السؤال
السلام عليكم.
أود أن أشكركم علي اتساع صدركم في حل مشاكل المسلمين، وجزاكم الله عنا وعنكم خيرا إن -شاء الله.
بداية الموضوع أنني كنت مرتبطا بفتاة مثل حالي، ولكن لم يوفق الله بيننا بسبب المسكن، ولكن والداي يلحان علي أن أرتبط بفتاة أخرى وأتزوج، وأريد إرضاء والدي، وأخاف الارتباط بأي فتاة أخرى، وأنا في حيرة، فماذا افعل؟
مع العلم إن الحال متيسر - والحمد لله-، وأنا ملتزم بعض الشيء، ولكني لم أقع في معصية تغضب الله - والحمد لله-، فبماذا تنصحوني؟
وجزاكم الله خير الجزاء، ووفقكم الله على ما أنتم عليه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبده حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك.
أخي الحبيب : لا يخفاك أن الإسلام يحث علي الزواج ووصفه بأنه آية من آيات الله قال تعالى : {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون } الروم21، وهو من سنن الأنبياء والمرسلين قال تعالى: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية)الرعد38, والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر أنه من سنن المرسلين فقال (أربع من سنن المرسلين:الحناء, والتعطر, والسواك, والنكاح)، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج خاصة عند وجود الاستطاعة المادية، فقال صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج).
ولذلك فنحن نشد علي يديك أن تقدم على الزواج ما دمت قادرا عليه، وأن ترعى الأسس التي جعلها الإسلام في اختيار زوجتك فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه "تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". والمعنى أن عادة الناس في النكاح تدور حول تلك الخصال: الجمال والمال والحسب والدين، والإسلام لا يمانع في الجمع بين هؤلاء إذا كان الدين هو المعيار الأول ، فالدينة الجميلة أو الدينة الحسيبة أو الثلاث معا إذا سبق ذلك الدين لا حرج فيه، المهم أن يكون المعيار الأول هو الدين، ومعنى (تربت يداك) أي : لصقت بالتراب من شدة الفقر إن لم تفعل.
ونصيحتنا لك أن تقدم ولا تتردد، وأن تجعل في كل اختيار لك روية، وأن يسبق ذلك كله استشارة ربك بركعتي الاستخارة، وبعد الصلاة تقدم وستجد الخير الكثير بعد ذلك؛ ما دامت نيتك صادقة وسبق اختيارك صلاة الاستخارة، فعن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل : ( اللهم إني أستخيرك بعلمك , وأستقدرك بقدرتك , وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم , وأنت علام الغيوب , اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك ) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله , فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه , اللهم وإن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي حاجتك ) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال : عاجل أمري وآجله , فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به . ويسمي حاجته ).
نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن يجعل عاقبة أمرك إلى خير وأن يرزقك البر والتقوى والمرأة الصالحة التقية.
والله الموفق.