زوجي عصبي ودائما يسبني ويسب أمي وأبي.. ماذا أفعل؟

0 775

السؤال

زوجي عصبي جدا، دائما يسبني ويسب أمي وأبي يقول: (يلعن أمك ويلعن أبوك يا بنت الكلب)، ويحاول أن يمد بيديه ليضربني على أتفه سبب، ليس عنده صبر، أتعبني طلبت منه الطلاق كثيرا، فهو لا يرضى، ويقول بأنه يحبني، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لك زوجك، وأن يذهب عنه هذه الحدة وتلك الشدة، وأن يعافيه من هذه التصرفات المزعجة التي كدرت عليك حياتك، وأوشكت أن تفسد ما بينك وبينه حتى هممت بالطلاق.

كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنكما كل سوء، وأن يعافيكما من كل بلاء، وأن يعينك وزوجك على حياة طيبة مباركة قائمة على المودة والوئام والحوار والتفاهم والاحترام.

بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإني أقول: إن الغضب من الأمور المزعجة فعلا في العلاقات بصفة عامة، وفي الحياة الزوجية بصفة خاصة؛ لأن الغضب والعصبية هو نوع من أنواع التأثر بالجن والشياطين، ولذلك مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يوما على رجل قد انتفخت أوداجه واحمر وجه وعلا صوته فقال: (إني لأعلم كلمات لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فالغضب من الشيطان، والعصبية كذلك من الشيطان، ولذلك هذه الأمور إذا ابتلي بها إنسان، فإنها تفسد حياته إلى حد كبير جدا وتفقده الكثير من العلاقات الخاصة والعامة، وتجعل الناس ينفرون منه، ويحاولون الابتعاد عنه، بل وقد يقعون في النفاق، لأنهم يعلمون أنهم لو قالوا الحق الذي لا يرضيه، فقد يسب، وقد يلعن وغير ذلك، فيترتب على ذلك أنهم يقولون له ما يريحه حتى وإن كان على خلاف الحقيقة.

كذلك قضية السب، فقضية السب واللعن أيضا من القضايا التي ينبغي على المسلم أن يترفع عنها؛ لأن المسلم كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – (ليس بسباب ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء).

يبدو من رسالتك أن زوجك أخذ نصيبا وافرا من كيد الشيطان، ومن تصرفات غير إسلامية، ومن أفعال غير إنسانية، ولا راقية، وكأنه نوع من الابتلاء الذي قدره الله تبارك وتعالى لك، ولذلك ليس هناك من حل لمثل هذه الأمور أفضل من الحوار، سواء أكان الحوار مباشرا بينك وبينه أو كان بتدخل طرف آخر له ثقل، وله منزلة، وله مكانة في داخل الأسرة.

أعتقد أنك قد حاولت ذلك ولكن الحل أن تجلسي مع زوجك وتبيني له أنك منزعجة لهذه التصرفات؛ لأنها تؤلمك جدا، ولأنك فقدت الصبر - كما ذكرت أنت أيضا - على هذه التصرفات، وبيني له أن هذه الأمور(لا تحل مشكلة، وأنت بذلك تعقدين الأمور، خاصة عندما تسب أبي وتسب أمي، وتلعن أبي وتلعن أمي، هذا أمر أنا لا أقبله، وأنت لا أقبل أن أفعل معك ذلك) قولي له (بالله عليك هل ترضى أن أقوم أنا بذلك؟) يقول (أنت امرأة) قولي له:

أنا زوجتك حتى وإن كنت امرأة وأنت رجل، فنحن شريكان في هذه الحياة الزوجية على قدم المساواة، أنا وأنت أمام الشرع سواء، وأنا وأنت في الحياة الزوجية سواء، لماذا تعطي نفسك هذا الحق في السب واللعن؟ وتقول بأن هذا ليس من حقي؟ لولا أني أعلم أن هذا حرام وأعلم أنه لا يليق بالمرأة المسلمة لقلت لك أضعاف أضعاف هذا الكلام، ولكن حيائي يمنعني، وديني يمنعني، وأخلاقي تمنعني، وإلا، فالأمر ليس فرق بيني وبينك في قضية السب واللعن؛ لأن هذا كلأ مباح لنا جميعا، وهو أمر جرت عليه العادة بأن يوجد في الرجال من يسب ويوجد في النساء من يسب كذلك، ومن يلعن، ولكني أقدرك، وأعلم أن هذا لا يجوز شرعا، وأنا لا أريد أن أنزلك في معركة خاسرة، فاللعن كما تعلم من الكلمات الخطيرة التي قال عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لعن المؤمن كقتله" فأنت تساوي الآن القتل، لأن اللعن هو الطرد من رحمة الله تعالى، وهذه اللعنة الآن إذا قلتها في حق أبي أو في حق أمي فإنها تصل إلى والدي أو إلى أمي، فلا تجد أنهما يستحقان اللعنة فتعود عليك اللعنة أنت شخصيا، فيلعنك الله وتلعنك الملائكة والناس أجمعون - عياذا بالله تعالى – وأنت في غنى عن ذلك كله.

حاولي معه -بارك الله فيك- إن نجحت في الحد من هذه المسألة، لأنه مما لا شك فيه أن الأمر ليس سهلا - أختي الكريمة تالا – فهو لن يتم تغييره في يوم وليلة، لأن هذه التصرفات – مع الأسف – معظمها ورثناه من البيئة الأولى التي نشأنا فيها وترعرعنا فيها منذ الطفولة مع الأسف الشديد، ولذلك هو يحتاج إلى ثورة عارمة حتى يتم التخلص من آثار هذه التصرفات المشينة، خاصة وأن الشيطان يغذيها ويقويها ويفرح لها، لأن نتيجتها التفريق ما بينك وبين زوجك، وهذه من أهم الأمور التي يحرص عليها الشيطان – لعنه الله تعالى – ومن هنا فإني أقول:

حاولي معه في جلسات خاصة، وكرري، فإذا لم تفلح محاولاتك فأتمنى أن تدخلي طرفا آخر كالوالد أو (مثلا) أحد إخوانك أو الوالدة - إذا كان يقدرها – أو أحدا كبيرا يقدره، ليضع حدا لهذه الأشياء، وليرسل له رسالة أقوى من رسالتك، من أن امرأتك قد ملت هذه الحياة، وأنك الآن تفكرين جديا في الطلاق، وأن هذا الأمر لو تكرر لعلك لن تجد امرأتك في بيتك بعد ذلك، لعله أن يسمع إلى هذا النداء، إذا جاء من طرف آخر، خاصة إذا كان هذا الطرف جادا وحازما، من الممكن أن يتم ذلك.

أوصيك بالدعاء له أن يذهب الله عنه هذه العصبية، وأن يعافيه الله تعالى من السب واللعن، لأن الدعاء يغير القضاء كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم – فعليك بالدعاء له، واجتهدي في ذلك، وحاولي ألا تقصري، وكما أنصحك أيضا بأن تجتهدي في عدم فعل الأشياء التي تثير غضبه وعصبيته.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات