خطيبي ذو أخلاق ودين ، ولكن أسلوبه بارد ، فماذا أفعل؟

0 570

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بصراحة لا أعلم كيف أبدا؟ ومن أين؟
كنت أحب ابن خالي، ولكن انخطبت من رجل أخر، رجل أعمال وجامعي وذو سمعة ممتازة وذو أخلاق ودين، وأصر أن يتحدث معي حتى نتعرف على بعض أكثر، قبلت ذلك ولكنه بارد معي لا يتحدث كثيرا فقط يتحدث عن أحوالي، وبعدها يقول لي سأذهب للنوم، أو أنا تعبان مع السلامة.


وقبل أسبوع أتصل علي ابن خالي وطلب مني أن أفسخ الخطوبة لأنه سيتقدم لي، وأنا كنت أتمنى هذه اللحظة، وبعد ذلك فسخت الخطبة،ولكن لم يتقدم لي بل اختفى ولم يتحدث معي بعد ذلك، وعندما فاتحته أمي بالموضوع، قال لها: أنه ليس مستعدا الآن ولم ينتهي من دراسته الجامعية وهكذا.

انقهرت من كلامه، وعزمت على أن لا أقبل بأحد، وأكمل دراستي، ولكن جاءت أمي وأخبرتني إن خطيبي السابق تحدث مع خاله، وقال له: أنه يحبني، ويتمنى أن نرجع لبعض، وأنه لم يذنب معي بشيء وأنه متعلق بي.

خفت من ربي وأن أظلم أحدا، ورجعت له، واعترف لي بحبه الشديد لي، ولكن حتى الآن أحس بأنه بارد معي، فماذا أفعل لم يتم العقد إلى الآن، ولكنني مرتاحة له، فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وكم تمنينا لو أن ابن الخال لم يقع في تلك المخالفة، فإن المؤمن لا يجوز له أن يخطب على خطبة أخيه، كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه -ولا يجوز للإنسان أن يخبب امرأة على زوجها، رغم أنك لازلت في هذه المرحلة إلا أن الحكمة الشرعية والمراد الشرعي هو أن مثل هذه الأمور تجلب العداوات والبغضاء والشرور، وقد أساء ابن الخالة أيضا عندما أخرجك من الحياة الأولى والعلاقة الأولى، ثم انسحب بعد ذلك، وكأنه كان يقصد الأذية، وكأنه كان يريد تفويت الفرصة عليك.

وإذا كان هذا الرجل صاحب الأموال وصاحب الدين وصاحب الأعمال الذي بحث عنك عن طريق الخال ورغب في الرجوع إليك فإن في هذا دليل على حبه لك، وأيضا في الاستشارة ما يدل على أنك تحبينه، ونحن نقول:
(لم ير للمتحابين مثل النكاح) فنسأل الله أن يجمع بينكم على الخير، وندعوك إلى عدم تفويت هذه الفرصة واغتنام هذه الفرصة، لأن الحياة فرص.

أما ابن الخال الذي حصل منه هذا الموقف فيكفي ما حصل، ولا تجري وراء السراب، وننصحك بإكمال المشوار مع هذا الرجل، الذي لا نظن أن عنده برود أو ردود طالما بحث عنك ويتواصل معك، ولكن أنت لازلت في مرحلة الخطوبة، وعندما تكوني عنده سيختلف الوضع.

ولست أدري ماذا تقصدين بالبرود، فإن الإنسان في مرحلة الخطبة لا يجوز له أن يتوسع في الكلام، فإن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولكن إذا وجدت هذه المشكلة بعد مراسيم الزواج، بعد أن يدخل بك، فعند ذلك يمكن أن تحسب مشكلة، ولا أظن أن هذا سيحدث، فلما تكوني بين يديه عليك أن تتفنني في إظهار مفاتنك ومحاسنك، وإظهار الجميل من ثيابك، حتى تمتعي نفسك وتمتعي زوجك، لأن هذا من أهداف الشرع الحنيف، ولكن طالما أنت في مرحلة الخطبة فإن الإنسان ما ينبغي أن يتوسع في الكلام الذي يثير شهوة الإنسان، لأن هذا من الخطورة، وهو أيضا لا يصلح في هذه المرحلة، كما قلنا: لأن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا تبيح له الخروج بها، ولا تبيح له التوسع معها الكلام (الكلام الرومانسي) أو كلام لا يصلح إلا بين الأزواج لا بين الخاطب ومخطوبته.

ونحن نتمنى بعد أن وجدت الرجل الصالح واختارك - بل رجع إليك، بل بحث عنك - أن تشجعيه على إكمال المشوار، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح، هذا هو نصحنا لك، وإذا أردت مزيدا من التوضيح ماذا تقصدين بمسالة البرود، وأعتقد أنه في مسألة الكلام، أما كونه يقول أريد أن أنام وأطمئن عليك ويسأل عنك، فهذا في حد ذاته دليل على أنك في باله، ودليل على أنه سيسعد معك، ولا يريد أن يطيل الكلام، لأن إطالة الكلام ستجلب له ولك التعب، خاصة وأنت بعيدة عنه، فلماذا يعكر على نفسه ويثير شهوته ولا يجد سبيلا لقضائها في الحلال، وأنت كذلك سيصعب عليك هذا الأمر.

فإذا كان هذا مجرد الاقتصار وكونه يسلم عليك ويقول أريد أن أنام، فهذا لا يعبر عن المعنى، ولا يصلح دليلا كافيا لكونه عنده برود أو نحو ذلك، لأن الخطبة كما قلنا ما هي إلا وعد بالزواج.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينكما على الانتقال إلى المرحلة التي بعد هذه، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات