خوف عند الخروج من المنزل أو إرادة الكلام مع الآخرين.

0 508

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاف الخروج من المنزل، لأنني أخشى أن أرى بعض الناس الذين أكرههم، وأنا أخاف التكلم مع الآخرين، ومن شدة خوفي لا أستطيع زيارة أقاربي أو أذهب في المناسبات، والأعياد، وقد أصبحت معزولا عن الآخرين.

حتى في الدراسة لا أستطيع المشاركة أو في مادة الرياضة لا ألعب معهم من شدة خوفي، وأصبحت لا أذهب إلى المسجد، وقد بدأ معي هذا الخوف عندما تعرضت لحادث سيارة، عندما كان عمري 6 سنوات، والخوف يزداد معي إلى أن وصلت إلى هذه الحالة.

ذهبت إلى أطباء نفسيين، وأعطوني نصائح وأدوية، ولكنها لم تنفعني، وأيضا أغضب عندما يقول لي أحد أفراد عائلتي إني أعرف سبب مشكلتك، فماذا أفعل؟

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ islam حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالذي يظهر لي أنك تعاني مما نسميه بالخوف الاجتماعي البسيط، وفي ذات الوقت أنت طاوعت نفسك كثيرا من أجل الانعزال وعدم الفعالية، وأنت في سن فيها الكثير من التغيرات الجسدية والنفسية والفسيولوجية والبيولوجية.

الذي أنصح به هو أولا: أن تعيد تقييم نفسك -هذا مهم جدا- وهذه أكبر نصيحة أوجها لك، اجلس مع نفسك وأعد تقييمها، لا تحكم على نفسك من خلال الإخفاقات والأمور السلبية، حين تقيم نفسك بصورة صحيحة سوف تجد أنه لديك مصادر قوة كثيرة جدا، لكنك أغفلتها ولم تأخذ بها نسبة لأن تفكيرك انحسر في الخوف والسلبية، وافتقاد الفعالية.

الإنسان حين يقيم نفسه بصورة منصفة وجيدة ولا يحقر ذاته يكتشف فيها مصادر قوة كثيرة، فأرجو أن تقوم بذلك، وتستفيد من ذلك، وتجعلها طاقة نفسية توجهك نحو ما هو أفضل.

أنت في بدايات الحياة حقيقة، وأمامك -إن شاء الله تعالى- أيام طيبة، ويجب أن تسلح نفسك بسلاح العلم والدين، لن يستطيع أحد في هذه الدنيا أن ينافس على أي شيء إذا لم يسلح نفسه بهذين السلاحين.

كن حريصا على واجباتك الدينية، الصلاة في وقتها، تلاوة القرآن، مجالسة العلماء والصالحين، القراءة، الاطلاع، هذه أشياء عظيمة جدا.

في ذات الوقت لا تقل لنفسك (أنا أكره فلانا وفلانا) لا تكره الناس -أيها الفاضل الكريم- ربما لا تتفق مع الناس، لكن ليس هنالك ما يدعوك لأن تكره الآخرين، لا، هذا ليس من خلق المسلم، حتى الذين أخطؤوا في حقك كن لهم من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وانظر إليهم من هذه الزاوية ومن هذه الشاكلة.

نصيحتي الأخرى هي: أن تركز على دراستك، أنا ذكرت هذا كثيرا، لأني أعرف أن الدراسة قيمة كبيرة جدا وعظيمة، وكن بارا، فبر الوالدين يفتح للإنسان آفاق الدنيا والآخرة -إن شاء الله تعالى- ويجعله موفقا في كل شيء.

يجب أن تمارس الرياضة، الرياضة مهمة جدا، تقوي نفسك وتقوي جسدك، وتجعلك منصهرا اجتماعيا.

ضع جدولا يوميا تدير من خلالها وقتك، ولابد أن تكون لك أنشطة متعددة، ولابد أن تنفذ كل ما في هذا الجدول الذي سوف تضعه.

هذه هي التغيرات، هذه هي الطرق التي تسير عليها، وهذا هو الذي سوف يبدلك، لا أحد يستطيع أن يبدلك، أنت ذكرت أن الأطباء النفسانيين أعطوك نصائح، وأنا الآن أعطيتك نصائح، لكن التنفيذ هو المهم، وإن نفذتها -إن شاء الله تعالى- سوف تكون على خير.

بالنسبة للدواء: أنا أعتقد أن عقار سيرترالين سيكون مفيدا جدا لك، وأنت لست بحاجة لغيره أبدا، يسمى تجاريا باسم (لسترال) أو (زولفت) وربما يكون له مسميات أخرى في الجزائر، تناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراما -أي نصف حبة- تناولها ليلا بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

لا أريدك أبدا أن تعتقد أن الدواء سوف يغيرك، الدواء لا يغير، الدواء قد يساعدك، يجعل خاطرك ونفسك أكثر خصبة واسترخاء، لكن يجب أن تنفع نفسك وتنفع غيرك، واعلم أن الله تعالى قد أعطاك القوة والبصيرة على ذلك، طاقاتك مختبئة أرجو أن تخرجها، ضع النص القرآني أمامك، وقاعدة لك: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

لمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للمخاوف: (262026 - 262698 - 263579 - 265121).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على رسالتك وتواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات