ما علاج التهاب المعدة؟ وما الأكلات التي لا تسبب انتفاخًا؟

0 421

السؤال

أنا أعاني من التهاب المعدة منذ ثلاثة أشهر, ومن الارتجاع المريئي وحرقة في الحلق, وقد عمل لي الطبيب منظارا وأعطاني دواء اسمه جاسيك 40, ثم خففه وأعطاني 20, وأنا مصابة بالقولون, وأعطاني معه دواء للقولون اسمه ميفاء, صحيح أن الألم خف, لكن عندما آكل أحس بانتفاخ غير طبيعي؛ حتى أني أتمنى أن أستفرغ, وأظل مضربة عن الطعام أياما, ثم آكل وأتعب من الأكل؛ حتى أني أتحسر أني أكلت, مع العلم أن الطبيب وصف لي مكملا غذائيا اسمه بيون 3, ومع ذلك أحس بدوخة في رأسي, وألم في القلب, وأحس أنه سيغمى علي، وإذا ذهبت للمستشفى يعطوني مغذيا، أو أشعر بمجهود غير طبيعي.

أنا أعاني من السمنة, فقبل المرض كان وزني 124, ووزني الآن 102, مع العلم أن الوزن ثبت ولم يعد ينزل, وتساقط شعري, فكيف أعيده كما كان قبل؟ وما هي الأكلات التي تفيد المعدة, ولا تسبب الانتفاخ, ولا الحرقة في الحلق؟ وماذا تنصحونني أن أفعل في حالتي هذه؟

أرجو الرد بأسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

لم تذكري إن كان قد تم إجراء تحليل للجرثومة اللولبية في المعدة أثناء المنظار, إلا أنه عادة إن وجد الطبيب هذه الجرثومة المسببة لالتهاب المعدة فإن العلاج يكون بثلاثة أدوية, وليس بدواء واحد, فقد أعطاك الطبيب دواء واحدا للمعدة, وقد خفف الجرعة بعد ذلك, وهذا يعني أنه قد خفت الأعراض بالنسبة للالتهاب, إلا أن مشكلة الارتجاع والانتفاخ لم تخف, وكذلك الإحساس بالتعب بعد تناول الطعام.

كما تعلمين فإنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، وعندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

ومع ارتجاع عصارة المعدة العالية الحموضة إلى المريء فإنه تسبب تخريشا للمريء، وقد تسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء, وتضيقا أحيانا.

ومن أهم أعراض الارتجاع: الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر, وقد يصحبه عدم ارتياح, أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق, أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه, وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه: الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

وتناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا, وأشد ضررا.

وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء في الصمام, أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل: الدهون, والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشيكولاته، والفلفل, والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب
وزيادة حموضة المعدة، لها أسباب متعددة منها:
تناول الأدوية المسكنة، والتدخين، وتناول الأطعمة الحارة، والفلفل، والبهارات، وقرحة المعدة، والقلق والتوتر.

ولذا فإن العلاج للارتجاع يعتمد على تجنب الأمور التي تم ذكرها, والتي تزيد من الارتجاع, أو من حموضة المعدة, وتناول الأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

ويجب تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15سنتيمترا؛ حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحيانا سنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات المعندة يلجأ للعمل الجراحي, والحمد لله أن وزنك ينزل, إلا أنه يفضل الاستمرار بالنزول؛ حتى يصل إلى الوزن القريب من المناسب لطولك, مع المحافظة عليه.

ويفضل تناول الطعام: خمس وجبات في اليوم, وتكون وجبات صغيرة, وليس وجبة أو وجبتين, وهذا يساعد الارتجاع, وتنزيل الوزن كذلك,
ويساعدك على التخلص من الإحساس بالتعب والإرهاق - إن شاء الله -.

شفاك الله وعافاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات