السؤال
السلام عليكم.
يقال لمريض التهاب الكبد الوبائي المزمن ابتعد عن شرب الكحول، فهي مضرة للكبد، وتسبب تليفا للكبد.
هناك دواء فتامين دال vi de 3 به نسبة من الكحول، وعلي استخدامه لمدة 3 أشهر متواصلة، فكيف يتم التوافق بينهما؟ وما مدى خطورة استعماله على الكبد؟
نرجو الرد علينا بسرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني عبد الإله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه الأدوية تحتوي على نسبة قليلة جدا من الكحول، وعلى كل حال، فإنه يفضل الابتعاد عنها، ولو أنها نسبة قليلة لا تتجاوز 1-2%، وهناك فيتامين د لا يحتوي على الكحول وهو الذي يعطى بالعضل.
والفيتامين د من نوع calcitriol حسب اطلاعاتي لا يحتوي على الكحول فهو حبوب، وما ينصح به في الغرب أن يبتعد عنه؛ لأنهم يتناولونه بكمية كبيرة ومسكرة، وإن لم يكن هناك أي دواء آخر بعلم الطبيب غير هذا، فيمكن أن تسأليه عن وضع الكبد عندك، فإن كان التليف خفيفا، فعلى الأكثر أن لا يتأثر بهذه الكمية القليلة، ولهذه الفترة.
وأما عن رأي الشرع بهذه الأدوية، فهناك فتوى في هذا الخصوص، فقد جاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي في مكة ما يأتي:
" الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته السادسة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة، في المدة من 21-26/10/1422هـ الذي يوافقه من: 5-10/1/2002م، وبعد النظر في الأبحاث المقدمة عن الأدوية المشتملة على الكحول والمخدرات، والمداولات التي جرت حولها، وبناء على ما اشتملت عليه الشريعة من رفع الحرج، ودفع المشقة، ودفع الضرر بقدره، وأن الضرورات تبيح المحظورات، وارتكاب أخف الضررين لدرء أعلاهما، قرر ما يلي:
1- لا يجوز استعمال الخمرة الصرفة دواء بحال من الأحوال؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) رواه البخاري في الصحيح. ولقوله:( إن الله أنزل الداء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام) رواه أبو داود في السنن، وابن السني، وأبو نعيم، وقال لطارق بن سويد - لما سأله عن الخمر يجعل في الدواء -: ( إن ذلك ليس بشفاء، ولكنه داء ) رواه ابن ماجه في سننه، وأبو نعيم.
2- يجوز استعمال الأدوية المشتملة على الكحول بنسب مستهلكة تقتضيها الصناعة الدوائية التي لا بديل عنها، بشرط أن يصفها طبيب عدل، كما يجوز استعمال الكحول مطهرا خارجيا للجروح، وقاتلا للجراثيم، وفي الكريمات والدهون الخارجية.
3- يوصي المجمع الفقهي الإسلامي شركات تصنيع الأدوية والصيادلة في الدول الإسلامية، ومستوردي الأدوية، بأن يعملوا جهدهم في استبعاد الكحول من الأدوية ، واستخدام غيرها من البدائل.
4- كما يوصي المجمع الفقهي الإسلامي الأطباء بالابتعاد عن وصف الأدوية المشتملة على الكحول ما أمكن.
والله ولي التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد " انتهى.
" قرار رقم: 94 (6/16): بشأن الأدوية المشتملة على الكحول والمخدرات ".
وجاء في قرار مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ما يأتي:
" للمريض المسلم تناول الأدوية المشتملة على نسبة من الكحول إذا لم يتيسر دواء خال منها، ووصف ذلك الدواء طبيب ثقة أمين في مهنته " انتهى
لذا أرى أن تناقشي طبيبك، فلابد وأن هناك أدوية أخرى للفيتامين د ليست شرابا، ولا تحتوي على الكحول إن أمكن، أما إن لم يكن غيرها، فيمكن أن تأخذي بالرخصة التي جاءت في فتوى المجمع الفقهي الإسلامي.
نرجو من الله لك الشفاء.