السؤال
السلام عليكم...
عمري 34 سنة، أعاني من الخوف من الجن، بدأت المشكلة عندما سمعت أن إحدى قريباتي تكلم الجني أثناء القراءة عليها عند شيخ، من لحظة سماعي الخبر شعرت بخوف ورعشة في جسمي، وتعرق وبرودة، وإحساس بالإغماء، استمر الوضع معي حتى الآن.
أصبحت أخاف من سماع القرآن خوفا أن يتكلم الجني داخلي، أهرب من سماع قصص الجن، وأخاف من المشايخ، أمي دائما تشاهد القنوات الدينية التي تعرض حالات السحر والمس، يزداد خوفي وأهرب لمكان بعيد، حتى لا أسمع صوت صراخهم، وعند قراءة الرقية على نفسي أحس بغثيان وبرعشة وتعرق وخوف وتوتر شديد، وأحس أن الجني سيتكلم داخلي، لكن عندما أشغل نفسي بشغل البيت أثناء الاستماع للرقية لا أشعر بشيء سوى الرعشة، علما أني شديدة الحساسية والتأثر، وعندما أشاهد شخصا يعاني من مرض ما أتوهم أن المرض فيني، وأعاني من القلق والتوتر والاكتئاب، وقد سبق وتعالجت عند دكتور نفسي، ووصف لي دواء ساليباكس حبة في اليوم.
ملاحظة: أغلبية العائلة تعاني من مرض الذعر والقلق، وتتعالج عند دكتور نفسي، أريد معرفة ما أعانيه، هل فعلا داخلي جن؟ أم أنها أعراض ذعر وخوف وقلق؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتغلب عليها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت: لطيفة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
الإنسان بطبعه في بعض الأحيان قابل للتأثير الإيحائي، والتأثير الإيحائي تفرضه علينا الظروف الوجدانية الشديدة، وحين يكون هنالك حديث حول الغيبيات أو شيء يثير الفضول الانفعالي عند الإنسان، لاشك أن الحديث عن الجن يشد انتباه كل إنسان، ويحفز الفضول وحب معرفة المزيد، والناس تختلف في اعتقادها وتفهمها واستقبالها لمحتويات أي كلام أو فعل يدور حول الجن.
لاشك أن تأثرك كان شديدا، عندما سمعت أن إحدى قريباتك تكلم الجني على لسانها، وذلك لأنك تعرفينها معرفة حقيقية، وهذا شكل نقلة ذهنية كبيرة جدا أمامك، فلو سمعت قصة عن شخص لا تعرفينه قد لا يكون الأثر الإيحائي بنفس هذه الطريقة، والذي أرجوه منك أن لا تسمعي لما يقال حول الجن وتدخلاته مع الإنسان، هنالك الكثير من الأمور الغير مثبتة إطلاقا، نوع من وجود الجن كأحد مخلوقات الله، وتدخله مع الإنسان لا يعلم ولا يعرف كينونته أحد إلا الله تعالى، اقطعي حبل هذا التفكير وهذه المخاوف، من خلال التفكير في أنك في حفظ الله وفي رعايته، وأن ما يقال عن عالم الجن ليس كله حقيقة، وليس كله أكيدا، وهنالك الكثير من الإضافات والخرافات، والأمور المرتبطة بالشعوذة، ويستغل البعض -بكل أسف- إثارة الناس ووجدانهم من خلال الحديث عن قصص حول الجن لا أساس لها أبدا.
أنت حساسة، ولك ميول حول المخاوف والتأثير الإيحائي، لذا يجب أن تقطعي هذه المثيرات والروابط تماما، وأعني بالروابط والمثيرات هذه القصص التي تحكى عن الجن وعالمهم، معظمها -وربما كلها- ليست صحيحة، توكلي على الله تعالى، اعرفي دائما أنك في حفظ الله وتحت رعايته، ولن يصيبك مكروه بإذن الله تعالى، احرصي على أذكار الصباح والمساء، أدي صلاتك في وقتها، عليك بتلاوة القرآن، ولا تنجري نحو هذه الأفكار والقصص الخيالية والتي في معظمها تثير الإنسان -كما ذكرت لك-، أنت لديك استعداد للخوف والقلق وسرعة التأثر.
بالنسبة للتاريخ الأسري لدى أسرتك هذا لا نتجاهله بالطبع، أرجو أن لا يكون سببا في أن يشكل لك هموما جديدة، الوراثة في الطب النفسي للأمراض وإن كانت موجودة إلا أن هذا التأثير ضعيف جدا في معظم الحالات.
أنا أرى أن تتناولي عقار زولفت، السبرالكس جيد لكن الزولفت سوف يكون أفضل، وكذلك البروزاك دواء ممتاز، لكن هذا النوع من المخاوف يستجيب أكثر لعقار لسترال، والذي يعرف علميا باسم سيرتللين، وجرعة البداية هي نصف حبة (25) مليجرام يوميا، يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلا، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.