السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ 5 شهور من حالة بدأت لي فجأة، في شهر رمضان حيث شعرت بنوبة من الخوف، وضيق في التنفس، وسرعة دقات القلب!
عندها ذهبت إلى المستشفى، ولكن جميع فحوصاتي كانت بخير، حيث لم أكن أعاني من أي مرض عضوي، وبعدها أصبحت الحالة تراودني عند كل دورة شهرية.
أما الآن فأني أشعر دائما بالكآبة والحزن والتوتر من أي شيء، حتى تحصيلي الدراسي قد أصبح متدنيا بدرجة كبيرة، وأصبحت فردا غير قادر على الإنتاج.
دائما أحس بالخمول والكسل، ولكني أجبر نفسي على ملاقاة الناس، لكي لا تستحوذ هذه الحالة على حياتي .
أرجو منكم مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
النوبة التي حصلت لك في شهر رمضان، كانت نوبة هرع وفزع كما يسمى، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي قد يأتي من دون أي سبب، لكن نشاهده أكثر لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد للقلق، ويظهر أنك من هذا النوع من الناس الذين تتسمى شخصياتهم بشيء من الحساسية، وهذا يجعلنا أكثر ميولا لحالات القلق .
موضوع الدورة الشهرية، وما يصحبها من أعراض نفسية، هذه الجزئية معروف جدا في الطب النفسي أن كثيرا من البنات والنساء قد يصبن بشيء من القلق والتوتر، ومزاج اكتئابي قبل الدورة الشهرية، كما أن الإحساس بالخمول والكسل هو جزء من متلازمة اكتئاب الدورة الشهرية كما يسمى.
أيتها الفاضلة الكريمة، بصفة عامة حالتك بسيطة، لكن أفضل إذا تكرمت وذهبت وقابلت طبيبا نفسيا، والبحرين بها الكثير من الزملاء والزميلات المتميزين جدا، وإذا لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب فأقول لك حالتك في مجملها هي حالة بسيطة من حالات الاكتئاب المرتبطة بالدورة الشهرية، هل هذا ناتج منها أم لا؟!
هذا موضوع طويل وشائك ومعقد، وعليه الكثير من الخلافات العلمية، لكن في نهاية الأمر هنالك إجماع أن مضادات الاكتئاب مفيدة جدا وعقار سبرالكس، والذي يعرف باسم استالوبرام من الأدوية المفيدة جدا، الجرعة المطلوبة في حالتك هي (5) مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام تستمر عليها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة أي استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء.
ممارسة التمارين الرياضية وجد أنها مفيدة جدا وفعالة جدا، وكذلك تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) أرجو الاطلاع عليها، سوف تجدين فيها بعض التعليمات البسيطة، إذا قمت بتطبيقها بالصورة الصحيحة سوف تحسين بفائدة عظيمة جدا.
أيتها الفاضلة الكريمة، يجب صرف الانتباه عن هذه الأعراض، فالتفكير الكثير في الأعراض القلقية والاكتئابية يزيد منها، أما تجاهلها والإصرار والدفع النفسي الإيجابي دائما هي أحد الوسائل الطيبة والمفيدة.
عدم القدرة أو عدم ملاقاة الناس هو جزء من أعراض القلق الاكتئابي الذي تعانين منه، ولا أظن أنه ناتج من الرهاب الاجتماعي، وإن شاء الله تعالى بإتباع ما ذكرته لك سوف تتحسن الأمور جدا، كما ذكرت لك سلفا مقابلة الطبيب سوف تكون مفيدة جدا، خاصة أن البحرين بها الكثير من المختصين الذين أعرفهم.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والسداد والتوفيق.