خجلي من الناس.. جعلني أتمنى الموت دائما!!

0 353

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا عمري الآن 14 سنة في الصف الثامن, مشكلتي هي خجلي الشديد جدا من الناس, أتجنب دائما الأشخاص الذين لا أعرفهم, وأخجل من التعرف على شخص أحببته, حتى أبناء عمي عندما أجلس معهم يتكلمون مع بعضهم وأنا أجلس جانبا لوحدي, وحتى عندما أذهب مع أمي لشراء الثياب وكان القميص يضايقني أو لم يعجبني أخجل من البائع أن أقول إنه غير مناسب أو لا يعجبني.

أصدقائي قليلون جدا, فليس لدي سوى صديق واحد, حتى عندما أقرأ مقالة أمام رفاقي أكون خجولا أني أخجل من كل شيء, أبناء عمي والبائع والناس والطلاب حتى إذا أخذ أحدهم دوري وأنا واقف في الطابور أخجل أن أبعده.

وعندما أكون في المدرسة أخجل من بعض الطلاب, فمثلا هناك طالب أحببته, وأود أن أكون صديقه لكنني أخجل منه جدا, وهذا الطالب اجتماعي ومحبوب جدا في الصف, لديه أصدقاء كثر, وعندما أعود إلى المنزل أكون غاضبا جدا, وأبدا بالصراخ وضرب الحائط, وتكسير الأشياء, وأقول ليتني كنت اجتماعيا وغير خجول مثل هذا الطالب, اتضايق كثيرا, وأتذكر شخصية ذلك الطالب القوية, وأتمنى أن أكون مثله.

أرجوكم أريد حلا, فقد يئست, وأتمنى الموت دائما, وأقول ليتني لم أخلق من قبل, أنا لست واثقا من نفسي أبدا, ودائما أخجل من الناس, وأعاني من ضعف شديد في الشخصية.

وأريد أن أقول لكم أنني عندما أخجل أبدأ بالارتعاش والتلكؤ في الكلام, أنسى ما كنت أريد أن أقول, ويتدفق الادرينالين في جسمي, وأحس بالخوف الشديد في داخلي.

أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

ليس هنالك ما يدعوك لليأس وتمني الموت، هذا الكلام أزعجني جدا, وأنت شاب من شباب هذه الأمة الإسلامية العظيمة، ولديك مستقبل مشرق أمامك, وأنت على أعتاب بدايات الحياة، وأمر هذا يتمناه الكثير من الناس، لا أوقف هذا التفكير، وهذا التفكير تفكير خاطئ, وسوف يشل حركتك الفكرية تماما، أنا أعرف أنك لا تتمنى الموت حقيقة, لكن تريد أن تخرج مما أنت فيه, وعليك أن تعلم ما أنت فيه, وما تعاني منه ليس مصيبة.

أنت ربما تعاني من درجة بسيطة من الخجل الاجتماعي, ويعرف دائما أن أصاحب القلق والخجل الاجتماعي يبالغون في تقديرهم للمواقف, وحتى وإن حدث شيء من الخجل أو شعور بالتلعثم تجد أن الأمر بالنسبة لهم وأحاسيسهم حياله تكون بصورة مبالغ فيها جدا، أنت أفضل مما تتصور، هذه هي الحكمة الغالية التي أود أن تعرفها, أنت لست بأضعف من الأخيرين, وأنت لست بأقل من الآخرين، فأنت محتاج إلى أن تغير مفاهيمك، أما النقاط العملية التي تتخلص من خلالها من هذه المشكلة:

أولا: حاول أن تؤدي الصلاة في المسجد مع الجماعة، هذا نسميه بالتعريض الاجتماعية السلوكي الاطمئناني .

ثانيا: اجلس في الصفوف الأولى في مقاعد الدراسة.

ثالثا: حين تقابل أحدا ابدأ أنت بالتحية, وسلم عليه أفضل سلام يمكن أن تخاطب به أحد الناس.

إذن أنت محتاج لأن تدرب نفسك حول كيفية مقابلة المواجه، اجلس واكتب المشكلة ثم اكتب الحل، كيف أتصرف إذا قابلت أحد أصدقائي, وكيف أتصرف إذا أحد أكبر مني، وكيف أتصرف إذا قابلت معلمي, واكتب الإجابة، والإجابة هي أن أبدأ بتحيته, وأحييه تحية الإسلام، وأتذكر أن تبسمك في وجه أخيك صدقة, وسلم عليه في يديه إن كان ذلك مناسبا وهكذا، وهذا الموقف يجب أن تتفكر ويجب أن تتمأمل فيه, ويجب أن يكون لك الشعور الدائم بأنك تستطيع أن تقوم بأي شيء, ولا تكون مثل الرجل الذي قام للرسول صلى الله عليه وسلم (لا أستطيع لا أستطيع لا أستطيع عدة مرات ) لا هذا ليس صحيحا, وهذا نوع من التخاذل الداخلي, وأنت مقتدر ولك إن شاء الله تعالى أن تقوم بأشياء كثيرة, فقد ابن الدافعية لديك.

رابعا: عليك أن تمارس رياضة مع أصدقائك أي رياضة ( كرة القدم، المشي، أي رياضة) لأن الرياضة تؤدي إلى التفاعل الاجتماعي المتميز جدا.

خامسا: حين تقابل الناس دائما انظر إليهم في وجههم بذوق وأدب.

سادسا: وأنت في البيت اقرأ بصوت مرتفع, وتصور أنك تقدم مادة مدرسية, أو أي موضوع أمام مجموعة من الناس، ضع نفس في هذا الموقف التصوري الخيالي وكرر ذلك يوميا.

سابعا: هنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء, أرجو أن تتدرب عليها, وإسلام ويب لديها استشارات بالرقم ( 2136015), أرجو الرجوع إليها, وسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدا.

ثامنا: أعرف أن الصداقة مراحل ودرجات، وهنالك أناس تعرفهم من قبيل الزملاء مثلا، وهنالك ناس تصادقهم لأنك تثق فيهم، هكذا ولا تحصر نفسك في صديق واحد، وهذا ليس أمرا جيدا، تفاعل مع الآخرين, ولا تكن محتكرا في علاقتك, وهذا ليس صحيحا، وأريد أن أذكرك بشيء أخير وهو أن بر الوالدين يفتح على الإنسان فتحا عظيما فيما يخص تفكيره, وتوجيه عواطفه بصورة صحيحة, وبناء شخصيته، فكن حريصا على ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات