السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله العلي القدير أن يجعل ما تقومون به من مجهودات في ميزان حسناتكم.
أنا فتاة عمري 26 سنة، متدينة -ولله الحمد- ومنتقبة ومن أسرة محافظة, مخطوبة لشاب مند سنتين تقريبا، ونحن بصدد التجهيز للعرس إن شاء الله.
مشكلتي: أننا أحيانا نختلف ولأسباب تافهة، وهذا يجعله يفرط بي بسهولة تامة، ثم بعد ذلك تعود المياه لمجاريها بعد أن أتنازل.
في الآونة الأخيرة كثرت الخلافات جدا، لدرجة أصبحت أفكر في فسخ الخطوبة، وذلك بسبب تصرفاته معي، هو شخص عنادي لا يتنازل أبدا، ولا أدري هل سيستمر على هذا الحال بعد الزواج؟ أخاف أن أتزوج به ثم يفرط بي بسهولة، كما يفعل الآن.
لا أنكر أنه شخص طيب، ومتدين ويحبني جدا، لكن عصبيته الزائدة تخوفني, عندما تعود المياه لمجاريها يقول: إنه لم يكن ليفرط بي، وأنا كنت في ساعة غضب فقط، لا أدري ماذا أفعل؟ أشيروا علي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الهدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد، والصواب، ونشكر لك الثناء على الموقع، واختيار الموقع، ونسأل الله أن يعيننا على خدمة ابنائنا وفتيانا الذين هم أغلى مع تملك الأمة بعد توفيق الله وتأييده سبحانه وتعالى.
هنيئا لك هذا الخاطب الذي هو صاحب دين، وهذا هو المعيار الأساسي، ولكن أتمنى من كل صاحب دين أن يكون كذلك صاحب خلق؛ فإن من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، كما قال ابن القيم رحمه الله.
وسنشير إلى نقاط هامة جدا.
النقطة الأولى: طول فترة الخطبة مجلبة للمشاكل، ومجلبة للخلافات، فلا أدري لماذا الخطبة مدتها سنتان؟!
النقطة الثانية:- كنا نريد أن نعرف نوعية المواضيع الذي حصل فيها خصام وجدال؛ لأن هذا سيكشف لنا عن أبعاد غاية في الأهمية؛ ولكن نحن نتمنى لو تتواصلي مع الموقع، وتعرضي لنا ما حصل من خلاف وما وجهة نظرك؟ وما هي وجهة نظر الخاطب؟
كما أرجو أن تعلمي أن الخطبة عندما تطول مثل هذه اللقاءات يحصل هناك تدخل من قبل أولياء الفتاة، ومن قبل أهل الشاب، فهل نستطيع أن نقول: إن هناك أيادي لها علاقة بهذا الخلاف الذي يحصل بينكما؟
على كل حال، فحجم الخلاف هو الذي يحصل به أن نحدد ملامح شخصية كل منكما، وأن نحدد أيضا طبيعة هذا الخلاف، هل هو من النوع السطحي؟ هل هو في قضايا حاسمة أو قضايا أساسية؟ كما أرجو أنه أحيانا هناك مفاهيم في المجتمع، فالمجتمع قد يحرض الخاطب من أجل المخطوبة أن تطلب أشياء من الجانب الآخر، يحرض الآخر يحسم أمره منذ البداية ولا يقدم تنازلات، ومثل هذه الأشياء، فالمسألة معقدة، ولكن نحن نتمنى أن نركز على الأشياء الأساسية، فأنت متدينة وهو متدين، فهذه نعمة كبرى، ونسأل الله أن يديم عليكم فضله وإحسانه.
الأمر الثاني:- هل عصبية هذا الرجل معك وحدك أم مع أخواته وزملائه في العمل؟ وهذه نقطة أساسية، فلا بد أن نعرفها، إذا كانت هذه العصبية مع البيت مع زملائه أحيانا، فعند ذلك لا بد أن نقف وقفة تأمل لنعرف ما هي الأشياء التي يغضب فيها، ويعصب فيها؟
أنت قلت تافهة، ونحن لا نستطيع أن نوافق على هذا، ولا نقدر أن نعرض فيها حتى تأتي بنماذج من نقاط الخلاف الحاصلة، ولكن أريد إذا كان صاحب دين وخلق وأتيحت لك الفرصة ولا يوجد في الأفق له مثيل، وهو من عائلة طيبة وهناك وفاق من أسرته فلا تفرطي فيه، وأنت تعلمين أن المرأة العاقلة عندما قال زوجها ليلة بنائه بها، قال أنا سيء الخلق طبعا كانت هذه أسوأ بشارة، كان الأولى أن تقول له هذه المرأة لا بشرك الله بالخير، ولكن المرأة الحكيمة قالت أسوأ منك من يلجئك إلى سيء الخلق.
إذا استطعنا أن نعرف أن هناك عدة قضايا هو يغضب، أو يعصب فيها فإن العلاج مع مثل هذا هو أنت، نتفادى القضايا التي لا يحتمل الحديث حولها، ويعني بذلك نستطيع أن نسعد معه ويسعد معنا، حتى تتضح الرؤيا، وحتى تكون المسألة واضحة، وحتى تتخذي قرارا لا تندمي عليه.
لا بد أن تصل إلينا صورة واضحة، ونسأل الله أن يديم الألفة بينكم، واسألي نفسك هذه الأسئلة، هل هي مواضيع كبيرة؟ هل أنت السبب؟ هل هناك أطراف خارجية؟ هل عصبيته معك وحدك أم مع الآخرين؟ يعني عندما يرجع هل يعتذر مما فرط منه أو حصل منه؟ هل هناك تدخلات سواء كان قبل الخلاف أو بعده؟ ما هو رأي الأسرة في هذا الشاب؟ ما هي الفرص المتاحة لك في الأفق؟
هل هناك شباب متدينون يمكن أن تأتيك فرص أخرى، أو هي الفرصة النادرة والوحيدة؟ وخاصة الشباب المتدين عموما لو عرضت على نفسك هذه الأسئلة فإنها تعينك على اتخاذ القرار الصحيح.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.