هل تساعد أدوية الاكتئاب في علاج التهابات المعدة وآلام المفاصل؟

0 406

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أعاني منذ حوالي ست سنوات من التهابات وتقرحات في المعدة، كما أعاني من آلام في مفاصل الجسم، بالإضافة إلى ارتفاع في ضغط الدم الانبساطي؛ إذ يصل الضغط بشكل متوسط 130/100.

أما بالنسبة للمعدة: فآخذ مضادات حموضة منذ خمس سنوات تقريبا، وأحد الأطباء أخبرني أن هذا الدواء لا يجب أن أتوقف عنه.

وأما بالنسبة للمفاصل: فيعود السبب إلى أن جهاز المناعة يهاجم المفاصل، وقد أخذت لفترة مضادات التهاب، ولكنها أحدثت آثارا جانبية، ومنها: التهاب في الغدد اللمفاوية في الصدر وتحت الإبط.

وأما الضغط: فأخذت مدرات للبول، وبعدها غيرها الطبيب إلى (اربيسارتان 150 مع)، وضغطي الآن 115/75 في المتوسط، مع العلم أني مدخن، وكنت قد قرأت في مقالات طبية أن التوتر والقلق الدائمين من أهم مسببات أمراض الجهاز الهضمي، واضطرابات جهاز المناعة، وارتفاع ضغط الدم، وأن الأدوية المضادة للاكتئاب تساعد، فشرحت ذلك للطبيب.

وصف لي السيبرالكس 10مغ حبة يوميا، وأنا إنسان شديد التوتر ودائم التفكير، فهل الأدوية المضادة للاكتئاب ستساعدني؟ أم أن هناك حلا آخر يساعدني على استعادة عافيتي ونشاطي؟ وقد قال الرسول - صلى الله عليه و سلم -: "لكل داء دواء".

عذرا للإطالة، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل - أخي الكريم - القلق والتوتر كثيرا ما يكونان مرتبطين أو مسببين أو مساعدين على ظهور أعراض الجهاز الهضمي من آلام وتقرحات، وما يسمى القولون العصبي، ولا نستطيع أن نقول: إن القلق والتوتر أو الاكتئاب هي الأسباب الوحيدة، لكن وجود والتوتر والاكتئاب قطعا يساهم في أعراض التهاب وتقرحات وآلام الجهاز الهضمي، فهذه الحالات حين تظهر - أي الالتهابات أو آلام الجهاز الهضمي - تؤدي أيضا إلى المزيد من التوتر والقلق؛ إلى أن يصبح الإنسان في حالة من الدائرة أو الحلقة المغلقة التي يكون فيها السبب والنتيجة وردود الأفعال مترابطة مع بعضها.

أخي الكريم: بالنسبة لحالة المفاصل التي تعاني منها فهذه تتطلب رعاية طبية خاصة من مختص، ولا بد لك من تناول الأدوية المضادة للقلق والتوتر والاكتئاب، وأنا أشجعك على ذلك، وأقول لك: إن السبرالكس هو الأمثل.
لماذا؟ لأنه سليم جدا، ولا يتفاعل مع الأدوية الأخرى التي تتناولها، وصدقا وحقا هذه خاصية كبيرة جدا لهذا الدواء، وأنت تتناول الآن (10) مليجرامات يوميا، وأنا أرى أن هذه جرعة كافية جدا، فإذا كنت قد بدأت في تناول الدواء فاستمر على الجرعة كما هي.

أما إن لم تكن قد بدأت فأنا أفضل أن تبدأ بنصف حبة - أي (5) مليجرامات - تناولها يوميا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك يمكن أن ترفع الجرعة إلى (10) مليجرامات يوميا, وهذه - أخي الكريم - يجب أن تتناولها لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وبعدها خفض الجرعة واجعلها (5) مليجرامات يوميا لمدة شهرين أو ثلاثة، وحتى إن طالت مدة استخدام هذا الدواء فأنا أؤكد لك سلامته، ونقاوته، وفعاليته - إن شاء الله تعالى -.

أخي الكريم: مضادات الاكتئاب سوف تفيدك, وعلى وجه الخصوص هذا الدواء – السبرالكس - والذي يعرف علميا باسم استالوبرام، وتناول الجرعة يمكن أن يكون ليلا أو نهارا، لكن الشركة المصنعة توصي بأن يتم تناول الدواء نهارا؛ لأنه ربما يؤدي إلى شيء من ارتفاع درجة اليقظة عند بعض الناس، لكن من الملاحظ أن البعض قد يشتكي من أنه دواء يسبب الكثير من الاسترخاء، وربما النعاس البسيط، وهنا يمكن أن نقول تناوله ليلا، والمهم هو أن يتناول الإنسان جرعة كل (24) ساعة.

أخي الكريم: ألفت أنتباهك أيضا إلى أن الرياضة التي تناسب حالتك الصحية - خاصة ما يتعلق بآلام المفاصل - أرى أنها سوف تفيدك؛ لأن الرياضة تمتص طاقات القلق والتوتر الداخلية، كما أن تمارين الاسترخاء سوف تكون جيدة لك.

وإسلام ويب لديها استشارة تبين طريقة أداء هذه التمارين وهي (2136015)، فاطلع عليها، واتبع التعليمات الموجودة بها، وإذا وجدت فيها فائدة لك فأرجو أن تمارسها - وأنا أعتقد أنها مفيدة - بجانب كل ذلك - أخي الكريم - عليك بالفعالية والتذكير الإيجابي, والتفاؤل, و- إن شاء الله تعالى - بتطبيق ذلك نكون بالفعل قد أخذنا بموعظة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لنا وهي: (أن لكل داء دواء).

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا،وبالله التوفيق والسداد، والعافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات