ابتليت بالعادة السرية بسبب بعدي عن زوجتي

0 485

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في العقد الثالث من العمر، متزوج، لدي أربعة أطفال، وأطرح عليكم سؤالي بدون حرج.

منذ أن تزوجت وأنا -ولله الحمد- أجامع زوجتي كل يوم، وفي بعض الأحيان مرتين في اليوم، ولا أدري إن كان هذا من الأفعال الجيدة أم لا؟! ولكني -ولله الحمد- كل هذا أفعله بدون أي وسائل مساعدة، مثل الحبوب المنشطة أو غيرها، ولكن الظروف المعيشية جعلتني أسافر وأغترب بحثا عن الرزق.

أنا الآن مغترب منذ أكثر من عام، ولكني لا أطيق بعد زوجتي عني، فأنا أمارس العادة السرية تقريبا كل يوم، وأشعر بعدم الرضا عن النفس، كما أشعر بداخلي أني أغضب الله عز وجل، وأدعو الله في صلاتي أن يبعدني عن تلك العادة، ولكني لا أستطيع، بماذا تنصحوني؟ كي أترك هذه العادة التي هي سبب في عدم شعوري بالراحة والسعادة؟

أفيدوني أفادكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاب مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابننا الكريم - في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، نسأل الله أن يجمع بينك وبين أهلك على الخير، وأرجو أن تدرك أن الإنسان إنما تزوج ليعف نفسه، ليبتعد عن هذه الأمور التي تغضب الله تبارك وتعالى، وليس في بعد الرجل عن أهله مصلحة، لذلك ينبغي أن تجتهد أولا – وهذا هو الحل الناجع – في أن تكون إلى جوار أهلك أو يكونوا إلى جوارك، ورغم أننا ندرك أن للحياة متطلبات إلا أن دين الإنسان أغلى، وإلا أن مصلحة الإنسان الشرعية أغلى، وكثير من الناس لم يسافروا ولم يبتعدوا عن أهلهم ورضوا بالعيشة المعقولة، فهذه بداية نتمنى أن تجعل هذا هما لك، ولا مانع من أن تزور الزوجة أحيانا وهي تزورك أحيانا، وتحاول أن ترتب ظروف عملك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن تجد من الفضلاء والعقلاء من يكون عونا لك حتى يجمع الله بينك وبين أهلك بالخير.

الأمر الثاني: لا يخفى عليك أن هذه الممارسة لا توصل للإشباع وإنما توصل للسعار، لأن لها أضرارا أنت أعلم بها، وسوف نحول لك ونحيل إليك بعض الاستشارات التي تبين أضرار هذه الممارسة، لكن المهم هي أنها لا توصل إلى الإشباع، ولكنها توصل إلى السعار، وتجلب لصاحبها من الضيق النفسي ومن الحرج ومن الآلام ومن الأمراض ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.

ثالثا: ينبغي أن تدرك أن وجود حسن المعاشرة لأهلك وأن قيامك بواجباتك الزوجية على أكمل وجوهها كان نعمة من الله تبارك وتعالى عليك، والاستمرار في هذه الممارسة سيحرمك من ذلك الخير الذي وهبك الله إياه، فللمعصية شؤمها، والإنسان قد يحرم الرزق بالذنب يصيبه.

لذلك أرجو أن تتوقف عن هذه الممارسة، وأرجو أن تعلم أن الإنسان إذا راقب ربه وحرص على أن يذكر الله قبل نومه، وأن ينام على طهارة، وألا يأتي الفراش إلا عندما يكون جاهزا للنوم، وأن يستيقظ بعد ذلك أيضا ذاكرا لله، ثم ينهض مباشرة فورا من فراشه، فإن في ذلك عونا للإنسان على ترك هذه الممارسة، وإذا ترك الإنسان هذه الممارسة فإن هذه الشهوة تتصرف تصرفا طبيعيا من خلال احتلام الرجل فيما يراه النائم، وهذا إذن الإنسان يستطيع أن يفرغ هذه الشحنات بتلك الوسيلة التي جعلها الله تبارك وتعالى سبيلا لخروج الشهوة في وقتها المناسب، في النوم، إذا كان الإنسان بعيدا عن أهله وعن زوجه.

رابعا: عليك كذلك أن تحرص على أن تبتعد عن المناظر التي تثيرك، كذلك المواقع التي تثير الإنسان، وعليك أيضا أن تجتهد في أن تشغل نفسك بالمهارات المفيدة، فإن الإنسان إذا شغل نفسه بالخير، شغل نفسه بطلب العلم، شغل نفسه بالعمل الجاد، حتى في الغربة ينبغي أن يبحث عن أعمال إضافية، حتى يقصر مدة الغيبة عن أهله، فابحث عن وسائل وأبواب جديدة للرزق، بحيث تشغل نفسك بالمفيد، فإن الإنسان إذا شغل نفسه بالمفيد واستخدم وقته في رضا ربنا المجيد فإن في هذا كذلك عونا له على نسيان هذه المشاعر التي تهيج نفس الإنسان وشهوة الإنسان، وتدعوه إلى مثل تلك الممارسة التي أنت أعلم بأضرارها وآثارها.

إذن الأمر بيدك، والإنسان ينبغي أن يدرك أن هذه النفس ما ينبغي أن يطاوعها، ولو أن للإنسان مشى مع النفس في شهواتها لأكل الحرام، لظلم العباد، ولوقع فيما يغضب الكريم الوهاب، لكن المؤمن يحجز نفسه، وهذا هو مكان التحدي، هذا هو معنى التقوى، يحذر الإنسان أن يراه الله حيث نهاه، ألا يفقده الله تبارك وتعالى حيث أمره.

ما أحوجنا إذن إلى أن نتذكر هذه المعاني العظيمة، ولا حل لمسألة الشهوة أفضل ولا أكمل - كما قال الخبير الألماني -: لا يوجد حل لهذه المعضلة - حل كامل وناجع مائة في المائة - إلا في الزواج الذي أباحه الله تبارك وتعالى، وأنت ولله الحمد متزوج، ويبدو أن علاقتك بزوجتك متميزة، فاجتهد في أن تكون إلى جوارك، ونسأل الله أن يعصمك من هذه الممارسة الخاطئة التي لها من الأضرار والآثار ما لم يعلمه إلا الله.

ختاما نشكر لك حقيقة هذا الاهتمام وهذا الشعور الذي دفعك لكتابة السؤال، وهذا دليل على أن في نفسك خير كثير، فنمي هذه المشاعر الخيرة واجتهد في إكمالها، واجتهد في ترسيخ هذه المشاعر النبيلة، لأن فيها خيرا كثيرا، ودليل على أن فيك خيرا، فامض في هذا السبيل، واجتنب هذه الممارسة الخاطئة، ولا أظن أن المسألة مستحيلة، فلست أول من تاب ورجع من هذه الممارسة، والإنسان إذا تذكر عواقب الخطيئة وترك شيئا لله عوضه الله تبارك وتعالى خيرا منه، إذا غض بصره، وحفظ شهوته، عوضه الله لذة يجد أثرها في قلبه.

ولمزيد الفائدة يراجع أضرار هذه العادة السيئة: (2404 - 38582428424312 - 260343).

نسأل الله أن يعيننا وإياك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونكرر ترحيبنا بك في موقعك، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين أهلك على الخير وفي أسرع وقت، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات