السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 17 عاما، وبالرغم من ذلك أجهل كثيرا في أمور الأعمال المنزلية، فضلا عن جهلي بأصول الطبخ، فأقصى ما أقوم به هو تجهيز الشاي وقلي البطاطس، غير ذلك أجهل أمور كثيرة في تربية الأبناء، غير أني غير مهتمة بما يعرف بأدوات التجميل وأحدث التقليعات التي تتماشى مع الموضى، مما دفعني إلى خوفي من الزواج إذا تقدم لي أي شخص لأني لا أجيد أيا من الأمور السابقة، غير أني شخصية خجولة جدا فكيف سأقابل رجلا لأول مرة في حياتي وسأجلس معه، مما دفعني إلى الخوف من الزواج والقلق منه لأني لا أعي أيا من المسئوليات السابقة فماذا أفعل؟
الإجابــة
أحييك -أيتها الابنة العزيزة- ومن الواضح أنك إنسانة واعية ومسؤولة، فها أنت تفكرين بالأمور التي ستجعلك تقومين بدورك كزوجة وأم على أكمل وجه -إن شاء الله- ومن كانت لديها مثل هذه الرغبة فلاشك بأن النجاح سيكون حليفها، بإذن الله تعالى.
أحب في البدء أن أقول لك بأن تركيزك على دراستك والعمل على تحصيل نتائج جيدة، يجب ألا يتعارض مطلقا مع طموحك لتكوني زوجة صالحة وأما عظيمة، بل إن تحصيلك العلمي سيكون عاملا مساعدا لك في فهم الكثير من أمور الحياة، والتعامل معها بشكل أفضل، ولذلك أطلب منك أن تستمري في التركيز على دراستك، إلى جانب تفكيرك في اكتساب مهارات جديدة تساعدك مستقبلا كزوجة وأم، وتحصيلك العلمي سيصب بكل تأكيد في مصلحة بيتك وأسرتك، إن شاء الله تعالى.
ما أنصحك به هو أن تقومي في أوقات فراغك بقراءة الكتب التي تعلم مبادئ الطهي، ومبادئ تربية الأطفال، والاهتمام بالعائلة، وقومي بالقراءة بصوت مرتفع قليلا، بحيث تسمعين أنت صوتك، وستجدين الكثير من هذه الكتب في المكتبات الكبيرة مثل (مكتبة جرير) مثلا، وبقراءتك لمثل هذه الكتب فإنك ستجنين فوائد عدة إن شاء الله، ليس في معرفة كيفية الطبخ ورعاية شؤون العائلة فقط، بل في تقوية لغتك وزيادة مفرداتك، وهذا بالطبع سينعكس إيجابا على تحصيلك المدرسي، وسيساعدك في التغلب على الخوف والخجل، فالقراءة بصوت مرتفع ومسموع، تعتبر من أهم الطرق التي تنمي مهارات التواصل في الإنسان مع نفسه أولا، ومع المجتمع ثانيا.
كما أشجعك على متابعة البرامج التي تهتم بتعليم الطبخ، والبرامج التي تهتم بشؤن الأسرة والتربية، خاصة البرامج الحوارية ( أي التي يكون فيها أكثر من شخص يناقشون موضوعا ما ) ففيها الكثير من الفائدة، فعدا عن أنها ستعلمك ما ترغبين بتعلمه، فهي أيضا ستجعلك تعتادين على النقاش والحوار وإبداء الرأي، وقومي مثلا بتخيل نفسك وكأنك تشاركين الحضور جلستهم، واعملي على إبداء رأيك وكان أحدهم في البرنامج قد قام بتوجيه سؤالا لك، وافعلي ذلك دائما بصوت مسموع لك.
قد يبدو لك الأمر غريبا أو سخيفا وغير مجد، لكن تأكدي بأن تكرار مثل هذا الأمر، سيجعلك تتغلبين على خجلك تدريجيا، وسيجعلك تعتادين على إبداء الرأي، وبنفس الوقت على سماع آراء الآخرين ومشاركتها، كما أشجعك على أن تقتربي ممن حولك، خاصة والدتك، وشاركيها أوقاتها في المطبخ في أوقات فراغك، ورافقيها في زياراتها الاجتماعية والعائلية، فبخبرتها الواسعة وحبها الكبير لك ستكون خير معين لك إن شاء الله تعالى.
نسأل الله عز وجل أن يوفقك في حاضرك ومستقبلك.