السؤال
السلام عليكم ورحمة الله..
جزاكم الله خيرا، وجعل ما تقدمونه في موازين أعمالكم، يا حي يا قيوم!
والدي البالغ من العمر 59 عاما، قبل 3 أشهر عانى من ارتفاع مفاجئ للسكر، بالرغم من أنه لا يعاني من السكر، ولقد صرف له الدكتور أكثر من منظم، وبدأ والدي بحمية غذائية ليحافظ على مستوى السكر، ولكن سرعان ما رجع السكر لمعدله الطبيعي، واستمر والدي بالمنظم بالرغم من أنه منذ أن تناوله وهو يشعر بغثيان، وفقدان الشهية للأكل، وبعدها ب3 أشهر لم يترك المنظم، بالرغم من التعب الذي سببه له، حيث عانى بشكل مفاجئ من اليرقان والحكة الشديدة جدا جدا، وأدخل لهذا السبب للمستشفى، وبعد عمل التحاليل والأشعة بأنواعها، وبمراقبة والدي على مدى أسبوعين، لم يعرف الأطباء حتى الآن سبب اليرقان، مع العلم أنه لا يعاني من أية حرارة، ولا أية أعراض أخرى.
أخبره طبيب السكر: أن يترك حبوب المنظم، لأنه يعتقد بأنها السبب، ولم يأخذ أي منظم آخر، فزال الغثيان، وعادت شهيته - والحمد لله -.
ومنذ أقل من أسبوعين تركه، ولكن لم يتحسن اليرقان أو الاصفرار أبدا، ولم تهدأ الحكة أبدا، ولا يعاني من أية آلام أو أي شيء آخر، والأطباء فقط يراقبون، ورفضوا أن يعطوه أي علاج، لعدم معرفتهم السبب، فطبيب السكر قال: 70٪ من المنظم، وطبيب الكبد استبعد ذلك تماما.
وفرضا كان السبب المنظم، فمن الممكن أن جسم والدي لم يتقبله بأي شكل من الأشكال، فمتى نبدأ بملاحظة التحسن من الاصفرار والحكة؟ مع العلم أن كل التحاليل والأشعة سليمة - والحمد لله - لهذا لم يستطيعوا معرفة السبب، فما توقعاتكم لحالة والدي؟ وما هو رأيكم بوضعه؟ فهو قلق كثيرا، وقد أثر ذلك على نفسيته كثيرا.
عذرا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Smile حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كان من المهم جدا جدا أن تذكروا ما هو اسم المنظم للسكر، وبما أن اليرقان والحكة الشديدة حصلت بعد تناول الدواء المنظم، ولم يكن هناك سبب واضح للأطباء بعد إجراء التحاليل والصور الشعاعية، فإنه من الأرجح أن السبب هو الدواء المنظم للسكر، وأدوية السكر قد تسبب ما يسمى باليرقان الركودي: Cholestatic jaundice، ويكون فيه اليرقان مائلا للاخضرار، ويكون هناك حكة شديدة كما هو عند الوالد، وكان من المفضل عمل عينة من الكبد للتأكد من التشخيص.
- والحمد لله - أن بعض الأعراض بدأت تتحسن عنده مثل الغثيان، وفقدان الشهية، وأما الحكة فهي بسبب تجمع الأملاح الصفراوية في الجسم، ومتى خف الاصفرار فإن الحكة ستبدأ بالتحسن.
وأما عن المدة التي تأخذها: فإنها تختلف من مريض لآخر، إلا أنه خلال عدة أسابيع يحس المريض بتحسن ملحوظ، ويمكن لليرقان بالتحسن، إلا أن الأنزيمات قد تأخذ فترة طويلة، حتى تعود إلى الوضع الطبيعي.
والمهم هو: أن الأنزيمات والتحاليل لم تزدد بعد التوقف، فإن ازديادها بعد التوقف عن الدواء قد يعني أن هناك سببا آخر للحالة عنده.
أما إذا كانت الأنزيمات مستقرة، وبدأت تتحسن، ونزول نسبة البيلروبين في الدم أيضا، فقد بدأت بالتحسن، فهذه أمور تدعو للاطمئنان، وما يدعو للاطمئنان أيضا: هو أن التحاليل والصور الشعاعية طبيعية، وليس هناك ما يدل على أن هناك سبب آخر غير الدواء.
أنا أوافق طبيب السكر أنه من المنظم، وذلك للأسباب التي ذكرتها آنفا، وهي:
- أن الأعراض لم تكن قبل البدء بعلاج السكري.
- وحصلت بعد تناول دواء السكري.
- هناك حالات منشورة في المجلات الطبية: أن هذه الأدوية يمكن أن تسبب يرقانا ركوديا، وهذا ما يشكو منه والدك.
- لا يوجد أي سبب آخر لكي نعزو إليه الأعراض.
- بدء تحسن بعض الأعراض بعد التوقف عن الدواء.
نرجو من الله للوالد ولجميع مرضى المسلمين الشفاء والعافية.