السؤال
في البداية أقدم لكم شكري، وأسأل العظيم رب العرش العظيم أن يجزيكم خير الجزاء على جهودكم.
أعاني من كثرة التبول والعطش الشديد، مع تنمل الأطراف، وصداع، وسكر صائم لدي تسعين، والمعدل التراكمي5، ولقد أجريت عدة تحاليل، وهي:
urine osmolality: 55mosm/kg
urine analysis
color : pale yellow
ph :6
sp.gravity : 1.010
و تحليل الأملاح عندي طبيعي.
وقد أعطاني الدكتور دواء منيرين, وشخص الحالة بأنها: سكر كاذب، وطلب مني استخدامه لمدة 10 أيام، وبعدها أوقف الدواء، وأجرى لي تحليل الحرمان من الماء، وأوقفت الدواء، وسارت أموري أفضل لمدة أسبوعين، ثم عادت إلي ما كانت عليه من العطش وكثرة التبول، علما بأن وزني زاد خلال فترة استخدامي للدواء 3 كيلو، ماذا أفعل؟ هل أعود للدواء؟ وكيف يكون تحليل الحرمان من الماء؟
علما بأني لم أجريه إلى الآن.
وهل المرض الذي أعاني منه مزمن؟ وهل يمكن الشفاء منه؟ وإذا تركت الدواء، هل هنالك مضاعفات لهذا المرض إذا أوقفت الدواء؟
وللعلم: فإن كمية الماء التي أتناولها هي نفس كمية البول عندي، ومعدل شربي للماء يصل إلى 6 لترات بسبب شدة العطش، ولدي رغبة شديدة في شرب الماء البارد جدا، ومع ذلك أشعر بالعطش، فهل هنالك حلول للتخفيف من العطش؟
كما أنني أشكو من خمول في الغدة الدرقية، وأن الكليسترول منخفض الكثافة لدي مرتفع، وأتناول الكلوفاج مرتين يوميا، والثيروكسين 25.
أنا بانتظار ردكم على أحر من الجمر.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمة أمل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد ,,,
بالنسبة للسكر الكاذب: فإن هناك عدة أسباب لهذا المرض، وهي:
• أسباب ابتدائية: نقص هرمون المضاد للتبول فازوبرسين الذي تفرزه الغدة النخامية.
• أسباب ثانوية: عدم استجابة الكلية للهرمون فازوبرسين، ويرجع ذلك إلى خلل مناعي أثر على مستقبلات ذلك الهرمون.
- إصابات الرأس.
- سرطان الدماغ.
- جراحة المخ.
- التهاب الأغشية السحائية.
- وأحيانا يكون السبب هو في الكلية، وتسمى هذه الحالة: Nephrogenic diabetes inspidus، وتكون الأعراض بشكل تبول مفرط من 4 إلى 20 ليتر يوميا.
- العطش الشديد.
وفحص البول: يكون لونه شفافا مائيا، ولا يحتوي على الجلوكوز، أو الألبيومين، أو الأجسام الكيتونية، وتكون الكثافة النوعية: منخفضة، وتساوي تقريبا 1.001- 1.005، وهي قريبة من كثافة الماء النوعية التي تساوي 1، وفي فحص الهرمونات: يلاحظ وجود نقص في الهرمون فازوبرسين.
ومن الملاحظ أن الكثافة النوعية عندك هي أعلى ما نجده في السكر الكاذب، وعدم ظهور الأعراض مباشرة، أي في اليوم الثاني لتوقفك عن الدواء، وهذا ما يجعل أن هناك شكا في التشخيص، وهذا ما جعل الطبيب يطلب تحليل الحرمان من الماء، لأن هناك مرضا آخر يسبب هذا العطش، وشرب الماء الكثير، ويسمى: primary polydepsia ، وهذه الحالة تسمى: بالنهم للماء، وهي أن يحب المريض شرب الماء الكثير، وبالتالي التبول الكثير دون وجود مرض، وقد يكون الأمر له علاقة بأمور نفسية.
أما معنى تحليل الحرمان من الماء: فهو أن يتم إدخال المريض للمستشفى، وعدم إعطائه أية سوائل، ومراقبة كمية البول، وكذلك تحليل للبول لمراقبة الكثافة النوعية للبول، ففي الوضع الطبيعي، فإن الجسم يقلل كمية البول بشكل كبير، وتزداد الكثافة النوعية في حال عدم تناول الماء.
أما في حالة مرض السكر الكاذب: فإن المريض يستمر في طرح كميات كبيرة من البول، مع كثافة نوعية منخفضة، وبهذا يستطيع الطبيب التمييز بين إن كان المريض يعاني من سكر كاذب، أو أن يكون السبب هو التعود على كثرة شرب الماء.
والتعود على شرب الماء، هو من أكثر الأسباب التي تماثل في أعراضها السكر الكاذب، وتمسى أحيانا: Psychogenic polydepsai، أي كثرة شرب الماء النفسي.
وعلى الرغم من أن بعض الحالات بسبب الأمراض النفسية، إلا أن معظم المرضى الذين يقومون بهذا ليس عندهم اضطراب نفسي، ولذا يسمى أيضا Primery Polydepsia.
أما العلاج فيعتمد على السبب، فإن كان السبب نقص الهرمون، فإنه يتم علاج ذلك بتناول الهرمون.
أما إن كان السبب هو التعود على شرب الماء الكثير، فسيكون العلاج بالتركيز على هذه النقطة، وتنقيص الماء تدريجيا يوميا، حتى يعود إلى الطبيعي.
نسأل الله لك الشفاء والعافية.