أهلي يرفضون أن أذهب لصديقتي فما الحل؟

0 314

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على جهودكم الرائعة والقيمة بهذا الموقع المفيد, وجزاكم الله كل خير, ووفقكم بهذا العمل.

لن أطيل عليكم بمشكلتي: أنا طالبة ومشكلتي مع أهلي بالخروج من البيت, فلي صديقة هي رفيقة عمري, كانت جارتي ولكن نقلنا السكن منذ سنة، اعتدت أن أراها يوميا؛ كوني لا أعمل وليس لدي سواها, ولكن أهلي لا يريدونني أن أخرج إلا بمزاجهم ولطلباتهم, وأنا لا أجد الراحة إلا عند رؤيتها؛ كوننا نتشارك بكل شيء, حتى أننا نصلي سويا كأننا أخوات.

وهي وضعها الاجتماعي صعب جدا, ولذلك لا أحب تركها يوما, غير أنها عندما تأتي إلي يبدأ أهلي يطلبون منها, وعند خروجها يتكلمون عنها! ولا أعلم ماذا أفعل, فأنا أعتبرها أختي المقربة لي جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نشكر لك هذا الحرص والوفاء للصديقة، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد، وأن يسهل أمر تلك الصديقة، وأن يجعل من أمرها يسرا، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وكم تمنينا أن نعرف أسباب رفض الأهل للخروج إلى ذلك المكان، فإن أهل الفتاة عندما يرفضوا ذهابها إلى أماكن بعيدة قد تكون لهم اعتبارات شرعية, أو لخوفهم مما يحصل من بعض الناس من ممارسات خاطئة، ولذلك أرجو أن تلتمسي لهم الأعذار وتجتهدي في معرفة السبب الذي جعلهم يرفضوا ذهابك لتلك الصديقة، التي نتمنى أن تقدمي لها المساعدات بأي وسيلة، وأن ترحبي بمجيئها إذا جاءت إليك، وألا تشعريها بأن أهلك رافضون ذهابك إليها.

حاولي أن تعتذري لها بأعذار لطيفة، وتجتهدي في التواصل معها ولو بالهاتف وبالسؤال عنها، ونحن دائما نتمنى أن تكون للفتاة عدد من الصديقات الصالحات، فليس من المصلحة أن تكون للفتاة صديقة واحدة ليس لها غير هذه الصديقة؛ لأن طبيعة الحياة أن البنات يتفرقن، فقد تتزوج الصديقة وتصبح في عالم آخر لها أطفال ولها زوج، فتكون هذه الصديقة في حيرة من أمرها.

ولذلك ينبغي أن تكون للفتاة عدد من الصالحات الصديقات اللائي يكن عونا لها على الخير، كشأن هذه الصديقة التي كانت تشاركك في الصلاة وفي السجود لله تبارك وتعالى.

نتمنى تفهم ما حصل، وأرجو أن تعلمي أن طبيعة هذه الحياة، الصداقات، وأن الأخوة لا تدوم، لأن الموت يفرق الأحباب، وكذلك ظروف الحياة تفرق بين الناس، فهذا يسافر، وهذا يجلس، وهذا ينتقل إلى مكان آخر، وتلك تتزوج، إلى آخر هذه الأسباب التي تجعل الناس يفترقوا عن بعضهم، فإذا بقي الود، وبقي الدعاء، وبقي الإخلاص، بقيت السيرة العطرة، والأخبار الطيبة، والسمعة الجيدة، فهذه نعم من الله تبارك وتعالى.

نتمنى أن تواصلي مع الصديقة لكن بطريقة لا تدخلك في الحرج مع أهلك، الذين نتمنى أن تقترحي عليهم أن يذهبوا معك إلى بيت الصديقة؛ لأن هذا يبعث في نفوسهم مزيدا من الاطمئنان، وإن رفضوا ذلك فأرجو أن تتفهم الصديقة الظروف التي أنت فيها، وأن تجتهدي في التواصل معها، ولا تنحرجي من طلبات الأهل لها، وأيضا كلامهم عنها من وراء ظهرها، أرجو أن يكتم عنها.

وانصحي أهلك بأن يبتعدوا عن الغيبة والنميمة والكلام عن الناس؛ لأن هذا خصم من حسناتهم، والإنسان إذا توسع في الكلام عن الناس يأتي يوم القيامة مفلسا والعياذ بالله، لأن هذا يعطى من حسناته، وذاك يعطى من حسناته، فإن فنيت ما عنده من حسنات قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار، والإنسان لا يرضى هذا لأهله، ولذلك يجب عليك النصح لهم سواء تكلموا عن الصديقة أو غيرها.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات