعت ألوانها، وطعومها، وأضحت واسعة الانتشار ويزداد استهلاكها بشكل كبير يوما بعد يوم، فهل لها من أضرار خاصة على أطفالنا؟

دخلت المشروبات الغازية كل البلدان حتى الفقيرة منها واستعاض كثير من الناس في بيوتهم وكثير من أصحاب المطاعم في مطاعمهم عن الماء بالمشروبات الغازية وأصبحت تقدم للضيوف في البيوت وللركاب في رحلات الطيران وفي المناسبات الرسمية وغير الرسمية ودخلت المدارس وصار لها مكائن للبيع الآلي تجدها أمامك في كل الأماكن حتى في الدوائر الرسمية.

وصارت تجلب هذه المشروبات إلى البيوت بالكميات الكبيرة كبقية الأطعمة أو كجزء منها وأضحى الصغار يتناولونها صباحا وظهرا ومساء مع كل وجبة طعام وفي أوقات أخرى دون وجبة طعام وأصبح عسيرا على أولياء الأمور صرف نظر أطفالهم أوإبعادهم عنها واستعاض العديد منهم بهذه المشروبات عن وجبات طعامهم.

وبنظرة إلى الإحصائيات في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية نرى أن استهلاك الفرد من هذه المشروبات قد زاد من 45 لترا سنويا عام 1960 إلى 149 لترا عام 1982 وزاد إنتاج هذه المشروبات بنسبة 13.5% بين عامي 1989 و 1994 وهذا يعكس ازديادا أكبر في استهلاكها.

ولعل ذلك يعود إلى الدعاية الضخمة التي قامت وتقوم بها الشركات المصنعة عبر السنين مما أدى إلى شعبية كبيرة لهذه المشروبات حيث تصرف ملايين الدولارات على الدعاية لترويج هذه المشروبات.

ويتم التركيز في الدعاية على فئة الشباب وعلى استخدام تعابير خاصة وعلى المتعة والانتعاش وإطفاء العطش الذي يرافق شرب هذه المشروبات- كما تذكر الدعاية- وكذلك على إقحام بعض نجوم الرياضة أو نجوم الشاشة ليكونوا أبطالا للدعاية.

كوكايين وكافايين.

يعود إنتاج المشروبات الغازية إلى القرن السابع عشر حيث أراد جوزيف برستلي الكيميائي، الإنجليزي تقليد مياه الينابيع الغازية والتي كان يعتقد أن لها أثرا علاجيا، فأضاف الصودا والكربونات للماء وسميت بماء الصودا. وتطورت صناعة المشروبات الغازية بعد ذلك بإضافة المواد المحلية ثم المواد ذات النكهة وصنعت الكوكا كولا لأول مرة عام 1886 في جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

واسم كوكا كولا مستخلص من كلمتين: كوكا وهو اسم الشجرة التي يستخرج من أوراقها الجافة مادة الكوكايين، واسم كولا وهو اسم شجرة تنتج نوعا من الجوز تستخدمه الشركة في صناعة الكوكاكولا، ويحتوي على مادة الكافيين المنبهة.

وتتركب المشروبات الغازية من الماء الذي ينقى من الشوائب ثم يعامل هذا الماء بطريقة خاصة لإدخال غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعطي هذه المشروبات خاصية الفوران وظهور الفقاقيع والطعم النافذ المميز ويمنع عطب هذه المشروبات.

وتضاف لها المواد التي تعطيها النكهة وتحليها، وهذه المواد هي مزيج من السكريات والأحماض مع مواد منكهة ومواد ملونة وتستخدم المواد المحلية الصناعية في بعض المشروبات. ومن الأحماض المستخدمة في تركيب المشروبات الغازية حمض السيتريك وحمض الفسفوريك، وأحماض أخرى تعطي الطعم اللاذع. أما المواد المنكهة فهي إما عصير فواكه أو زيوت من الفواكه أو زيوت من جذور أو أوراق بعض النباتات.

وتستخدم الكوكاكولا موادمنكهة من جوز الكولا Cola Nuts الذي يحتوي على مادة الكافيين، وتضاف المواد الملونة الغذائية لإعطاء المشروب لونا خاصا. فمثلا تضاف مادة الكراميل التي تعطي لون الكولا المعروف وهي تستخرج من الذرة.

وقد أجريت دراسة في إحدى الجامعات الأمريكية لمعرفة كمية الكافيين في المشروبات الغازية المتوافرة في الأسواق الأمريكية وشملت هذه الدراسة الكوكا كولا، دايت كولا، البيبسي ودايت بيبسي، والكولا الأخرى المحضرة من قبل شركات أخرى.

ووجد أن هذه المشروبات تحتوي على الكافيين وتتراوح كميتها في الكولا المعلبة بين 30- 50 ملجم تقريبا في عبوة من 330 ملجم من الكولا "وهو تقريبا حجم زجاجة أو علبة الكولا"، بينما كان محتوى الكافيين في الكولا التي تباع في المطاعم أكثر من ذلك. وهذه الكمية تعادل تقريبا كمية الكافيين الموجودة في فنجان القهوة الأمريكي.

وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن أهتمام الباحثين بأثر هذه المشروبات في صحة الإنسان، خاصة أن استهلاك الفرد اليومي قد أزداد وظهرت بعض المؤشرات الصحية من أن كثرة تعاطيها قد تسبب آثارا مرضية على المدى البعيد.

ولذا كان واجبا أن نشير إلى نتائج البحوث والدراسات الطبية حول هذا الموضوع.

من أين يأتي الأرق؟

إذا عدنا إلى محتوى هذه المشروبات من الكافيين نجد أن هذه الكمية ليست بالتي يمكن إهمالها، فقد أشار الباحثون إلى أنه على المستهلكين معرفة كمية وجود الكافيين في المشروبات الغازية خاصة المرضى الذين ينصحهم الأطباء بالابتعاد أو الإقلال من الكافيين مثل مرضى القلب أو مرضى القرحة الاثنى عشرية أو المرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة أو التهاب المريء أو الذين يشكون من الأرق.

وكما هو ملاحظ فإن حجم الزجاجات والعلب التي يتناولها الفرد يكبر يوما بعد يوم وبالتالي فإن محتواها من الكافيين يزداد وليس بالغريب أن يلاحظ بعض الآباء أن أولادهم يصابون بالأرق بعدما يشربون هذه المواد الغازية في المساء، وما ذلك إلا لوجود مادة الكافيين المنبهة للأعصاب بكمية قد تكون كبيرة بالنسبة لطفل صغير.

وبالإضافة إلى فعلها المنبه للجملة العصبية وأثرها في الجهاز الدوري فإن مادة الكافيين كذلك تسبب الصداع واضطرابات هضمية.

أما احتواء هذه المشروبات على بعض الأحماض مثل حمض الستريك وحمض الفوسفوريك، فإنه يحتاج إلى وقفة طبية. فقد أجريت دراسة في المكسيك على 33 نوعا من المشروبات الغازية و15 نوعا من عصائر الفواكه وتبين أن هذه المشروبات كلها لهـا طابع حامضي " PH تتراوح بين 2.26 و 3.96" وهذه تعتبر في العرف الطبي حامضية شديدة وذلك إذا علمنا وللمقارنة أن حموضة المعدة تقدر بـ PH من 1- 2.

وفي دراسة من إحدى الجامعات الأمريكية تبين أن هناك زيادة في شكوى بمحض الناس من زيادة في حموضة المعدة Heart Burn بعد تناول المشروبات الغازية ، وعصائر بعض الفواكه الحامضية وأوصى الباحثون بضرورة شرح هذه الظاهرة للمرضى الذين يشكون من زيادة حموضة المعدة والتهاب المريء الناجم عن تراخي الصمام بين المريء والمعدة Reflux EsophagitisAE

وللخاصية الحامضية لهذه المشروبات آثار أخرى خاصة على تسوس الأسنان فقد تم الكشف على 101 طفل في إحدى الولايات المتحدة وتبين أن أكثر من 80% عندهم تنخره في بعض الأسنان كما تبين أن هناك علاقة واضحة بين التسوس وزيادة تناول المشروبات الغازية التي تحتوي على حمض السيتريك، أو حمض الفوسفوريك وعصائر الفواكه الحامضية وأوصى الباحثون بضرورة الإقلال من هذه المشروبات خاصة للأطفال.

ومن هنا تتضح أهمية إسداء النصيحة للآباء الذين يودون المحافظة على أسنان أطفالهم بمراقبة المشروبات التي يتعاطاها الصغار والإقلال من المشروبات الغازية خاصة أن هذه المشروبات تحتوي كذلك على سكريات وهذه من شأنها أن تكون عاملا آخر يساعد في زيادة تنخر الأسنان.

وكثيرا ما نسمع أن هذه المشروبات الغازية تساعد عملية الهضم خاصة عندما يشكو أحدنا من تلبك فى البطن أو تخمة فيكثر من يصف لك إحدى المشروبات الغازية مقنعا إياك بأنها تخفف أو تزيل هذا التلبك والتخمة ولنر ماذا يقول العلم في هذا!

إن غاز ثاني أكسيد الكربون المـوجود في هذه المواد الغازية والمسئول عن إحداث الفقاقيع فيها يتجمع في المعدة ويعطي نوعا من الشعور بالانتفاخ وإذا ما أجريت صورة شعاعية للبطن نجد أن هذه

الغازات تتجمع في أعلى المعدة وكثيرا ما يسبب هذا ألما في أعلى البطن قد يشبه ألم الذبحة الصدرية وخاتمة إذا نام المريض على ظهره وتعذر إخراج هذه الغازات عن طريق التجشؤ، وفي كثير من الأحيان تمر هذه الغازات إلى الأمعاء وتحدث انتفاخا في كل البطن وقد تمر إلى أعلى الجزء الأيسر من القولون ويعطي ذلك شعورا بالانتفاخ في تلك المنطقة ولا يرتاح المريض إلا إذا أخرج هذه الغازات سواء بالتجشؤ، أو إخراجها بشكل ريح.

ولمعرفة مدى صحة المقولة بأن المشروبات الغازية تريح أعراض التلبك الهضمي عن طريق انتفاخ المعدة بالغازات وزيادة حركة المعدة وزيادة إفراغ الطعام من المعدة، فقد أجريت دراسة علمية في إحدى الجامعات الأمريكية وذلك بدراسة أثر المشروبات الغازية على إفراغ الطعام من المعدة على ثمانية متطوعين أصحاء، عن طريق إعطائهم مشروبات غازية ووجبة طعام فيها مادة مشعة وذلك لمتابعة وجبة الطعام في المعدة، وحساب زمن إفراغ المعدة، وكانت نتيجة الدراسة أن المشروبات الغازية لا تزيد من حركة المعدة ولا تزيد من إفراغ الطعام من المعدة، وإنما تغير توزيع الطعام داخل المعدة حيث إن غاز ثاني كسيد الكربون يرتفع إلى أعلى المعدة مما يدفع بالطعام والسوائل إلى أسفل المعدة في وضعية الجلوس وبالتالي فإن هذه المشروبات لا تريح التلبك الهضمي.

تكسير العظام

بحث مجموعة من الأطباء موضوع علاقة كثرة تعاطي المشروبات التي يتناولها الأولاد والبنات في سن المدرسة مع نسبة حدوث الكسور، ووجد هؤلاء أن هناك رابطا قويا بين زيادة استهلاك مشروب الكولا مع زيادة نسبة حصول كسور العظام عند البنات بعد الرضوض ولم يثبت أن هناك ارتباطا بين أستهلاك المشروبات الأخرى غير الكولا ونسبة الكسور، وتبين من هذه الدراسة كذلك أن تناول كمية كافية من الكالسيوم تقي من زيادة نسبة حصول الكسور، واستنتج الباحثون من هذه الدراسة أن زيادة استهلاك المشروبات الغازية وقلة تناول الحليب عند طلبة المدارس له أهمية كبيرة عند الفتيات خاصة وأنهن يتعرضن لمرض هشاشة العظام عندما يتقدم بهن السن. وقد وجد أن كثافة العظم عند النساء تصل أعلى مستوى لها بين سن 17- 20 سنة وهذه الكثافة تتعلق بعوامل كثيرة منها كمية تناول الكالسيوم خلال فترة النمو.

وقد ربط الأطباء هذه الظاهرة بوجود حمض الفوسفوريك في المشروبات الغازية وقلة تناول الكالسيوم الموجود في مشتقات الحليب. ووجد في إحدى الدراسات على الحيوانات أن زيادة، استهلاك الفوسفور دون تعويض الكالسيوم. يؤدي إلى نقص في تكلس العظام وبالتالي إلى هشاشة في العظام. وفي المكسيك أجريت دراسة على 57 طفلا وجد عندهم نقص في كالسيوم الدم و 171 طفلا آخر كانت عندهم نسبة الكالسيوم طبيعية، وكان هدف هذه الدراسة معرفة ما إذا كان استهلاك كمية 1.5 لتر في الأسـبوع أو أكثر من المشروبات الغازية التي تحتوي على حمض الفوسفوريك يؤدي إلى نقص كالسيوم الدم. ووجد الباحثون أن زيادة الفوسفور في المواد الغذائية تؤدي إلى زيادة الفسفور ونقص الكالسيوم في الدم، ووجد أن نسبة الكالسيوم انخفضت بنسبة أكبر كلما زاد استهلاك المشروبات الغازية المحتوية على حمض الفوسفوريك. وتابع الباحثون نسبة الكالسيوم والفوسفور عند 17 طفلا من الأطفال الذين كان عندهم نقص في الكالسيوم بعد أن طلب من أولياء أمورهم أن يمتنعوا ولمدة شهر عن تناول المشروبات الغازية ، وبعد انتهاء الشهر وجد أن نسبة كالسيوم الدم المنخفضة قد ارتفعت أما نسبة الفوسفور المرتفعة فقد عادت إلى الحدود الطبيعية.

ومن هنا نرى مدى الأثر السلبي لهذه المشروبات الغازية في العظام والأسنان عند الأطفال وهذا أمر يجب، ألا يغفله أولياء الأمور.

ولانريد أن نترك الموضوع دون إشارة إلى دراسة أجريت لمعرفة علاقة زيادة استهلاك المشروبات الغازية مع تكرر حدوث حصيات الكلية عند المرضى الذين تم تشخيص حصيات الكلية عندهم. حيث أجريت الدراسة على أكثر من 1000 مريض ممن حصل عندهم حصية في الكلية سابقا، وهؤلاء المرضى كلهم كانوا يتناولون يوميا أكثر من 160 ملجم من المشروبات الخفيفة Sofi Drinks يوميا، وتم توزيع هؤلاء المرضى على فئتين، فئة طلب منها الامتناع نهائيا عن تناول المشروبات الخفيفة "ومن ضمنها المشروبات الغازية " وفئة ثانية لم تعط أي عليمات بهذا الخصوص.

وجد الباحثون أن نسبة تكرر حصول حصيات في الكلية كانت أقل بكثير عند الفئة التي امتنعت عن المشروبات الغازية وخاصة التي تحتوي على حمض الفوسفوريك مقارنة مع الفئة التي استمرت بشرب نفس الكمية من المشروبات، وأوصى الباحثون المرضى الذين يشكون من حصيات الكلية بالامتناع عن المشروبات التي تحتوي على حمض الفوسفوريك "البيبسي كولا وكوكا كولا".

حدود الأمان

ولعل سائلا قد يسأل: ما هي الكمية التي يمكن أن نسمح لأولادنا ولأنفسنا بتناولها دون أن يكون لها أثر ضار؟

من الصعب وضع حدود فاصلة للكمية التي يمكن تناولها يوميا دون أثر سلبي وذلك لاحتواء هذه المشروبات على الكافيين الذي يمكن أن يكون له أثر سلبي على مرضى القلب حتى لو تناول أحدهم عبوة واحدة يوميا وكذلك على الصغار أما المرضى الذين أصيبوا بحصاة في الكلية فإن الأبحاث تدل على أنه إذا استمر بتناوله أكثر من نصف عبوة من الكولا يوميا، فإنه معرض لعودة الحصاة بنسبة أكبر مقارنة مع من لايتناول الكولا. ومن هنا نرى أنه من الصعب التعميم من أنه هناك كمية معينة لايوجد أثر ضار لها.

ولعل الشيء الذي أكدت عليه العديد من الدراسات هو التخوف من أن يستعيض الأطفال بهذه المشروبات عن تناول المواد الغذائية الضرورية كالحليب، وقلة الطعام الذي يتناولونه أثناء الوجبات أو أحيانا استغنائهم عن الوجبة كاملا، وذلك بسبب ما تحدث هذه المشروبات من الشعور بالامتلاء والانتفاخ في البطن.

ولعلنا نلاحظ ذلك في كل مناسبة وجد فيها الأطفال ووجدت فيه المشروبات الغازية على مائدة الطعام.

وإنني لأستغرب وأنا أرقب الناس في كل لقاء تقدم فيه وجبة الطعام وهم يعرضون عن زجاجات الماء إلى زجاجات المياه الغازية وبعدها يعودون إلى زجاجات الماء لإطفاء عطشهم لأنه لايطفىء العطش شراب مثل الماء.

مواد ذات صلة

الاستشارات