بعد الإقلاع عن العادة السرية، هل ستعود الأمور إلى طبيعتها؟

0 410

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أحب أن أشكر القائمين على هذا الموقع الممتاز, وأسأل الله أن يجعل كل هذه الأعمال في ميزان حسناتكم.

في الحقيقه لا أدري من أين أبدأ، لكنني سأحاول ببساطة أن أقول ما أريد.

أنا إنسان كنت أعصي الله، وكنت تائها في الحياة بلا هدف، ومتخبطا، وكنت أضيع الفروض، وكنت غير ملتزم بالصلاة.

والمشكلة الرئيسية التي أنا بصدد الحديث عنها، وأعتقد أنها من أكبر الأسباب التي جعلتني بعيدا عن الله، كارها لنفسي ولحياتي التي كانت كالجحيم من وجهة نظري.

أنا كنت أمارس العادة السرية بشكل فظيع ومستمر، وكنت مداوما عليها منذ فترة طويلة جدا، تقريبا منذ أن بلغت، وأنا الآن عمري 23 سنة.

وكنت دائما أشعر بالذنب بسببها، وأشعر بالدونية كوني لا أستطيع التوقف عن ممارستها، وحاولت مرارا وتكرارا أن أتوب إلى الله، ولكن في كل مرة كنت أعود وأمارسها مرة أخرى.

في المرة الأخيرة عزمت على تركها نهائيا خوفا من الله في البداية، وأنا أعلم أن هناك لغطا كبيرا حول أضرارها الصحية، وأنا طبعا خائف على نفسي بعد أن تركتها أن تؤثر علي سلبا بعد الزواج.

أنا -الحمد لله- تبت إلي الله، وتوقفت عنها، والتزمت بالصلاة والأذكار,، وشعرت بسعادة حقيقية لم أشعر بها أبدا من قبل، وأنا الآن أحفظ القرآن، لكن ما أخشاه حقيقة أن أضعف في أي وقت، وأعود مرة أخرى لهذه العادة القبيحة التي أكرهها.

سؤالي هو: هل بعد أن تركت هذه العادة الخبيثة سأعود صحيحا، وكم يستغرق من وقت حتى أعود طبيعيا نشيطا معافى، وهل ستؤثر علي مستقبلا في حياتي الزوجية، فأنا أنوي الزواج -إن شاء الله- بعد سنتين؟

كما أخبركم أني لم أحتلم إلا مرة أو مرتين منذ بلغت, فهل هذا بسبب إدمان العادة أم لا؟ وما هو الوقت الذي احتاجه بعد ترك العادة حتى الاحتلام الطبيعي، وهل إن لم أحتلم كثيرا هل هذا يدل على ضعف جنسي؟

اعذروني لكثرة أسئلتي، لكنني أريد فعلا أن ينقذني الله من هذه العادة المدمرة، وأكون إنسانا طاهرا صالحا.

ما هي نصيحتكم حتى أثبت على الطريق الحق، ولا تزل قدماي مرة أخرى في هذا النفق المظلم؟ فأنا والله كنت صادق النية في المرة الأخيرة، واستعنت بالله، ووفقني ربي لتركها، وأشعر أني لن أعود لها أبدا مرة أخرى، وأسأل الله أن يغفر لي ذنوبي ويثبتني، لكنني خائف جدا من أن أعود وتذهب كل مجهوداتي أدراج الرياح.

جزاكم الله كل خير، ووفقكم إلى ما يحب ويرضى اللهم آمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

أخي الكريم: إن للعادة السرية علاقة بالتغيرات التي تطرأ على صحة الإنسان العضوية والنفسية، حيث تسبب احتقان الجهاز البولي والتناسلي، وخاصة احتقان البروستاتا، والتي تؤدي إلى أعراض مثل: ضعف الأعصاب، والإحساس بضعف الانتصاب والقذف، وعدم الارتياح؛ لأن الممارس لهذه العادة يستعجل اللذة والشهوة التي تصاحب القذف، وبذالك لا يكون هناك إشباع جنسي مما يؤدي إلى احتقان البروستاتا، وظهور تلك الأعراض.

والعادة السرية -وخاصة الإفراط فيها- يؤدي مع الوقت إلى الإصابة النفسية، والشكوك، والتوهمات، هذه الأمور كلها تحدث مع ممارسة العادة السرية، ولكن لا تأثير لها بعد التوقف عن ممارستها، ولا تؤثر على الزواج مستقبلا؛ وأنت -والحمد لله والشكر- بدأت في ذلك, ونرجو لك من الله الثبات.

في البداية نوضح أن العلاج دائما يبدأ بتجنب الأسباب المؤدية للأعراض، لذا أنصحك بالآتي:

- تجنب المؤثرات الجنسية، إن كانت أفلاما، أو صورا، أو أحاديث جنسية.

- الحرص على الرياضة المنتظمة المجهدة لتفريغ الطاقة الكامنة بداخلك.

- تجنب الجلوس لفترات مطولة، وتجنب الملابس الضيقة.

والأهم من ذلك أن تتجنب ممارسة العادة السرية، وإذا تم ذلك فسوف تزول كل هذه الأعراض الوقتية، وتعود معافى -إن شاء الله- جسديا ونفسيا.

بالنسبة للاحتلام: الاحتلام يعني خروج المني من الذكر، ويحدث أساسا في مرحلة المراهقة، وبداية الشباب، ولكنه قد يحدث في أي وقت من العمر بعد البلوغ، وقد يكون الاحتلام مصحوبا أو غير مصحوب بأحلام جنسية أثناء النوم، وقد يحدث أثناء اليفظة، ويحدث غالبا نتيجة التعرض للمثيرات الجنسية.

بعض الذكور تحدث لهم احتلامات ليلية كثيرا في فترة المراهقة، بينما آخرون لا تحدث لهم الاحتلامات، ونسبة عالية من الذكور تحصل لهم احتلامات ليلية في فترة ما من حياتهم، أي أن هناك أناس طبيعيون لا يحصل لديهم أي احتلامات، وبعض الرجال لديهم أحتلام فقط في سن معينة، والبعض الآخر يكون عندهم أحتلام طوال حياتهم بعد سن البلوغ؛ لأن الاحتلام هو أمر طبيعي فسيولوجي يحدث لكل الرجال البالغين، وفيه يتم التخلص من السائل المنوي المتجمع في الحويصلات المنوية في الجهاز التناسلي، ولا يسبب ذلك أي ضعف أو مشكلة، وليس له تأثير -بإذن الله- سواء على القدرة الجنسية أو الإنجابية, ولا ينبغي لك أن تقلق أو تتوتر فهذا الأمر طبيعي.

أرجو من الله أن يثبتك على الطريق القويم.

مواد ذات صلة

الاستشارات