السؤال
السلام عليكم
أنا بنت عمري 20 سنة، تخرجت من الثانوية، وأدرس في الجامعة، والسنة هذه تركت الجامعة؛ لأني لا أستطيع الدراسة، ولا أحبها، درست 12 سنة لا أذكر أني بذلت جهدا في الحفظ أو الاهتمام في الدراسة! لا أستطيع أن أجلس، وأمسك بالكتاب، وأكتب وأخطط وأحفظ أو أفهم!
ليست هذه هي المشكلة، المشكلة أني دائما أشعر أني أقل قيمة ممن حولي سواء كن صديقاتي أم أناسا لا أعرفهم حتى! مشاعري جدا سلبية تجاه نفسي, أشعر أني ثقيلة على الناس، وكثيرا ما أبتعد عن الناس كي لا أثقل عليهم!
أنام أو أسهر لوحدي، ولا أجتمع مع أحد!! تعطلت دراستي، وقلت علاقاتي الاجتماعية (عزلت نفسي)، أحب الانترنت والوحدة، والجلوس في غرفتي كثيرا, عندما اختلط بالناس أشعر أني قذرة! ومع ذلك أعلم يقينا أني مثقفة وكثيرة الاطلاع، ومبدعة في المجالات التي أحبها.
أحيانا أعارض نفسي، ومترددة، ولهذا أنا علقت هنا أكتب وأمسح! مع ذلك كل الناس حولي تحبني وصديقاتي يحبونني، ويكلمونني، ودائما يسألون عني ولا يحبون أن يجتمعوا بدوني، أعلم أني شخصية مرحة وجميلة وجريئة، أيضا ،ومع ذلك أستحقر نفسي!
هل إدمان الانترنت جعلني هكذا؟ وهل أكتفي بذلك أم ماذا؟ لا أخفيكم أن مزاجي سيء جدا، ومتقلب! وكيف يمكن أن أساعد نفسي؟ وماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rab حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على ثقتك بنا والكتابة إلينا.
نعم يمكن أن "تعملي" الكثير، فعندك الكثير الكثير من الصفات والإمكانات الجميلة والمفيدة، سواء في نفسك من شخصية وإمكانات، أو في علاقاتك الاجتماعية وتواصلك مع الآخرين.
ولكن لماذا عندك ضعف الثقة بالنفس؟ والغالب أن لهذه علاقة بطريقة التربية التي عشتها في طفولتك.
هل هذه حالة بسبب إدمان الانترنت؟ ربما، والأغلب أنه مزيج من عدة أمور، فهناك التعلق بالنت، والوقت المفيد أو الممتع الذي تقضينه على النت، بالإضافة إلى بعض الصعوبات في الاختلاط بالآخرين، وبالإضافة أن الدراسة الجامعية تحتاج للعمل والجد والتضحية ببعض الساعات والأيام، فهي مجموعة أمور.
فما العمل؟ وأنت ما شاء الله ما زلت في العشرين من العمر، سن الشباب والعطاء والتعلم والإنتاج، إلى متى ستستمرين في هذا الحال الذي أنت عليه؟ حتى سنة 2015 أو 2020 أو 2025؟ بالطبع لا، وخاصة أن مزاجك سيء جدا ومتقلب، ولا غرابة في هذا؛ لأنك لست في وضع مريح، والله تعالى لم يخلقنا لنعيش بالطريقة التي أنت عليها.
أعتقد أنك في حاجة إلى تحديد ماذا تريدين، وماذا تحبين أن تعملي، وكيف تقضين أوقاتك؟
وبعد أن تجيبي على هذه الاسئلة وتحددي أهدافك، فأنا لن أعطي أهمية كبيرة فيما إذا كان عندك إدمان على النت أو لا، المهم أن تخططي لحياتك، وتقومي بالعمل على هذه الأهداف، وأما استعمال النت، والمزاج السيء... فكلها أعراض لأمر أكبر من عدم معرفة ماذا تريدين من هذه الحياة، وضعف صورة أهدافك فيها.
عليك وضع جدول لبعض الأمور للقيام بها:
• زيارة الجامعة ومراجعة طريقة العودة إليها (كنت أحب أن أعرف فرع الدراسة التي تفضلين).
• الخروج يوميا من البيت في متابعة أمور الجامعة وغيرها.
• الخروج يوميا لقضاء بعض الوقت خارج البيت في الحديقة أو مع صديقاتك، وأمور أخرى أنت أدرى بها، وتناسب ظروفك الحياتية.
وستلاحظين وخلال فترة قصيرة أن لب المشكلة، وهي ضعف التقدير لذاتك، بدأت تتحسن، وبدأت أكثر تفاؤلا واهتماما بالحياة.
وفقك الله، وأرجو أن تكتبي لنا تفاصيل نجاحاتك.