السؤال
والدتي عمرها 54 سنة، منذ مدة طويلة -ربما عشر سنوات- تنام وهي جالسة، خاصة إذا كان عندنا ضيوف، أو جالسة وسط مجموعة يتحدثون، وكثيرا في المواصلات، وهي لا تجيد فن الحديث، عكس والدي، متحدث ولبق، وتشاجرا كثيرا بسب هذا الموضوع، وطلب منها عندما يأيتها النوم أن تدخل وتنام، أو تتحرك، أو تشارك في الحديث، أو أن تنام مبكرا، ولكن كانت لا تصغي له، أو تقول إنها عندما تدخل لتنام لا يأتيها النوم، وحاولت أن أتحدث معها، ولكن كانت تغضب، ولا أستطيع أن أكمل الكلام معها، وإذا حاولت تنبيهها وهي نائمة وجالسة، كانت تتضايق، وطبعا يقول الناس إن والدتي نامت، فهل يوجد حل أستطيع أن أساعدها به؟ وأحيانا تكابر وتقول إنها لم تنم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن نوبات النوم التي لا يقاوم مثل النوم والإنسان جالس أو في ظرف غير مناسب، مثلا من ينامون عند الإشارات الضوئية حين وقوف السيارة، هذا النوع من النوم وما شابهه له عدة أسباب، من أهم أسبابه علة تسمى (Narcolepsy) وهذه أسبابها غير معروفة، يقال إن الوراثة قد تلعب فيها دورا، وهناك نظريات أخرى كثيرة، وهذه إذا شخصت لابد أن تعالج من خلال آليات معروفة لدى الأطباء، فهنالك أدوية معينة يمكن أن تعطى مع بعض الإرشادات.
في بعض الأحيان قد يأتي النوم الذي لا يمكن طرده - أو لا يمكن أن يقاوم - من خلال أن الإنسان يشعر بالإجهاد والتعب، وقد تعود على نوبات قصيرة من النوم، وهذه نشاهدها أحيانا لدى كبار السن، في بعض حالات الاكتئاب النفسي أيضا قد يأتي النوم حين يكون الإنسان في وضع غير مريح، وحين يهيء نفسه للنوم لا يأتيه النوم.
عموما: والدتك يمكن إقناعها من خلال التحدث معها بصورة لطيفة ومقبولة وتقوم على أسس التواصل الإنساني الجيد، تتحينين الفرصة التي يكون فيها مزاجها طيبا، وتحدثي معها حول هذا الموضوع، ووضحي لها أنها ربما مصابة بنوع من الإجهاد النفسي أو الجسدي، ولذا يفضل الذهاب إلى الطبيب.
الطبيب بالطبع سوف يقوم بفحصها – الطبيب النفسي مثلا – ومن خلال ذلك يستطيع أن يوجه التوجيه العلاجي والإرشادي الصحيح. في بعض الأحيان مثل هذه الحالات تحتاج لفحص دقيق مختص، وهذا الفحص يكون في مختبر النوم، كثير من المستشفيات الممتازة توجد في وحدات الأنف والأذن والحنجرة، أو أقسام الأعصاب وأمراض الجهاز التنفسي، يوجد لديهم مثل هذه الإمكانات – أي إمكانية فحص النوم، وذلك من خلال إدخال المريض للمستشفى لمدة أربعة وعشرين إلى ثمانية وأربعين ساعة – فالحلول إذن موجودة، وأتمنى أن تتحدثي مع والدتك بشيء من الكياسة كما ذكرت لك، وسوف يتم - إن شاء الله تعالى – إقناعها.
بالنسبة لعدم إجادتها للحديث: أعتقد بأنه يجب ألا تنتقد في هذا السياق، هي سيدة عمرها 54 عاما، ولا أعتقد أنه سوف تحدث تغيرات كثيرة، بالطبع الإنسان حتى يجيد الحديث يجب أن يجيد الاطلاع ويجيد الاستماع، من خلال هذه الآليات يصبح الإنسان مجيدا لفن الحديث.
لا مانع بالطبع أن يشار إليها إشارات غير مباشرة أنه من الأفضل أن تكون مستمعة، وأن توسع من معرفتها من خلال مشاهدة البرامج التلفزيونية الجيدة، وأنتم من جانبكم حاولوا أن تتواصلوا معها، وتتطرقوا إلى مواضيع مختلفة في الحياة، هذا - إن شاء الله تعالى – يساعدها كثيرا.
من المهم جدا بالنسبة لها أيضا – وكنوع من الإرشاد العام، وكما ذكرت وتفضلت – بأن تحاول أن تناول مبكرا، وألا تتناول الشاي أو القهوة في فترة المساء، لكن تتناولها في الصباح، هذه إحدى الميقظات الجيدة جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد.