السؤال
السلام عليكم.
عمري 18 سنة، منذ 3 سنين والضغط عندي يرتفع كثيرا لدرجة أنه يصل لـ150 على 100، وذهبت لدكاترة كثيرين، فلم يعطوني سببا واضحا، عملت تحليل كرياتين كان جيدا، وصورة دم وكانت جيدة، هناك طبيب أعطاني برشام تريتاس (رامبريل )، نصف قرص يوميا قبل الإفطار، وقال لي قليله بالتدريج إلى أن تتركيه.
لم يدلني أحد على سبب واضح، أريد أن أعرف ما هو السبب؟ ربما أني لا أحس بأي شيء، وأقيس الضغط فأجده عاليا، وفي اليوم الثاني أجده منضبطا!
أيضا تأتيتني دوخة غريبة جدا، علما أن عندي نسبة الانيميا11، وأنا آخذ حديد وفيتامين، ومع ذلك عندي دوخة، والفترة هذه زادت وخصوصا بعد الأكل، وأنا ضغطي يرتفع ولا ينزل، ما هو السبب؟ وخصوصا أنها تزيد بالليل، ويمكن تأتيتني أول ما أستيقظ من النوم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zozo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هناك أمور عديدة يجب أخذها بعين الاعتبار بالنسبة لضغط الدم، فالضغط الطبيعي يتغير بين أوقات النهار، وأوقات الليل، وكذا حال الراحة، وحال القيام بأنواع شتى من المجهود البدني، وكذلك يختلف بين حالة استلقاء الجسم، أو الجلوس، أو القيام، ويتغير كذلك بعد تناول الطعام، أو شرب القهوة، أو الشاي، أو التدخين عن الحالات الأخرى، وكذلك التوتر النفسي.
وإذا كانت قراءة قياس ضغط الدم أعلى من المقدار الطبيعي سواء في الانقباض أو الانبساط، فإن الطبيب سيقوم بأخذ قراءات متكررة للضغط خلال فترة زمنية تمتد لبضعة أسابيع، أو يطلب من المريض أن يجري قياس ضغط الدم بشكل متكرر في المنزل، وذلك قبل تشخيص أن المريض عنده ارتفاع ضغط الدم.
فقراءة واحدة مرتفعة لمقدار ضغط الدم ليس معناها بالضرورة أن الشخص لديه ارتفاع ضغط الدم، ولكن إذا ما تكررت ملاحظة أن نتائج قراءات قياس ضغط الدم هي 140/ 90 أو أعلى من ذلك عبر فترة زمنية، أي إما أن يكون الضغط الانقباضي هو 140 أو أعلى من ذلك، أو أن الضغط الانبساطي هو 90 أو أعلى من ذلك، فإن الطبيب سيذكر للمريض إصابته بمرض ارتفاع ضغط الدم، وسيباشر البدء ببرنامج علاجي للعمل على خفض ضغط الدم لعودة قراءات قياسه إلى المقدار الطبيعي؛ ولذ عادة ما يطلب من المريض أخذ الضغط في البيت، وفي وقتين أو ثلاثة خلال اليوم، وقبل أخذ قياس الضغط يكون الإنسان مرتاحا، ودون مجادلة مع أي إنسان لمدة نصف ساعة، ولم يتناول القهوة، ويكون جالسا، ومقياس الضغط على مستوى القلب، فيؤخذ القياس، ويتم أخذ متوسط القراءات الثلاث خلال اليوم، ومتوسط القراءات خلال أسبوع.
ودائما يفضل في مثل حالتك أن يتم اتخاذ تدابير أخرى قبل البدء بالدواء أن يتم تشخيص ارتفاع الضغط، ومن هذه التدابير تنزيل الوزن، والمشي، وتقليل الملح، وهذه يمكن أن تنزل الضغط بمقدار 10 ملم زئبقي.
وعادة متى تم أخذ القرار بأن المريض محتاج للعلاج بالأدوية لارتفاع الضغط، فإن الأدوية يجب استخدامها بشكل مستمر، ومدى الحياة، ومعظم حالات الضغط ليس لها سبب إلا أن هناك عوامل خطورة تزيد من احتمال حصول ارتفاع الضغط، ومنها العوامل الوراثية والعادات الصحية السيئة وتشمل التدخين، والإفراط في تناول الدهون، والسكريات، واللحوم، والبدانة، وقله ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الخمر، وتناول الأطعمة المالحة، وقله تناول الأطعمة الليفية كالفواكه، والخضراوات، والضغط النفسي، والسمنة، و5% من حالات الضغط يكون هناك سبب لارتفاع الضغط ومنها:
مثل الفشل الكلوي، أو تضيق شريان الأورطى، أو أمراض الغدة النخامية، والكظرية كأفراط إفراز هرمون الالدستيرون الذي يقلل من تخلص الكلى من الصوديوم، والسوائل مما يسبب زيادة في حجم السوائل في الأوعية الدموية ثم ارتفاع بضغط الدم، والأدوية، كالكورتيزون، والهرمونات الصناعية، وحبوب منع الحمل التي تحتوي على الاستروجين، والبروجستيرون.
وأما الدوخة فعلى الأكثر فإنه ليست بسبب فقر الدم البسيط الذي ذكرته؛ لأن الدوخة في فقر الدم تكون عندما يكون هناك نزول في الدم بشكل حاد، وفي مثل سنك، فإن الجسم يمكن أن يتحمل نزول الدم الحاد إلى 8-9 دون أن يحصل دوخة، وفي مثل هذه الحالة تكون الدوخة عند الوقوف وتختفي عند الاستلقاء.
إن كانت الدوخة أول الاستيقاظ من النوم، وكانت الدوخة مع تغيير حركة الرأس من وضعية إلى أخرى، وقبل الجلوس والوقوف، فعادة ما يكون سببها ما يسمى بالدوخة الوضعية الحميدة Bening positional vertigo ، وهي عادة ما تتسخن خلال فترة قصيرة، أما إن كانت عند الجلوس بسرعة، أو الوقوف من وضعية الجلوس، فيجب أخذ الضغط في وضعية الاستلقاء، ووضعية الجلوس، ووضعية الوقوف للتأكد من عدم وجود انخفاض وضعي للضغط على الرغم من أن القراءات عندك كما ذكرت مرتفعة أحيانا.
لذا يفضل مراجعة طبيب مختص بالأمراض الباطنية لأخذ قراءات الضغط في الأوضاع التي ذكرتها أو تأخذيها أنت في البيت.
والله الموفق.