مزاجي متقلب وعصيبتي شديدة لأتفه الأسباب.. ماذا أفعل؟

0 366

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة متزوجة، لدي ابنان أعاني من عصبيتي الشديدة ولأتفه الأسباب، كما أنني متقلبة المزاج، أكون فرحة، ثم ينقلب مزاجي للحزن والبكاء بدون سبب، وعندما أكون حزينة جدا تأتيني أفكار بالانتحار ليرتاح من حولي مني.

كما أنني أتخيل شخصيات في ذهني وأسميهم، وأتفاعل معهم، حيث أنني أتكلم عنهم بصوت عال، وأحيانا أضحك أو أبكي، أو أحب الجلوس وحدي أكثر من الجلوس مع أهلي! ماذا أفعل أرجو منكم المساعدة أحس بالضياع.

مشكلتي بأنني عصبية لأتفه الأسباب، وتصل عصبيتي للصراخ، وعندما تهدأ أعصابي أندم على كل ما فعلته.

تعبت كثيرا من مزاجي الذي يزعج من حولي، وبالأخص زوجي، فكثيرا نختلف بسبب ما أعانيه، كما أنني لا أتجرأ على البوح لزوجي بمشاكلي، أو همومي بالرغم من أنه رجل متفهم، وحنون لكنني أخاف، وعندما أحزن أفكر بالانتحار ليرتاح من حولي مني، ماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرا.

عشت طفولة تفتقد حنان الأب حيث أن والدي كان مسجونا منذ صغري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت أبوي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

الذي يظهر لي هو أنه لديك كما تفضلت نوعا من العصبية، سرعة الانفعال الزائد ربما يكون لديك تقلب في المزاج، ونوبات الاكتئاب القلقي التي تأتيك بالطبع هي التي تسبب لك شيئا من الكدر والشعور بعدم الارتياح، وفي ذات الوقت لديك خيال خصب، وما يمكن أن نسميه بأحلام اليقظة، هذه ظواهر نفسية، وأنا حقيقة أدعمك بالذهاب إلى الطبيب النفسي، أنت محتاجة إلى جلستين، أو ثلاثة، وأن يكتب لك دواء محسن، ومثبت للمزاج، وأعتقد أن هذا كل ما تحتاجين إليه -أيتها الفاضلة الكريمة-

لا تفكر في الانتحار أبدا، والانتحار لا يناسب أي إنسان، وهو تعقيد أكثر لمشاكل الحياة؛ لأنه حتى الذي يقتل نفسه، -والعياذ بالله- على نطاق الدنيا يجعل الآخرين يحسون بذنب شديد حياله، ويترك وصمة وسط أهله هذا بجانب ما يقابله في الآخرة.

أنت -أيتها الفاضلة الكريمة- في سن صغيرة، وأمامك حياة طيبة، وهانئة بإذن الله تعالى، وتقلبات المزاج، والقلق والتوتر هي جزء من حياة الإنسان، ولا أعتقد أبدا أن حالتك معقدة، وحالتك -إن شاء الله تعالى- بسيطة جدا، فاذهبي إلى الطبيب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.

بالنسبة للأيام الصعبة التي عشتيها في طفولتك نسبة لغياب الأب هذا إن شاء الله قد انتهى وقد مضى وفيه خبرة للاستفادة منها بأن تعيشي الحياة الآن بقوة وأن تسدي النواقص التي افتقديها في حياتك، وذلك من خلال الاستبصار والتفكير الإيجابي، وأن تكوني مفيدة للنفس ولغيرك وأنت -الحمد لله تعالى- لديك أشياء طيبة في حياتك، وأنت متزوجة لديك -إن شاء الله تعالى- الزوج الصالح والذرية هذه نعمة عظيمة، وبشيء من التأمل والتفكير الإيجابي، وتنظيم الحياة وترتيبها -إن شاء الله تعالى- يفرج كل ما بك من هموم، أذهبي إلى الطبيب -إن شاء الله تعالى- وسوف تجدي منه كل العون.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات