عدم انتظام السكري... ومعاناتي معه

0 562

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي سؤال لو تكرمتم:

أنا فتاة مصابة بالسكري منذ أن كان عمري ثلاث سنوات، وآخذ أنسولين لانتوس 40 ونوفورآبيد 30/ 30/35 مشكلتي هي أن سكري لا ينتظم، رغم أني آخذ الانسولين بانتظام، ومنتظمة في غذائي، أحيانا سكري يرتفع إلى 590 وبعد عدة ساعات ينخفض إلى 26 وحاولت فعل كل شيء لكنه لا ينتظم، فما السبب؟!

وسؤالي الآخر: هو أني أتعرض للحموضة الكيتونية، ويرتفع الكيتون إلى +4 كل شهرين أو ثلاثة تقريبا، وأضطر للدخول للعناية، وهذا شيء جدا متعب! لماذا يحصل ذلك كثيرا رغم أني لا أتوقف عن الأنسولين، لكني أتعرض لالتهاب الحلق كثيرا بسبب حساسية الجيوب، فهل تطعيم الانفلونزا ممكن أن يخلصني من هذه المشكلة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jory حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فيستخدم الأنسولين في علاج الداء السكري النمط الأول، وفي حالات كثيرة من النمط الثاني، خاصة عندما لا يلتزم مريض النمط الثاني بالحمية ولا تنجح خافضات السكر الفموية في تخفيض سكر الدم.

والتخلص من أعراض الداء السكري بواسطة الأنسولين سهل، ولكن الصعوبة تكمن في الحفاظ على قيم السكر طبيعية لمدة أربع وعشرين ساعة في اليوم، حتى مع استخدام نظام الحقن المتعددة أو حتى مضخة الأنسولين؛ فالإنسان السوي يحافظ على مستوى من سكر الدم في الحدود الطبيعية، على الرغم من تناول وجبات الطعام، وذلك لأنه في الوضع الطبيعي فإن تناول وجبة طعامية يحدث ارتفاعا سريعا في تحرر الأنسولين من البنكرياس، وبذلك فإن الكربوهيدرات الممتصة سرعان ما تصل إلى الكبد وأنسجة الجسم الأخرى، وعندما ينخفض تركيز السكر في الدم تحت تأثير الأنسولين فإن إفراز البنكرياس للانسولين يتثبط وتدخل الهرمونات المضادة الدوران لكي تمنع من حدوث الهبوط في سكر الدم.

أما المريض المعالج بالأنسولين فلا يمكنه أن يماثل هذه العمليات الفيزيولوجية، فكمية الأنسولين الكافية للحفاظ على مستوى طبيعي من السكر عند امتصاص الوجبات تكون زائدة جدا بعد نهاية الامتصاص، وتؤدي إلى هبوط السكر، والعلاج بالأنسولين يختلف من طبيب لآخر ومن مريض لآخر، وسنذكر هنا ثلاث طرق شائعة في العلاج بالأنسولين:

1. الطريقة الاعتيادية:
وتتضمن حقن الأنسولين متوسط المفعول مثل Zinc Insulin (lente insulin) أو Isophane Insulin (NPH insulin) مرة أو مرتين يوميا، مع أو بدون إضافة كميات بسيطة من الأنسولين قصير المفعول Regular Insulin، حيث يمكن البدء بـ 15-20 وحدة من الأنسولين يوميا عند المريض ذي الوزن المعتدل، أما المريض البدين وبسبب المقاومة للأنسولين فيمكن أن نبدأ معه بـ25-30 وحدة يوميا، ويفضل استخدام نفس الكمية من الأنسولين لعدة أيام قبل تغييرها إلا إذا أصيب المريض بحالة هبوط السكر Hypoglycemia حيث يجب تخفيض جرعة الأنسولين فورا، وذلك إن لم يكن سبب هبوط السكر عابرا وغير متكررا (تمارين شاقة مثلا)، وإذا أريد تغيير مقدار الأنسولين فيجب أن لا يتجاوز مقدار الزيادة 5-10 وحدات في اليوم.

ويمكن لجرعة واحدة يوميا من الأنسولين أن تكون كافية في المرضى الذين ما يزالون قادرين على إفراز بعض الأنسولين من البنكرياس، في حين قد يحتاج مرضى آخرون إلى تقسيم كمية الأنسولين إلى جرعتين تكون الأولى قبل الفطور وتشمل ثلثي كمية الأنسولين، وتكون الثانية قبل العشاء وتشمل ثلث كمية الأنسولين، وتستخدم طريقة التقسيم عندما تصل كمية الأنسولين المطلوبة يوميا من 50-60 وحدة، كما تفيد في الجرعات الصغيرة أيضا.

