السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 عاما، منذ أن عرفت مسمى الحب عزمت أن لا أحب إلا من يطلب يدي ليتزوجني فأحبه الحب الحقيقي الأبدي -بإذن الله- لكن قدر الله أن أحببت شخصا عمره 19 عاما، وهو من أبناء أصدقاء العائلة، أرسلت له رسالة بأني أرغب الزواج منه، وأني لا أريد حبه إلا بالحلال، فعلمت أنه أخبر والدته أنه يريد الزواج مني، وتحدثت مع والدته في هذا الموضوع واتفقنا على أننا ما زلنا صغارا على الخطبة وينبغي أن ننتظر قليلا ليستقر دراسيا وماديا، بعد فترة أرسل لي أنه يريد أن تتم الخطبة في هذه الفترة حتى يرتبط اسمي باسمه ولا يسبقني بالخطبة قبله أحد، حاولت إقناع أمي بذلك ولم تقتنع لصغر سني، وكذلك أبي، وبعد فترة ليست بالطويلة أيضا قال إنه لدي الفرصة الأخيرة؛ إذ أنه استلم وظيفة ولو لم تتم بيني وبينه خطبة فسيخطب إحدى أخوات صديقه، وطلب مني أن أقنع والدتي بكل استطاعتي، ولكني أشعر أنها لن تقتنع أبدا، وهذا ما يؤرقني، خاصة أنه سكن قلبي، ومن أمنياتي التي دائما أدعو الله أن يحققها أن أتزوجه.
أحيانا أقنع نفسي أن الله سيعوضني بدلا منه، وألجأ لله بالدعاء أرجوه أن يجمع بيني وبينه، وإذا تخيلت أنه لغيري أبكي غيرة! ما الذي ترشدوني إليه هل أتناساه لقناعات والدي أم ماذا?!
وبالمناسبة إذا ما خطب هل يجوز لي الدعاء بأن يجمعني به?!
أرشدوني لما ينبغي علي فعله وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بداية: نتمنى أن تجتهدي دائما في أن يكون الوالد والوالدة مشاركين في مثل هذه الأمور، وألا تتعجلي هذه الأمور، إذا كانت والدة الشاب على علم وتكلمت معها فأرجو أن تتوقفي عند هذا الحد، وتجنبي الحديث مع الشاب، ولكن لا مانع من أن تخبري أهلك، وتناقشي الوالدة في مثل هذا الأمر، وعليه هو إن كان صادق الرغبة أن يكرر طرق الباب، وأن يقابل أهلك الأحباب، وعليه أن يعلم أنه لابد لمكثر القرع للأبواب أن يلج، فمهر حبه ومهر صدقه في ميله إليك هو أن يكرر المحاولات وأن يقابل أهلك، وأن يطلب من والدته أن تتقدم، ومن والده أن يتقدم، لأن هذا سيكون له أثر كبير في إقناع الوالد والوالدة، ففرق كبير بين أن تقول الفتاة (أريد أن أتزوج فلانا) هذا قد يكون صعبا وقعه على الأسرة، وبين أن يأتي أهل ذلك الشاب فيتقدموا لأهلك طالبين يدك على كتاب الله وعلى سنة النبي – عليه صلاة الله وسلامه - فإن هذا هو الطريق الصحيح.
إذا كان الناس والمجتمعات تتوقف من الشاب الذي يخطب بنفسه، يقولون دائما (أين أهله؟)، (أين أبوك)، (حبذا لو كان أهلك معك) كيف يقبلوا من فتاة تخطب لنفسها، وتتقدم بأنها طالبة فلان وأنه كذا!
لذلك نحن ننصحك بأن تقوم بهذا الدور الوالدة أو الخالة أو العمة أو غيرك يتكلم بلسانك، وعلى الشاب إن كان صادقا – كما قلنا – أن يأتيك بطريقة رسمية، حتى لو ردوه فإن عليه أن يكرر المحاولات، ثم يتوجه إلى رب الأرض والسموات، فإن الإسلام أراد للفتاة المسلمة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، والشاب الذي يريد الفتاة عليه أن يطلب يدها من أهلها كما قلنا، فعليه إذن أن يكرر المحاولات، وأن يتوجه إلى رب الأرض والسموات، وأنت من جانبك طالما كانت الوالدة على علم فيمكن أن تناقشيها في هذا الأمر، وتكون الوالدة – إذا اقتنعت – هي التي تقنع الوالد، وحتى لو اقتنعا فإنهم لن يستطيعوا أن يتقدموا إلا إذا جاء الشاب هو بنفسه ومعه أهله ليطلبوا يدك على كتاب الله وعلى سنة النبي - عليه الصلاة والسلام - .
فمعنى هذا أن الكرة – كما يقال – في ملعب هذا الشاب، هو الذي يستطيع أن يتقدم أو يتأخر، وأنت ندعوك إلى أن تشغلي نفسك بالمفيد وبطاعة ربنا المجيد، ولا مانع من أن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء أن يكون هذا الشاب من نصيبك، لا مانع من هذا من الناحية الشرعية في كل الأحوال، لأنه حتى لو أنه خطب واحدة فإنه يستطيع أن يخطب ثانية، ولكن أرجو ألا تفكري بهذه الطريقة، وأرجو أن يكون زمام المبادرة – كما يقال – بيد هذا الشاب الذي عليه فعلا أن يطرق بابكم وأن يأتي داركم من الباب، وأن يقابل أهلك الأحباب، وإذا جاء فعلا – خاصة لو جاء معه والده وأهله وعمه وخاله وجاء بالوجهاء – فإن الأسرة ستقبل ولا شك، لأنهم سيحرجون في هذه الحالة، والأسرة أيضا تريد أن تتأكد أنه جاد في الطلب، وأنه حريص على الارتباط بك، وهذه ضمانات تبحث عنها أي أسرة لفتاتهم.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكم على الخير، وأن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكم به.