السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة كتب كتابي على ابن خالي، وبعد عدة أشهر اكتشفت أنه على علاقة مع فتاة، وأنه يحبها ومحتفظ بالهدايا التي قدمتها له! والآن صار على كتب كتابي سنتان، أنا أستغرب جدا أنه متمسك بهذا الزواج؟ إذا هو يحبها لماذا تزوجني؟!
هو يدرس في الخارج، وأخاف أن يصبح زواجي مؤقتا ثم يطلقني إذا انتهي من دراسته، أنا مترددة كثيرا، واستخرت الله منذ اللحظة التي علمت فيها بهذا، وأنا لا أعلم إذا كانت العلاقة مستمرة إلى الآن أم لا؟
الإجابــة
سم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة - ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونحن حقيقة لا ننصح بفسخ هذا الزواج، ونتمنى إكمال المشوار، ونعتقد أن ابن الخال هذا الذي خطبك وجاءك واختارك ورضيك إذا تم الزواج بهذه الطريقة فلا ننصحك بالطلاق منه، بل ننصحك بإكمال هذا المشوار، ونعتقد أن بعض الشباب – هداهم الله – قد تكون لهم مثل هذه العلاقات، لكنها تنتهي بنجاح الزوجة وبلباقة الزوجة، وبحرصها على احتواء الرجل، ثم إن كثيرا من الفاسقات تهرب من حياة الشاب عندما توقن أنه تزوج، وأنه قد أصبح له زوجة، خاصة إذا ملأت الزوجة عليه حياته وفازت باهتمامه، وهذا لن يكون صعبا على أمثالك، خاصة والرجل أعتقد أنه لو لم يكن رضي بك ما تزوجك، ولما أصر على الاستمرار في هذا الطريق.
اطردي عن نفسك هذه الوساوس، وذكريه بالله تبارك وتعالى، واجتهدي في أن تأخذي بيده إلى طريق الهداية والرشاد، وعندها سيعلم أن الحلال له طعم وأن الزوجة الحلال الوفية هي التي تعين زوجها على الخير، وتبرز له مفاتنها حتى لا يلتفت إلى غيرها، وتقترب منه حتى لا تقترب منه الأخريات، فإن وجودك إلى جواره سيبعد عنه شياطين الإنس والجن.
لذلك نحن نتمنى إكمال هذا المشوار-زواجك به- ولا مانع إذا شعرت أن له علاقة أن تشيري له إشارات بمثل هذه الأمور، وأنك شديدة الغيرة، وأنك من حبك له أنك تخافين عليه، دون أن تشعريه، إن لم يكن قد قال لك ذلك صراحة، أما إن كان قد بدأ بالكلام صراحة وهو الذي أخبرك فيمكن أن تناقشيه علانية، شريطة أن يكون ذلك بالحكمة.
أنت تقولين الآن (لست متأكدة، هل العلاقة مستمرة أم غير مستمرة)، لا ندعوك إلى البحث، ولكن ندعوك إلى الاهتمام بنفسك وبزوجك، فأنت الآن زوجته الرسمية الشرعية، فلا تفوتي هذه الفرصة، واسألي الله دائما له الهداية، وكوني عونا له على الهداية أيضا وعلى الثبات على الخير، وعلى نعمة الزواج الحلال التي أكرمه الله تبارك وتعالى بها.
إن الإنسان الذي وهبه الله زوجة بالحلال واختارها ورضيها، ما ينبغي بعد ذلك أن يسلك السبل المعوجة، فهذا نوع من الكفران والجحود بنعمة الله تبارك وتعالى عليه وعلى أمثاله من الشباب الذين أتيحت لهم فرصة الزواج والحلال، وغيرهم يتطلع إليه، فلا يجدوا إلى ذلك سبيلا.
أرجو أن تعلمي أيضا أن كثيرا من الشباب الذين كانت لهم علاقات لا يثق بالفتاة التي قدمت له التنازلات ورضيت به، بل إن الشيطان الذي جمعهم على المعصية هو الشيطان الذي يجعلهم ينفرون من بعضهم، فكيف يثق في فتاة كانت معه في الحرام، وربما ظن أن تكون مع آخرين، ولذلك دائما الشباب - بكل أسف حتى الفاسق – عندما يريد زوجة يبحث عن أمثالك من الطاهرات الطيبات، وهو لا يرضى صاحبة الهوى جليسة الليل، التي قدمت تنازلات في الفسق والفجور، لا يرضاها أما لعياله أو مؤتمنة على بيته، وإن حصل ذلك – وقل أن يحصل – فإن الشيطان سرعان ما يخرب تلك البيوت، لأن الشيطان الذي يجمعهم على المعصية وعلى العلاقة المحرمة هو نفس الشيطان الذي يأتي فيقول (كيف تثق فيها، وربما أن يكون لها أصدقاء آخرون) ثم يأتي لها فيقول: (كيف تصدقين هذا المجرم، الذي أسس معك علاقة من غير رابطة شرعية، وما المانع أن يكون له أخريات) ؟!
لذلك هؤلاء الشباب دائما عندما يريد أن يؤسس أسرة، وعندما يريد أن يبني بيتا يأتي يبحث عن الطيبات الصالحات من أمثالك.
أنت اقتربي منه وكوني عونا له على تصحيح المسار، وعلى العودة إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن ابن الخال بمنزلة عظيمة وبمنزلة قريبة ويهمك أمره، كما أن وجودك معه مما يسعد أفراد الأسرة ويعين على لم الشمل، ونحن على ثقة أنك بهذا العقل وبهذا النضج تستطيعين -إن شاء الله- أن تحتويه وتؤثري عليه وتقوديه إلى الخير.
وإذا كان عندك مزيد من التفاصيل أو ظهرت لك أحوال أخرى فأرجو أن تبدئي بالتواصل مع موقعك، لأن هذا أفيد لك وله، بدلا من أن تدخلي أهلك وأهله فتتعقد الأمور، فنحن من هذا المنطلق نجتهد في أن نعرض وجهة النظر الشرعية دون محاباة، فلسنا أخوالا لك ولسنا أعماما له، ولكننا نقول الكلام الذي يرضي الله والذي نراه أقرب للصواب، ونسأل الله أن يلهمنا وإياك السداد والرشاد، ووصيتنا لك بالتقوى، بالاستغفار، بالدعاء، باللجوء إلى الله تبارك وتعالى، ثم بتشجيع هذا الشاب على إكمال المشوار، وعندها ينبغي أن تنجحي في حسن التبعل له والاقتراب منه والاهتمام به، حتى لا يلتفت إلى غيرك.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والهداية والسداد، ونسأله الهداية لشباب المسلمين جميعا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وشكرا لك.