يفضل معظم الأطباء إضافة الأنسولين السريع من بداية العلاج بالأنسولين (5 وحدات من السريع مع الـ 20 وحدة من المتوسط) وذلك لأن الأنسولين السريع يخفض سكر الدم بسرعة بعد الوجبة ثم يتابع الأنسولين متوسط الأمد هذه المهمة.

ويجب أن يتعلم المريض أن يخفض جرعة الأنسولين عندما يريد القيام بعمل شاق غير اعتيادي، والكمية المناسبة من التخفيض تتحدد بالتجربة والخطأ، ويمكن البدء بتخفيض 5 وحدات في المرة الأولى، وذلك لأن العضلة في حالة العمل الشاق تستهلك طاقة أكبر، كما ينصح بعض الباحثين بأخذ جرعة إضافية من الأنسولين السريع قبل تناول وجبة زائدة الحريرات أو أي طعام غير مسموح به في الحالات الطبيعية.

2-.طريقة الحقن المتعددة تحت الجلد: وهي الطريقة التي تستخدمينها أنت الآن:
حيث يتم استعمال الأنسولين المتوسط أو الطويل الأمد مساء في جرعة وحيدة، مع استعمال الأنسولين قصير المفعول (السريع) قبل كل وجبة، حيث يعطى المريض 25% من حاجته اليومية للأنسولين قبل النوم وعلى شكل أنسولين متوسط، ويعطى 40% من الكمية الباقية قبل الفطور بنصف ساعة وعلى شكل أنسولين سريع، و30% منها قبل الغداء، وكذلك قبل العشاء بنصف ساعة وعلى شكل أنسولين سريع أيضا وبذلك يكون المريض قد حقن الأنسولين أربع مرات.

كما يمكن أن ندمج جرعة الأنسولين السريع قبل العشاء مع جرعة من الأنسولين البطيء بدلا من إعطاء جرعة الأنسولين المتوسط.

والمهم في هذه الطريقة هو المراقبة الدائمة والمنزلية من قبل المريض لتركيز سكر الدم، والتي وبناء عليها يتم تعديل جرعات الأنسولين التي حققتها طريقة الحقن المستمر للأنسولين تحت الجلد.

3. طريقة الحقن المستمر للأنسولين تحت الجلد بالمضخة :
تستخدم هذه الطريقة مضخة صغيرة تعمل بالبطارية وتضخ الأنسولين تحت جلد جدار البطن، حيث يكون ضخ الأنسولين بالمستوى القاعدي طوال اليوم وبشكل مستمر مع زيادة في الكمية قبل الوجبات، ويتم تعديل الجرعات تلقائيا في النماذج الحديثة وذلك حسب قيم سكر الدم في الأنابيب الشعرية، ويشير معظم المرضى إلى أنهم مرتاحون بهذه الطريقة ولكن الدراسات لم تميز هذه الطريقة عن الطريقة الاعتيادية في النتائج.

ولقد حد من استعمال هذه المضخات كثرة إحداثها لهبوط سكر الدم كما أن مستعمليها لم يتخلصوا من مشاكل الوقوع في الحماض الكيتوني السكري، ويجب أن تناقشي هذه الأمور مع الطبيب المعالج لكي يتم إجراء تحليل للدم عدة مرات في اليوم، وبالتالي تغيير كمية الحقن الثلاث، حسب نسبة السكر ما قبل الطعام وبعده.

أما بالنسبة للأحماض الكيتونية فإن هناك عدة أسباب منها:
- نقص في كمية الانسولين المعطاة.
- وجود التهاب أو إصابة بفيروس.
- اضطراب في كمية الطعام المتناولة.

ولقاح الأنفلونزا سيمنع حصول الأنفلزنزا إلى حد كبير، إلا أنه لا يؤثر على الحساسية في الأنف، وإن كان هناك تكرر في التهاب الحلق فيفضل مراجعة طبيب الأذن والأنف والحنجرة لكي يتم فحص اللوز وإن كان هناك التهاب متكرر، فإنه يفضل عمل عملية استئصال اللوز.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات