السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بلغت من الكبر عتيا، ورغم مستواي المحترم وأني أب لأربعة أولاد، لم أتمكن لحد الساعة من الحصول على مسكن أو بناء مسكن، هناك فرص للاستفادة من مساكن اجتماعية، لا أعرف كيف أتوسل للمسؤولين لعرض حالتي المزرية، أجد ثقلا في عرضها، وأحس بها أنها تمس بمكانتي وكرامتي حين التقدم إليهم.
في نظرهم كيف أنا بهذه المكانة ولا أملك سكنا؟ لي كثير من الأدلة على ما أشكو منه، لأني لا أحب التضرع أو الشكوى إلا إلى ربي، لأن ثقتي بالدعاء كبيرة جدا، كيف أعرض هذا الموضوع بدون أن أجد الإحراج؟
شكرا على ما تبذلونه في خدمتنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائما في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق وأن يوسع رزقك، وأن يبارك لك في أولادك وأن يجعلك من سعداء الدنيا والآخرة.
بخصوص ما ورد في استشاراتك -أخي الكريم الفاضل- فإنه مما لا شك فيه أن سؤال الناس قد يسبب قدرا كبيرا من الإحراج لدى الكثير ممن يتمتعون بحساسية مفرطة اتجاه سؤال الناس، وكما لا يخفى عليك أن الله أمرنا بالأخذ بالأسباب، وإن الدعاء وحده وإن كان مما لاشك فيه له دور كبير فاعل في تحقيق الأماني وتقريب البعيد إلا أن الدعاء وحده لا يكفي في كل أمر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بالدعاء مع الأخذ بالأسباب، وأنت تعلم ماذا حدث في ليلة الهجرة وكذلك الذي حدث في يوم غزوة بدر، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله وأخذ بالأسباب وجهز جيشه وأعده ورتبه ثم انطلق بالناس على بركة الله، فكان التوفيق حليفهم.
لذلك -بارك الله فيك- الأخذ بالأسباب لا يتعارض أبدا مع الشرع، ولا يتعارض أيضا مع كرامة الإنسان ما دام هذا حقه، ومادام لا سبيل إلى الوصول إليه إلا بهذه الطريقة.
أرى -بارك الله فيك- أن تكسر هذا الحاجز، وأن تعلم أنك لا تسأل أحدا من ماله الخاص، وإنما هذه خدمة تقدمها الدولة لأتباعها أو لأفرادها، فلماذا أنا أستحيي من حق هو لي وأنا أطلبه، وقد يكون غيري ممن هو أقل حاجة يستمتع بحقه كاملا، لأنه راجع الجهات المخصوصة ذات العلاقة، فأنا أرى بارك الله فيك أن تصلي ركعتين بنية قضاء الحاجة، وأن تتوكل على الله وأن تذهب إليهم، وبإذن الله تعالى سوف يفتح الله لك وسوف ييسر الله أمرك، وسوف تقضى حاجتك.
أما لو أنك مكثت فقط على هذا الذي أنت فيه، فاسمح لي أن أقول لك هذا نوع من التواكل وليس هو التوكل المشروع، لأن الأخذ بالأسباب جزء لا يتجزأ من الشرعية، والله تعالى أمرنا أن نأخذ لكل شيء سببه، وأن نتبع الأسباب وأن نعلم أن الأسباب لا تعمل وحدها وإنما تعمل بإرادة الله تعالى، فنحن نتوجه إلى الله تعالى بالدعاء حتى يجعل الله النفع والبركة والأثر في الأسباب.
عليك -بارك الله فيك- بصلاة ركعتين بنية قضاء الحاجة، وأن تذهب إليهم وأن تكثر من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية أن يقضي الله حاجتك، وأن يذهب الله عنك هذا الحرج، وبإذن الله تعالى سوف تقضى حاجتك عاجلا غير آجل.
أسأل الله أن يكون ذلك قريبا، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.