السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد..
أمي البالغة من العمر 54 عاما -ېا دكتور محمد عبدالعليم- لا زالت حالتها النفسية ليست جيدة, فمنذ 25 سنة وهي مستمرة فيها على العلاج.
بدأت مشكلة أمي في إحدى الليالي الممطرة، عندما تعرضت لضغط كبير, ومشكلة منزلية أصيبت فيها بالهلع؛ مما أحدث لديها (فوبيا) من المطر جعلتها تربط المطر بالخوف والهلع.
لاحظنا التغير في حالتها النفسية منذ تلك الحادثة؛ حيث إنها صارت تميل إلى العزلة والوحدة بفعل الخوف، كما أنها أصبحت كثيرة الشك، فتقوم بغسل يديها كثيرا، وأصبحت لا تثق في أقوال من حولها, فعندما يرغبونها بالعلاج -مثلا- تظن أنهم يكنون لها الشر.
علما بأن أمي تستخدم عقار (ريفوتريل) بجرعة نصف حبة, أو حبة, لمدة 6 سنوات, وهي شبه منتظمة عليه, حيث إنها كانت تستخدم عقارا آخر قبل ذلك, تتصف كبسولاته باللون الوردي.
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين.
أشكركم جزيلا على هذا الموقع المبارك, وعلى ردكم على الاستشارات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
من الواضح أن والدتك تعاني من قلق المخاوف، وقلق المخاوف في مثل عمرها لا شك أنه يؤدي إلى الاكتئاب, وفي ذات الوقت هنالك جزئية وسواسية, حيث ذكرت أنها تقوم بغسل يديها كثيرا، والدتك يمكن علاجها, وعلاجها بصورة ممتازة جدا, حيث إن الطب النفسي قد اختلفت أحواله وتطور كثيرا، مقارنة ببدايات العلاج التي تلقته والدتك قبل (25) عاما.
فيا أخي الكريم: تحدث مع والدتك بلطف, وأقنعها بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، وذلك لسببين أساسين، السبب الأول: أن هذه الحالة يمكن علاجها تماما، والسبب الثاني: هو أنه من الضروري أن تتخلص من آثار ريفوتريل, فهو دواء له استعمالات طبية لا ننكرها أبدا, فهو جيد لعلاج أمراض الصداع, كما أنه مزيل للقلق والتوتر، ويعالج الخوف, ويحسن النوم؛ لكن استعمالاته هذه يجب أن تكون لفترة محدودة معدة لحالات الصرع, ويستعمل حسب التعليمات الطبية, والمدة غالبا لا تكون طويلة.
والذي أود أن أنبه له أن (ريفوتريل) دواء إدماني وتعودي, وبالرغم من فوائده كبيرة إلا أن خاصية الإدمان أكده الكثير, ومن الخواص الجميلة التي يتمتع بها هذا الدواء أن المريض يحتاج إلى أن يرفع الجرعة حتى يتحصل على نفس الفائدة التي كان يجدها، مثلا من يستعمل هذا الدواء من أجل تحسين النوم يحتاج إلى رفع الجرعة في كل مرة, وكذلك من يستعمله من أجل علاج المخاوف لا بد أن يرفع الجرعة؛ لأن الدواء من خصائصه ما يعرف بظاهرة التحمل, وحين يتوقف عنه تظهر آثاره الانسحابية السلبية.
وأنا أؤكد لك تماما أن دراسات كثيرة أشارت أن الاستعمال المزمن للريفوتريل, والأدوية المشابهة تؤدي إلى الاكتئاب النفسي.
فيا أخي الكريم: هذه حقيقة يجب أن تعرف، ووالدتك يمكن أن تعالج علاجا فعالا وممتازا لقلقها ووساوسها واكتئابها, وكذلك تعودها على الريفوتريل.
وهناك أدوية بديلة وممتازة سوف يقوم الطبيب بإعطائه إليها، مثلا عقار سبرالكس سوف يكون فعالا وممتازا, أيضا يضاف إليه عقار سيركويل, فهو يحسن النوم, ويزيل المخاوف.
السبرالكس دواء فعال لعلاج القلق والوساوس, وكذلك الاكتئاب والمخاوف, إذن رزمتها العلاجية الدوائية واضحة جدا، في ذات الوقت يجب أن تساعدها بالاهتمام بتطوير المهارات الاجتماعية, وأن تكون لها مشاركات فاعلة, وأن تشجعها على القيام بالزيارات اللازمة.
من جانبكم أشعروها أن دورها مهم في إدارة الأسرة, ويجب أن لا يتقلص هذا الدور، والعلاج -إن شاء الله تعالى- متوفر, ومتوفر جدا، وأعتقد أن مقابلة الطبيب النفسي سوف تكون مفيدة جدا.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وبالله التوفيق والسداد.