السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
التكرم بالإفادة عن دقة جهاز الضغط الإلكتروني الألماني، وهل الفارق كبير بينه وبين الزئبقي؟ وكم نسبة الخطأ؟ وصف لي الدكتور نصف قرص من (النبليت 5 ملجرام) عند اللزوم، وليس يوميا، وفي بعض الأحيان يرتفع الضغط بعد أخذ الدواء بـ 10 ساعات أو أكثر، فماذا أفعل؟ مع العلم أن الطبيب شخصه بأنه ضغط عصبي وليس مرضيا، بعد عمل رسم قلب عادي وبالمجهود، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن قياس المنزل أصبح أمرا ضروريا اليوم، فضغط الدم لدى الإنسان يختلف من وقت لآخر بشكل طبيعي، فهو لا يستقر على حال البتة، يختلف في الواقع من نبضة إلى أخرى، وهناك تغيرات بدرجة واضحة من لحظة لأخرى، تحت تأثير عوامل عدة، ربما لا يتنبه لها المرء، فالتنفس شهيقا وزفيرا، والانفعال العاطفي، والجهد البدني، وتناول الطعام، وتدخين التبغ، واختلاف حرارة الجسم والجو، وحصر البول، والإحساس بالألم لأي سبب كان، كلها تحدث تغيرات في ضغط الدم من وقت لآخر، وكذلك يختلف الأمر أثناء دورة اليوم من الليل والنهار، فأقله أثناء النوم، ويختلف لدى الذكور عن الإناث، ويختلف البشر من الأعراق المتباينة حول معدل ضغط الدم الطبيعي لديهم.
الدقة في قياس ضغط الدم أساس في نجاح علاجه، فأجهزة القياس سواء جهاز قياس ضغط الدم الزئبقي أو غيرها تحتاج إلى إعادة ضبط بشكل دوري منتظم، والمرء الذي يقيسه يحتاج إلى تدريب وإعادة تدريب بشكل دوري وفق المعايير الطبية المعتبرة، والإنسان المراد قياس ضغط الدم لديه يجب أن يهيئ من قبل الطبيب أو الممرض، وعليه أن يتخذ وضعية خاصة أثناء ذلك:
1- يجب أن يرتاح الإنسان على الكرسي ما لا يقل عن خمس دقائق أو أكثر، حسب ما تدعو إليه الحاجة، وصولا إلى الراحة التامة له قبل القياس.
2- يتم القياس على الكرسي، لا على سرير الفحص.
3- تكون جلسة الإنسان واضعا قدميه على الأرض بشكل كامل، أي ليس فقط رؤوس أصابع قدميه أو ساقه الواحدة فوق الأخرى، ويضع مرفقه وساعده في الجهة المراد قياس الضغط منها فوق الطاولة بشكل مريح، والسبب في هذه الأمور هو أن شد أي من عضلات الإنسان في الأطراف السفلية أو العلوية يؤدي إلى ارتفاع الضغط بمقدار قد يصل إلى 20 ملمتر زئبقي في بعض الأحوال.
4- يجب أن يكون مستوى العضد حيث سيتم لف السوار حوله، في مستوى القلب.
5- قياس الضغط بعد نصف ساعة على الأقل من تناول الكافيين، كالذي في القهوة والشاي، أو ممارسة الرياضة، أو تدخين التبغ.
6- يتم قياس الضغط مرتين في الجلسة الواحدة، ويعتمد المعدل كمقدار ضغط الدم.
يؤدي القلق بحد ذاته إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل طبيعي إلى درجة قد تتجاوز 30 مليمتر زئبقي لدى بعض الناس، لدرجة تشخيص ارتفاع ضغط الدم لدى هذا الإنسان، وبالتالي وصف الدواء له، ويعود الضغط إلى معدله الطبيعي لدى هذا الإنسان في المنزل أو غيره، أي خارج المستشفى، ولا توجد مجموعة من الناس لا يظهر عندها هذا التغيير، فهو يصيب الكبير والصغير، والذكور والإناث، بدرجة متساوية تقريبا، والمتعلم وغيره، وحتى يصيب العاملين في المستشفيات أيضا، من أطباء وغيرهم، وكذلك يصيب مرضى الضغط والسليمين منه، ولذا يفضل دائما أخذ قياس الضغط في وضعية الراحة، وألا يكون الإنسان متوترا، فإن قياسه خلال 24 ساعة يمكن أن يقلل من حاجة 25٪ من المرضى للعلاج، ويقلل أيضا حاجة 10٪ منهم إلى تناول أكثر من علاج واحد لخفضه، وهذا ما يسمى بقياس الضغط المحمول على مدى 24 ساعة.
وأما عن سؤالك عن اختلاف القراءات للضغط من جهاز لآخر، فإن مقياس الضغط الزئبقي مازال يعتبر هو القياس المعياري الذي يعتمد عليه، وفي دراسة أجريت على 337 مريضا، وجد أن المقاييس الإلكترونية تعطي قراءات أقل من الزئبقي بقليل (بمقدار 2 ملم للانقباضي و1.3 ملم للانبساطي) وهذا هو متوسط الاختلاف في القراءتين عند هؤلاء المرضى، إلا أن بعض المرضى كان الفرق يصل إلى 10 ملم، وما أكد عليه الباحثون هو أن يعرف المريض كيف يأخذ ضغطه في البيت، وكيف يستخدم الجهاز.
أما بالنسبة لاستخدام دواء الضغط فيجب أن يتم تناوله بشكل مستمر متى أقر الطبيب أنه بحاجة لدواء، ولا يؤخذ دواء الضغط إلا عند اللزوم، وإن كان الطبيب شاكا في حاجتك للدواء، فيجب عمل تخطيط لمدة 24 ساعة، وأخذ متوسط الضغط في وضعيات كالتي تم وصفها.
نرجو من الله لك دوام العافية.