زوجي يظلمني ويهجرني منذ سنين طويلة.. فمن ينصفني؟

0 400

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ نحو 25 سنة، وزوجي معاملته لي كالتالي لا يقدم لي شيئا، لا يصرف علي، ولا يعطيني لا مصروفا، ولا ملبسا، ولا سكنا شرعيا.

أسكنته في بيت لصديقتي قديم، وصديقتي هي من تصرف علي، وتقدم لي القليل من الذي أحتاجه.

معاملته سيئة فقد هجرني منذ سنين طويلة، وكلامه كله تجريح، ولا يهتم بي، وإذا مرضت فلا يسأل عني، عشت من أجل أولادي معه، والآن يزرع الكراهية بقلوب أولادي من ناحيتي، ولا يخرجنا إلى أي مكان.

نفسيتي ضيقة من ناحيته، وليس لي أحد في هذا البلد، أنصحوني ماذا أفعل؟ أرجوكم، وجزاكم الله خيرا، قصتي طويلة، ولا أعرف كيف أكتبها؛ لانني تعبانة كثيرا، أريد أحدا، ينصفني وينصحني ماذا أفعل؟

أرجو الرد، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يهدي زوجك للحق، وأن يردك إليه ردا جميلا.

أولا: نحن نهنئك -أيتها الكريمة- بصبرك على زوجك، وتحملك كل هذا العناء من أجل أولادك، واعلمي أن كل هذا العمل الجليل لن يضيع أجره عند الله تعالى، فأنت على خير كثير، فقد قال الله تعالى : { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } فأجرك مدخر -إن شاء الله تعالى- وحظك من النعيم موفر بإذن الله تعالى، وكل عناء قاسيته، أو ألم مر بك فإنك سوف تثابين عليه -بإذن الله تعالى- إذا صبرت واحتسبت.

لا شك أن هذا الزوج مقصر في حقك مطيع لما فرضه الله تعالى عليه من حسن العشرة، والقيام بالانفاق على الزوجة في حدود القدرة، فهذا كله مما فرضه الله تعالى عليه، ولكنه فرط به وضيعه.

نصيحتنا لك -أيتها الكريمة- أن تحاولي إصلاح هذا الزوج بقدر الاستطاعة فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، حاولي أن تطلبي ممن لهم كلمات مؤثرة عليه أن يناصحوه، ويستحسن أن لا يشعروه أنك أنت من طلبت ذلك، كما أنك إذا تمكنت من إسماع زوجك بعض المواعظ التي تذكره بالعرض على الله تعالى، وجزاء العمل في الدار الأخرة، وأن كل واحد منا سوف يلقى عمله موفرا، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة، فهذا نوع من الوعظ يطرد الغفلة.

لعل الله تعالى أن ينفعه بموعظة من هذه المواعظ، وأما أبناؤك -أيتها الكريمة- فهم كنزك وذخرك، وسوف ينفعك الله تعالى بهم في دنياك وآخرتك، فاصبري على العيش بقربهم، وابذلي وسعك في تربيتهم التربية الحسنة، وأنصحيهم بمجالسة الطيبين، وحثهم على حضور الصلوات في المساجد، وعلى سماع الدروس المواعظ، فإذا صلحت قلوبهم ستصلح أعمالهم بإذن الله تعالى، وسيعرفون ما للأم من الحق، وما للأب كذلك، فإذا صلحت تربيهم فانتظري منهم كل خير، فابذلي وسعك في هذا الطريق، وستقر علينك بهم إن شاء الله تعالى عاجلا وآجلا.

وصيتنا لك -أيتها الكريمة- أن تتذكري أن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان وأن زمنها قصير، وأن الثواب المدخر عند الله للإنسان بقدر صبره، وما نزل به من البلاء، وتذكري دائما أن الإنسان كلما كان أقرب إلى الله تعالى كلما أشتد عليه البلاء، وكثرت المحن ليكفر الله تعالى عنه من سيئاته ويرفعه درجات، ولذلك كان أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) فما ينزل بك من آلام، وما تحل بك من مصائب، وما ينزل عليك من الظلم كل ذلك أجره مدخر، فلا ينبغي أن تعيشي حياة تعيسة، وبذلك ترضين بقضاء الله وقدره، واحتسبي مصائبك عند الله تعالى، وستجدين بذلك نعيما عاجلا وآجلا.

نسأل الله تعالى أن يغنيك من فضله، وأن يصلح لك أولادك، ويقر بهم عينيك إنه جواد كريم.

نسأله سبحانه وتعالى أن يصلح زوجك، وأن يديم الألفة بينكما ويرد إلى الحق ردا جميلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات