السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على جهودكم المباركة.
أنا شاب مسلم، أبلغ من العمر 27 سنة، غير متزوج، بدأت بالمحافظة على الصلاة منذ أسابيع فقط.
منذ سنة، جئت إلى كندا لإتمام دراستي الماجستير على حساب الحكومة الكندية.
مشكلتي هي: أني أحاول مرارا وتكرارا التركيز على المراجعة، وعلى الأبحاث، لكن دون جدوى، رغم كوني صاحب همة، ومهتم بالتنمية البشرية، ودائما مجد في العمل، كلما جلست للمراجعة أحس بضيق شديد، وبرغبة فقط في الفيس بوك، أو قراءة كتب أخرى خارج مجال التخصص، كما أحس بألم في أعلى الكتفين، وببطن منتفخ شيئا ما، وحرارة حول العينين، خصوصا في المساء.
فهل أنا مصاب بالعين، أو الحسد، أو السحر؟ أم هو مجرد كسل وتأجيل؟
وما الحل، بارك الله فيكم، وأدخلكم الجنة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا من كندا.
اطمئن أخي، فالأمر ليس عينا، أو سحرا، أو حسدا، وليس كسلا، أو تسويفا!
فقد لا تكون إلا مجرد بعض الصعوبات في التكيف مع حياتك الجديدة في كندا، بعيدا عن أهلك وأسرتك وبلدك، فليس من السهل التكيف مع الحياة الجديدة، حيث الثقة واللغة والعادات والتقاليد والأعراف، كلها مختلفة عما ألفته في بلدك الأم.
هذا، بالإضافة لطبيعة الدراسة، وبعض صعوباتها وتحدياتها، واختلاف طبيعة أبحاث الماجستير عن غيرها من الدراسات الجامعية.
وأضف إليها موضوع الشعور بالوحدة، وربما افتقاد الحياة الاجتماعية التي اعتدت عليها قبل السفر إلى كندا.
فما الحل لتحسين الحال؟
ربما العناية بترتيب الأمور الواردة أعلاه، من محاولة التكيف مع الغربة، ومع افتقاد الأقرباء والأسرة، وربما يفيد هنا التواصل معهم بالهاتف والسكايب والإيميلات.
ولا بد من الحديث المباشر مع المشرف على أبحاث الماجستير، فعسى أن تستطيع تقسيم العمل، أو ترتيب القيام به على مراحل، والمشرف لا شك أنه لديه خبرة في مساعدة الطلاب الجدد والقادمين من بلاد بعيدة، حيث لم يتكيفوا بعد مع حياة الغربة.
ولا بد أيضا من الاعتناء بالأنشطة الأخرى، كالرياضة مثلا، مما يمكن أن تنشطك لتكون في صحة بدنية جيدة، وهذا بالإضافة للتغذية المناسبة والمتزنة، وليس مجرد الأطعمة السريعة، وإنما تناول الطعام المطبوخ والصحي، وكما يقال: "أنت ما تأكل".
أعتقد أنك إن قمت بالأمور الواردة أعلاه، ومع شيء من الهمة والحماس، والرغبة الصادقة في إنهاء الماجستير في أقرب فرصة، يمكنك أن تستعيد نشاطك، ليس فقط لتنهي دراستك، وإنما لتستمتع بها أيضا.
وفقك الله، وجعلك من الناجحين المتقدمين.