السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طفلتي الصغيرة ستكمل بعد عدة أيام السنة والخمس أشهر، أعاني معها كثرة حركتها، فهي من بداية النهار لا تهدأ، ولا تجلس، لا شيء (يشهدها) كثيرا، حتى الكلام لا تتكلم إلا بكلمات غير مفهومة تماما، قبل شهرين كانت تنطق (ماما وبابا)، ولكنها الآن وبعد ولادتي بالطفل الجديد قبل شهر فقدت الكلمتين.
كثيرا من الأشياء السهلة لا تنطقها، ولكن تقريبا تفهم بعض الكلمات كنافذة الغرفة - الريموت - الجزمة - افتح - سيارة - ماء - باب، لكنها لا تنطقها أبدا، وإذا احتاجت لشيء تقوله بكلمات غير مفهومة، أو تسحب يدك للشيء الذي تريده.
وأتوقع لكثرة حركتها فهي لا تركز في ماذا نقوله، وبالتالي صعب عليها نطق الكلمات أو التركيز فيها، أحيانا أشد عليها، وأجلسها بجانبي؛ لأني أريدها أن تتعلم كلمة مثلا، ولكنها لا تعبأ بذلك، وتبدأ بالبكاء، ربما تجلس على الأيباد للعب به، تحب قناة الأطفال كراميش للأناشيد، وتجلس عليها، وتضحك عندما تشاهد الأطفال يغنون ويرقصون بالتلفزيون.
غير ذلك فهي لا تهدأ، والجميع يعلق بأن ابنتك كثيرة الحركة، ما الحل؟ لا أريد الأمر أن يتطور ربما أستطيع تدارك شيء.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
هناك احتمالان لمثل هذه الحالة من كثرة الحركة:
الأول: أن هذه الطفلة عندها حالة من فرط الحركة، وبالتالي يصعب عليها أن تجلس، أو تركـز لأي عمل أو نشاط.
والثاني: أن هذه الحالة من فرط الحركة هي من النوع الذي ينضبط تماما من خلال العمل الهادئ والمنظم، ففي كثير من الأحيان قد لا يهدئ الطفل بسبب قلة الترتيب، وكثرة الأنشطة والفعاليات، مما يجعل الطفل مشوش الذهن، ويصعب عليه الجلوس والهدوء...
وفي كلا الحالتين سواء كان فرط الحركة، أو ردة الفعل على الواقع من حولها، فإن مما يساعد هذه الطفلة كثيرا أن نحاول تنظيم وقتها، والقيام بالأنشطة بشكل هادئ ومرتب، وبأن تحاولي أنت، ومن معك من الكبار أن تتحلوا بالهدوء والتروي في القيام بالأعمال، وبحيث تشعر البنت بأن الأمور تسير بهدوء وببطء.
إن الإنسان إذا وجد في مكان فيه الكثير من الحركة، فإنه وبشكل طبيعي يشعر بكثرة الحركة، وبشيء في داخله يدفعه لكثرة الحركة، وكذلك لو كان في مكان هادئ فإنه سيشعر بالهدوء والتركيز.
وأخيرا لا تنسي أن هذه الطفلة مازالت صغيرة جدا، فهم لم تصل السنتين بعد، وعليك بالصبر والتأني والهدوء معها.
حفظ الله طفلتك، وكل الأطفال.