زوجي يلازم مقاهي الشيشة ويسيء معاملاتنا.. ماذا أفعل؟

0 451

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ عشر سنوات، وعندي ثلاثة أطفال، كانت حياتي مستقرة، وزوجي فيما مضى متعاون معي، ويحبني كثيرا، ولكن بعد أربع سنوات من عمر الزواج أصبح يرتاد مقاهي الشيشة حتى أدمن عليها، وتعرف على رفقاء السوء، وأصبح همه وشغله الشاغل (سهر وسفر ورحلات)، وأصبح مسرفا في أناقته، وترك الصلاة في المسجد، وحتى أحيانا لا يصلي، ولا يهتم بشؤون البيت والأولاد، ولا يصرف علينا، ويحرجني ويشتمني دائما، وأصبح التلفون لا ينزل من يده أبدا، وتأكدت أنه لا يكلم النساء، بل الشباب، وهذا أراحني قليلا.

حاولت نصحه أنا وأهله، ولكن دون جدوى انصحوني ماذا أفعل؟ فأنا أحبه، ولا أريد أن أخسره لأجل أولادي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذا الزوج، وأن يرده إلى الحق والخير والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وحقيقة نحن سعداء بحرصك على تماسك الأسرة، وبحرصك على الاستمرار مع هذا الزوج وإكمال المشوار، ونتمنى أن يكون لك حرص أزيد على هدايته، وعودته إلى الطريق الذي يرضي الله تبارك وتعالى، فإن هذا الرجل يقصر في جنب الله، وفي حق الله قبل أن يقصر في حقك، من هنا ينبغي أن يكون التركيز، وينبغي أن يكون الحرص من قبلك على أن تجتهدي في أن يعود إلى الله تبارك وتعالى، فأكثري له من الدعاء بالليل، ثم عليك دعوته إلى الله تبارك وتعالى بالنهار.

عليك أن تحرصي على أن تتقربي منه أكثر وأكثر، وتحاولي أن تدخلي إلى حياته، وتشعريه بحاجة البيت إليه، وبحاجة الأولاد إلى خدماته، ثم عليك بعد ذلك أيضا أن تجتهدي في النصح له، وأن تختاري الأوقات المناسبة في نصحه، وعليكم إيجاد برامج بديلة تحاولوا من خلالها سحبه من أصدقاء السوء، فإن موطن الخطر وسبب الانحراف وسبب الضياع واضح في هذه القصة، وهو دخول هؤلاء الأشقياء إلى حياته، وهم المؤثر الأكبر السالب بكل أسف في حياته.

ولذلك نحن نتمنى أن تواصلي الحرص على الاقتراب منه، والإحسان إليه، والاجتهاد في بره، وعدم التجسس عليه، وعدم إشعاره بأنه لا قيمة له، وبأنه مقصر، ولكن إذا جاء بشيء فامدحيه، واشكريه، وذكريه بالله تبارك وتعالى، وذكريه بتلك الأيام الجميلة التي قضاها معكم، واسألي الله دائما أن يرده إلى الحق والصواب.

أكرر: لابد أن تجعلي نيتك هدايته، يعني بعض النساء تقول: (ماذا يقول الناس عنا، الآن يفضحنا بتصرفاته هذه) ليكن همنا كيف نرضي الله تبارك وتعالى، تجعلي همك أن يكون الله تبارك وتعالى راض عنك حتى يعود هذا الزوج إلى الحق وإلى الخير وإلى الصواب.

كذلك نتمنى أن تطلبي مساعدة الفضلاء من أهله، وثبت أنهم يتدخلوا وأنهم حريصون على هدايته، كذلك نتمنى أن يكون للفضلاء – من الذين يحبهم في أسرته - الاقتراب منه، وزيارته خاصة عند أوقات الصلاة، في تشجعيه للعودة إلى الله تبارك وتعالى.

الأبناء أيضا ينبغي أن يلتفوا حول الوالد، وأن تحسنوا صورته في أعينهم، المهم علينا أن نبذل كل المحاولات، ولكن ما دمت أنت حريصة على الخير وتكثري له من الدعاء وتؤدي واجبك على الوجه الأكمل، ولا تسمعيه ما يكره، وتجتهدي في التقرب إليه، وفي الدخول إلى حياته، وفي معاونته على بلوغ العافية، فإن العواقب ستكون - بإذن الله تبارك وتعالى – طيبة.

ونحن حقيقة نشكر لك هذا الحرص على هداية هذا الزوج، ومن جانبنا نسأل الله أن يقر عينك بصلاحه، وأن يرده إلى الحق والصواب، وأن يبعد عنه السوء وأهل السوء، وأن يرده لتحمل المسؤوليات والعودة إلى الصواب وإلى الصلاح وإلى الصلاة، إن الله على كل شيء قدير، فأكثري من الدعاء، وتوجهي إلى رب الأرض والسماء.

ولا يحملك تقصيره على تقصيرك أنت، أدي ما عليك، وشجعيه خاصة في أمور الإيمان وأمور الصلاة، لأن هذه هي الأشياء الأساسية التي إذا اهتم بها كانت بداية العودة الصحيحة إلى الطريق الذي يرضي الله تبارك وتعالى، وعليه أن يعلم أن عواقب الأصدقاء والصداقة السيئة والدخول في هذا النفق المظلم سيئة، وتلحق ضررا كبيرا به وبأسرته وبأطفاله.

وسوف نكون سعداء إذا تواصلت مع الموقع، وجاءتنا تفاصيل أكثر، خاصة في الأساليب التي تقومي بالتعامل بها معه حتى نرى ما هو نافع منها، وما هو الصواب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات