ما هي أضرار سوء التغذية؟

0 406

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا: بارك الله فيكم على هذا الموقع, جعله الله في ميزان حسناتكم.

أما بعد,,,

عمري 18 سنة, قبل تقريبا عام كان وزني 58 كغ, وطولي 163 سم, بعد ذلك قمت بعمل رجيم قاس فنزل وزني إلى 53 كغ, ثم أصبح الأمر هوسا, فقمت بعدة ريجيمات حتى أن وزني صار الآن 41 كغ.

وأنا لا أنكر حقيقة إصابتي (بالقهم) العصبي, فأنا أرمي الطعام, وأحسب السعرات, وأمارس الرياضة, ولا أتناول إلا الأغذية قليلة السعرات, وكل هذا من دون علم أهلي.

الأمر الآخر هو أن دورتي الشهرية منقطعة منذ 4 أشهر, مع العلم أنني أحس بكل أعراض ما قبل الدورة, ولكن لا يوجد طمث.

فهل السبب هو سوء التغذية أم شيء آخر؟

أرجو النصيحة والدعاء لي بالخروج من حلقة (القهم) هذه لأنني مللت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ابنتنا الكريمة: هذا بحث متكامل عن هذا المرض, وعسى أن يكون ذو فائدة لك, والمرض اسمه: (Anorexia nervosa) وهو الاسم الذي يطلق على حالة امتناع الإنسان –بإرادته– عن الطعام, ويبدأ رفض تناول الطعام عادة ما بين العاشرة والخامسة عشرة, ونتيجة لذلك ينخفض الوزن إلى نصف الوزن العادي, ومن بين الأعراض المصاحبة تنوع في متاعب الجهاز الهضمي، والتقيؤ اللاإرادي أو العشوائي, وانقطاع الدورة الشهرية.

والذين لديهم هذا الاضطراب يستمرون في اتباع نظام غذائي رغم نقصان وزنهم, ويكون لديهم هواجس متعلقة بالطعام, وهم ينكرون أن لديهم مشكلة, ويكون النقصان الحاد والسريع للوزن له عواقب تهدد حياتهم, ويستند الأطباء في تشخيصهم على الأعراض والعلامات والفحوص, ومن الممكن أن يساعد العلاج الإدراكي السلوكي: (gnitive-behavioral therapy) المرضى بهذا النوع من الاضطراب عند علاجهم لمدة عام أو عامين.

وأكثر من نصف البنات قبل المراهقة يتبعن نظاما غذائيا أو غير غذائي؛ للمحافظة على وزنهن, ونسبة بسيطة من هؤلاء البنات يتطور عندهم الأمر ويحدث لهن فقدان الشهية العصبي.

وتتوقف الدورة الشهرية عند الإناث حتى قبل فقدان الوزن, وتكون نبضات القلب أقل, وضغط الدم أيضا, وكذلك درجة حرارة الجسم, ويكون الشعر رقيقا وناعما, ويزيد شعر الوجه والجسم, وتنتفخ أنسجة الجسم بسبب تجمع السوائل بين خلاياها: (edema), وتشعر بالانتفاخ, وضيق البطن, وبإمساك: (constipation).

رغم النحافة يستمر هؤلاء الأشخاص في بقائهم نشيطين, ويزيدون من نشاطهم الرياضي بهدف التحكم في وزنهم, وتكون لديهم شكوى بسيطة بنقص في الغذاء لا تتناسب مع ما هم فيه من وهن وضعف, وينشأ اضطراب هرموني يشمل نقص هرمون الأوستروجين: (estrogen) عند الإناث.

ومن الضروري إدخال الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي المستشفى؛ للتأكد من أنهم يستهلكون الأغذية الكافية, والسعرات الحرارية اللازمة, ويعتبر تناول الطعام هو الطريقة الأفضل للعلاج, يصف الأطباء علاجا للحالات المترتبة على هذا الاضطراب, مثل هشاشة العظام,
وأثناء التواجد بالمستشفى تقدم المشورات والنصائح النفسية فيما يتعلق بالتغذية.

التواجد بالمستشفى من فوائده تغيير الظروف المحيطة بالمريض, والتي تكون من أسباب الاضطراب, وأيضا تعطل العادات والتصرفات السيئة المتعلقة بالطعام, وبالتالي إيقاف التدهور الحادث.

العلاج الإدراكي السلوكي له دور هام في علاج هذه الحالات, ويستغرق العلاج ما يقارب العام عند استعادة المريض وزنه, وما يقارب العامين إذا استمر تحت المعدل الطبيعي للوزن.

والعلاج يكون أكثر فعالية للمراهقين الذين كان عندهم الاضطراب لمدة أقل من 6 أشهر, والعلاج يكون ذو أهمية حيث إن الذين يعانون هذا النوع من الاضطراب لا يرغبون في استعادة وزنهم.

والعلاج العائلي يفيد المراهقين, فهو من الممكن أن يحسن التفاعلات بين أفراد العائلة, ويعلم الآباء مساعدة المراهقين المتأثرين بالاضطراب لاستعادة وزنهم المفقود.

يتضمن العلاج أيضا رؤية الطبيب بانتظام للمتابعة وإجراء الفحوص, كما قد يشمل خطط العلاج والمعلومات بواسطة أخصائي التغذية, وكذلك المعلومات عن السعرات الحرارية التي يحتاجها المريض لاستعادة وزنه.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات